افتتحت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المصري، أولى فعاليات ورشة العمل المشتركة بينهما ضمن حملة، ''الرعاية الصحية في خطر''، التي بدأتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ العام الماضي. وشهد فندق كونكورد السلام مصر الجديدة، اليوم الإثنين، أولى ندوات الورشة المنعقدة حتى 19 ديسمبر الجاري، حول المخاطر التي تتعرض لها الرعاية الصحية في النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ المختلفة، سواء في الإقليم أو في العالم. وحضر الورشة كل من وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية، نجوى خليل، ومساعد وزير الصحة، سعد زغلول العشماوي، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، علاء علوان، ورئيس قسم المساعدات باللجنة الدولية للصليب الأحمر، باسكال هونت. وقال الأمين العام للهلال الأحمر المصري، ممدوح جبر، إن الاختيار وقع على القاهرة لبدء هذه الحملة منها بسبب الأحداث والتجارب الميدانية التي شهدتها من حيث الخطر الذي تتعرض له الرعاية الصحية، خاصة في أحداث العنف والطوارئ. ويأتي المشاركون من حوالي 12 بلدا ومن بينهم عاملون في منظمات من داخل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأكاديميون، وخبراء من الجمعية الطبية العالمية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود. وقالت نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر، الوزيرة نجوى خليل، إن احترام الرعاية الصحية وحمايتها في النزاعات المسلحة وحالات العنف هي مطلب ملح وهدف استراتيجي لإنقاذ حياة المتأثرين بمثل هذه الأحداث. وتهدف هذه الورشة إلى إيقاف ما تتعرض له المنظومة الصحية من تعديات، سواء كانت على المنشآت أو المركبات الصحية التي يكون البعض في هذا الوقت في أمس الحاجة إليها، وتلحق بهم الانعكاسات السلبية لهذه الأحداث. وأضافت أن حماية ورعاية المصابين والجرحى هي محور اهتمام الدولة وهي أول أهداف الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية، ولتحقيق ذلك الأمر يتطلب تعزيز القدرات العاملة في مجال حماية ورعاية المرضى، ولذلك يجب تجميع كافة الأطراف المعنية ورفع الوعي المجتمعي وهو الهدف من فاعلية كهذه، متمنية أن يتم الخروج منها بتوصيات بناءة ومفيدة وواقعية. وقال العشماوي إن حملة كهذه عندما تبادر بها جهات كالحركة الدولية للصليب الأحمر، وجمعية الهلال الأحمر المصري فهي ناقوس خطر يجب الانتباه له، و لابد من حشد الجهود لمواجهته واتخاذ خطوات تجاهه. وأضاف العشماوي أن الأولوية الأولى لدى أي فريق رعاية صحية، هي حماية الفريق لنفسه قبل أي شيء، حتى يتسنى له تقديم الخدمة لمن يحتاجها، ويجب أن يوضع هذا التنبيه نصب الأعين لتلافي ما قد يطرأ على العملية الصحية مما يؤدي لمزيد من الضحايا، وأن مثل هذه الفعاليات وورش العمل تهدف لتحسين جودة الخدمات الصحية وإيجاد حلول لمشكلاتها، بالإضافة لتوطيد الصلات بين القائمين على هذه المهمة النبيلة واللذين يقفون على حافة الموت فالخدمات التي يقدمونها دون تمييز هي عين الرقي الإنساني. وأشار علوان باسم، منظمة الصحة العالمية، إلى أن الأحداث الجارية في الإقليم تجعل التوقيت غاية في المناسبة لمناقشة تلك قضية، وقال إن المخاطر الجمة التي تتعرض لها الرعاية الصحية في هذه الأجواء تطال حتى المتطلبات الأساسية للسكان وليس فقط الرعاية الصحية في حالات الطوارئ، مما يزيد من معدلات الضحايا وانتشار الأمراض. وتطلع علوان إلى الخروج من الورشة بتوصيات هامة لمواجهة هذه المشكلة، كما أورد في حديثه أمثلة حية لشكل المخاطر التي تعترض طريق الرعاية الصحية، حيث تم تدمير 16 موقع ومرفق صحي في الهجوم على غزة عام 2008، أما في الأحداث الثورة السورية طالت التعديات 230 مرفق صحي في جميع أنحاء سوريا، ليس هذا فقط وإنما أحداث كثيرة مماثلة شهدتها اليمن وأفغانستان والصومال وليبيا، والعراق التي شهدت في 11 أغسطس 2003 قصف مكتب الأممالمتحدة ومقتل 22 شخص من أفراد المنظمة، كان من بينهم موظفة مصرية رفيعة المستوى. وخصصت الأممالمتحدة هذا اليوم للاحتفال بكل أشكال العمل الإنساني كي تسترعى انتباه قادة العالم، وأطلقت في 2008 حملة الحد من أخطار الكوارث، ودعت فيها إلى الحفاظ على المرافق الصحية، كما أطلقت ''مرافق ومنشآت صحية آمنة'' كشعار ليوم الصحة العالمي. وأضاف باسكال هونت أن حجم المتأثرين بهذه المشكلة والذي يقدر بالملايين، حيث تصل أحيانا إلى حرمان مجتمعات بالكامل من أساسيات الرعاية الصحية التقليدية، بالإضافة إلى أن الاحتياج لهذه الرعاية يزداد على التوازي مع تعرضها للخطر، كانت وراء السعي لهذا المشروع الذي حشد وفود اللجنة الدولية للصليب الأحمر واتحاد جمعيات الهلال الأحمر بخبرائهم ومتطوعيهم، للوقوف على العناصر الواقعية للمشكلة، وأدوات لقياسها، وحلول مقترحة، وتوصيات بأنواع الدعم المطلوبة لتحقيق رعاية صحية آمنة.