قال الدكتور رفيق حبيب، المستشار السابق للرئيس مرسي، إن جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، اعتمدا استراتيجية التفكيك المتتالي للدولة العميقة، وهو ما تبناه الرئيس مرسي بعد انتخابه. وكتب حبيب على صفحته بموقع التواصل فيسبوك يوم الأربعاء يقول إن ذلك بدأ بتفكيك العلاقة بين الكتل الاجتماعية وبين الدولة العميقة من خلال تأمين الأوضاع الخاصة بالكتل التي أيدت النظام السابق، والبعد عن أي عملية انتقام أو تصفية حسابات، حتى تستقر أوضاع العائلات والكيانات الاجتماعية المؤيدة للنظام السابق، حتى لا تبقى في حالة خصومة مع الثورة. وأكد حبيب أن تلك الخطوات تتمثل في بث الاطمئنان في نفوس عائلات العاملين في أجهزة الشرطة والقضاء والجيش، باعتبارها أكثر المؤسسات التي ارتبطت أوضاعها بالنظام السابق. وأشار نائب رئيس حزب الحرية والعدالة السابق إلى أن الهدف من ذلك، ألا تكون تلك الكتل الاجتماعية جزءا من الدولة العميقة، وبالتالي مشاركة في عملية إجهاض الثورة، لأن مشاركة كتل اجتماعية في اجهاض الثورة أو الانقلاب عليها يمكن أن يؤدي إلى نزاعات أهلية حادة. وأوضح حبيب أن تفكيك علاقة تلك الكتل بالدولة العميقة يؤدي إلى حدوث تباين في المصالح بين مكونات النظام السابق، مما يفكك من ترابطها ويجعل لكل منها موقفا مختلفا، ومع مرور الوقت يتضح أن مخاوف الكتل الاجتماعية المرتبطة بالنظام السابق ليست في محلها، مما يجعلها تغير نظرتها للثورة ولا تشعر أن الثورة ضدها. ولفت حبيب إلى أن المعركة بين التيار الإسلامي والدولة العميقة هي معركة متتالية الحلقات تشتد أحيانا وتهدأ أحيانا، ولكنها تستمر زمنا ليس بالقصير. واكمل أن السيطرة الكاملة على جهاز الدولة من أجل بناء دولة المؤسسات والقانون يعني إنهاء وجود نخبة الدولة المسيطرة والحاكمة، وجعلها نخبة إدارية وفنية، وليست نخبة صاحبة نفوذ وجاه ومال. وقال إن هذا التحول في حد ذاته يعني تحولاً كبيرًا في طبيعة الدولة وسياساتها وهويتها، مما يجعل كل القوى المستفيدة من سياسات الدولة وطبيعتها القائمة، تحاول حماية الوضع القائم والمحافظة عليه. وشدد على أن المعركة ليست فقط بين التيار الإسلامي وبين نخبة الدولة، ولكنها معركة بين التيار الإسلامي وكل القوى التي تحاول الحفاظ على طبيعة الدولة القائمة، خاصة طبعها العلماني القومي القطري، وكذلك تبعيتها لمنظومة الدولة الغربية، والتي تمنع تحقيق تنمية حقيقية، وتعرقل أي امكانية لتحقيق نهضة شاملة.