أحدث الإضراب العام الذى دعت إليه نقابات النقل الفلسطينية فى قطاع المواصلات اليوم الاثنين ضد سياسات الغلاء ورفع أسعار الوقود التي تبنتها حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض منذ مطلع سبتمبر الجاري، شللا في الحركة بكافة مناطق الضفة الغربية. وسادت حالة من الهدوء التام، خلافا لما هو معتاد كل صباح، مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، حيث تزدحم شوارع المدينة في الصباح أثناء توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلبة إلى مدارسهم. وبدأت مجموعة من الشباب صباح اليوم بإغلاق الطرق الشمالية المؤدية إلى رام الله من جهة بلدة بيرزيت ، وأشعل محتجون إطارات السيارات وسط الشوارع في بلدة أبو قش التي يجتازها القادمون من شمالي الضفة الغربية إلى وسطها، فيما أغلقوا الطرق بالحاويات ، وكذلك بالقرب من جامعة بيرزيت، كما تجمهر الشباب وأغلقوا الشوارع وحرقوا الإطارات بالقرب من مخيم الجلزون شمالي رام الله. وامتد إغلاق الشوارع إلى مناطق مختلفة في الضفة الغربية، حيث أغلق شبان محتجون مفترق رأس الجورة في المدخل الشمالي لمدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية) بالإطارات المشتعلة، إضافة إلى إغلاق مفترق التحرير في المدخل الجنوبي للمدينة، ومفترقي مخيمي العروب (11 كلم شمالي الخليل) والفوار (ثمانية كيلو مترات جنوبي الخليل). كما بدت الشوارع في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية خالية من السيارات باستثناء بعض السيارات الخاصة، حيث لم يستطع عدد كبير من الطلبة والموظفين الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم ، وبدت قاعات وساحات جامعة النجاح الوطنية خالية، كما تجمع عدد من السائقين وسط المدينة وتبادلوا أطراف الحوار حول أحوالهم، معبرين عن سخطهم من ارتفاع أسعار الوقود والسلع الأساسية. ولم يختلف الوضع كثيرا في مدينة طولكرم (شمال غربي الضفة الغربية) ، حيث قام محتجون بإغلاق عدة شوارع رئيسية مؤدية إلى المدينة، وشوارع تربطها بالمدن الأخرى. من جهة أخرى، أعلنت جامعتا النجاح في نابلس (36 كلم شمالي رام الله) وبيرزيت في ضواحي رام الله ، مواصلة الدراسة اليوم الأثنين وعدم تعطيلها، كما دعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أيضا إلى استمرار العمل في المدارس. وقال وكيل وزارة التربية والتعليم محمد أبو زيد إن الوزارة لم تصدر تعميما بالعطلة اليوم ، موضحا أنها أصدرت تعليمات باستمرار العمل لمن يستطع الحضور من المعلمين. وكانت نقابة النقل العام بالضفة الغربية قد أعلنت أن الاثنين هو إضراب شامل لكافة وسائل النقل العام في كافة المحافظات بالضفة احتجاجا على موجة الغلاء وارتفاع أسعار الوقود، وهو ما أدى إلى اندلاع سلسلة من التظاهرات التي شملت عددا من مدن الضفة خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد رئيس نقابة عمال النقل والمواصلات في محافظة بيت لحم ''أحمد جابر''، أن الإضراب يسير كما خطط له ، وهناك التزام كامل من جانب أصحاب سيارات النقل العام بنسبة تصل إلى 100% ، مشيرا إلى اصطفاف عشرات السيارات وتوقف سائقيها عن العمل للتعبير عن ذلك. وتشهد مدن الضفة الغربية منذ الثلاثاء الماضي احتجاجات واسعة ضد ارتفاع أسعار الوقود منذ مطلع سبتمبر الجاري فيما ينادى الكثيرون من خلال مظاهرات عارمة تجتاح الشوارع بإسقاط حكومة رئيس الوزراء سلام فياض.