كعادته لم يكترث بمشاعر غيره.. رافق جنوده وذهب مستعرضا قوته.. مشهد دخوله "باحة الأقصى الشريف" ومن خلفه جنوده استفز جموع المصلين.. تجمهروا وتصدوا له.. ومن هنا اندلعت "انتفاضة الأقصى الثانية". ففي 28 سبتمبر 2000 قام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (أرئيل شارون) بدخول المسجد الأقصى، مما أسفر عن اشتباكات بين جنود الاحتلال والمصلين سقط على إثرها عشرات الشهداء وأكثر من مائتي جريح، إضافة لإصابة 13 جندي إسرائيلي. أكثر من ست سنوات على (أوسلو 1993)، ولم يجد جديد على الأرض؛ قضايا (الحل النهائي) معطلة بسبب التعنت الإسرائيلي والصمت الأمريكي عليه، سياسة الاغتيالات باتت سمة المشهد السياسي، الاجتياحات عمت مناطق السلطة الفلسطينية رغم توصيات "طابا وكامب ديفيد"، الأسرى ظلوا في سجون الاحتلال واللاجئين خارج الأرض، في حين أن بناء المستوطنات ساري وبشكل مكثف. كل هذا كان "وقودا" اشعلته اشتباكات الأقصى لتنطلق "الانتفاضة الثانية"، وتلتهب معها الشوارع العربية، وتأتي "قمة القاهرة الطارئة" بعد شهر من اندلاع الأحداث لتخرج ببيان لم يرضي المواطن العربي، الذي اختار "سلاح مقاطعة البضائع الأمريكية واليهودية" ليعاقب بطريقته الاعتداء الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. "الدرع الواقي وأمطار الصيف" كانت أبرز العمليات العسكرية الإسرائيلية لتصفية "الانتفاضة"، ليبلغ ضحاياها أكثر من 4500 شهيد و 48322 مصاب فلسطيني، مقابل 334 قتيل من أفراد الجيش الإسرائيلي و735 من المستوطنين، وإصابة 4500 أخرين . الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية طالت حتى "الزعيم ياسر عرفات"، وفرضت عليه حصارا بمنزله بدءً من مارس 2002، ولم تسمح له سوى بالسفر لتلقي العلاج بباريس ليتوفى "مسموما" هناك في 2004، وتنجح العمليات العسكرية في تصفية "الصف الأول" من القادة الفلسطينيين على رأسهم "الشهيد أحمد ياسين" و"عبد الفتاح الرنتيسي"، ويبقى الطفل "محمد الدرة" أيقونة شهداء "الانتفاضة الثانية". وبجانب "الانفلات الأمني" بالشارع الفلسطيني والشروع في بناء "الجدار العازل"، سببت العمليات الإسرائيلية تدميرا للبنية التحتية و مؤسسات السلطة الفلسطينية، وكشفت الكتائب الفلسطينية النقاب عن تطوير أسلحتها لتنتج صواريخ "قدس 4، صمود، ناصر، أقصى 103".