شهد مركز إبداع بيت السحيمي، ختام الورشة التدريبية التي حملت عنوان ''صون التراث الثقافي غير المادي''، والتي نظمها مسرح الهناجر، برعاية وزارة الثقافة ومنظمة '' اليونسكو''. وقال مصطفى الصباغ، المسئول الفني والإداري في بيت السحيمي، إنه تم تكريم الطلبة والمتدربين الذين شاركوا بالدورة منذ عام 2003 . وأوضح الصباغ أن الورشة التي اختتمت أعمالها الخميس، استهدفت توثيق التراث الثقافي غير المادي بطرق عديدة منها الأرشفة والتوثيق اللفظي والإيمائي، وشارك بها طلبة وخريجين وأساتذة جامعات. وحضر ممثلا عن اليونسكو عبد العزيز زكي، نيابة عن مدير مكتب اليونسكو في القاهرة، غادة غلام، كما حضر المتدربون ومدربوا الورشة وكان من بينهم الدكتور عبد الرحمن أيوب، والدكتور مصطفى جاد، الأستاذ بأكاديمية الفنون. ومن جانبه قال الدكتور عبدالرحمن أيوب، إن اليونسكو سعت بهذا المشروع لإيجاد قاسم مشترك بين ثقافات الشعوب، حيث أن هناك مستوى في الثقافة الإنسانية ثابت يجمع بين المجتمعات أما الاختلافات فهي ''دائما عابرة'' - بحسب وصفه. وأضاف أن الورشة استطاعت من خلال نخبة من شباب الباحثين، الذين تمتعوا بفكر ناقد، أن تجد لمصطلح ''الصون'' قبولا وفكر يدركه الشباب المصري . وأوضح الدكتور مصطفى جاد، مصطلح ''الصون''، قائلا '' ليس دورنا جمع التراث اللامادي، وليس الهدف الأرشفة والتوثيق، ولكن الصون أن تظل هذه الثقافة تمارس في سياقها الطبيعي وهو غير الحفظ الأرشيفي . وقال جاد إن الورشة كانت الأولى للتعريف باتفاقية ''صون التراث الثقافي غير المادي''، والتي وقعتها مصر مع اليونسكو عام 2005، أي بعد عامين من إبرام الاتفاقية.
ويتمثل هذا الصون في التدريب على كيفية الحفاظ على الشوارع والحواري القديمة بشكلها القائم، والحفاظ على التراث المتمثل في بعض العادات مثل ال''سبوع'' والأكلات مثل ال ''طعمية''، والرقص مثل رقصة التحطيب أو حتى حرف كالنحاس وتصنيع الفانوس، بالإضافة لتعريف الناس بعملية الصون من خلال العمل الميداني. كما أنه هناك ''قائمة الصون العاجل''، وهي لإنقاذ التراث المهدد بالانقراض، وحشد الاهتمام العالمي نحوه، لدعمه من قبل منظمات مثل ''اليونسكو''، وذلك من خلال لمس احتياجات القائمين على هذا التراث وتوفيرها. وأكد جاد أن المشاركين في الورشة أتوا من كل أنحاء مصر لتحقيق هذا الهدف، ولن ينتهي المشروع بانتهاء الورشة، وإنما هناك تخطيط لورش أخرى، للتدريب على كيفية صناعة قوائم الحصر وقوائم الصون العاجل.