رأى الكاتب الفني والسيناريست محمد الغيطي أن الدراما صناعة وتجارة، وهي جزء من قوة مصر الناعمة، واعتبر أن إنتاج كم كبير من الأعمال الدرامية مفيد لعودة الريادة المصرية، بعد سيطرة الخليج، لكنه تمنى أن يكون الإنتاج للعام كله وليس لرمضان فقط . وأضاف الغيطي - خلال الندوة الفنية المقامة، الليلة، بمقر موقع مصراوي، والتي ضمت بين ضيوفها الناقد الفني نادر عدلي، والناقدة حنان شومان، والناقد سمير الجمل -: ''أرجو أن يخرج علينا مسئول واحد من التليفزيون ليعلن هل ربح التليفزيون من عرض مسلسلات النجوم في رمضان الحالي رغم عرضها على كل الفضائيات أم لا!''. وعن رأيه في أفضل الأعمال في رمضان هذا العام، قال الغيطي: ''مسلسل نابليون والمحروسة من أعظم المسلسلات إخراجيًا، والصورة جاءت ممتازة، وأداء المملثين كان مميزًا للغاية، ولكن هناك بعض ''الهنات'' في الكتابة. أما مسلسل ''الخواجة عبد القادر'' فإنه عمل ديني اجتماعي رائع، نقل لنا الأجواء الصوفية البديعة، وهو عمل غير رمضاني، ويجب أن يشاهد بعد رمضان. ''مع سبق الإصرار'' واحد من أهم السيناريوهات المكتوبة هذا العام للكاتب أيمن سلامة، ورغم اعتراضي على بعض الألفاظ غير اللائقة في الحوار إلا أن السيناريو متميز للغاية، واعتبر المخرج محمد سامي من أفضل مخرجي العام''. وعن رأيه في أفضل ممثلي العام، قال الغيطي: ''طارق لطفي هو أفضل ممثلي هذا العام رغم صغر مساحة دوره''. وأسهب الغيطي في الحديث عن بطل مسلسل ''باب الخلق'' الفنان محمود عبد العزيز، الذي يرى الغيطي في أدائه أنه كان عزفًا منفردًا، قائلًا: ''رغم سذاجة المسلسل إلا أن مشاهد محمود عبد العزيز ممتعة بسبب أداءه''. وانتقد الغيطي مسلسل ''طرف تالت''، واعتبره عمل يصنع من البلطجية نجومًا، وانتقد فيه أيضًا تقديم نموذج الحوار المتدني في الحارة المصرية والمناطق الشعبية، واعتبرها غير واقعية، حيث رأى أن مهمة صانع الدراما عمل إعادة صياغة للواقع وفق قيم الجمال. وعلى جانب أخر، قال الناقد الفني نادر عدلي: ''إن ما تم عرضه في رمضان هذا العام من أعمال فنية وصل إلى حوالي 40 مسلسل، من أصل أكثر من 70، تم إنتاجهم للعرض خلال الشهر''. وأضاف عدلي: ''إن الدراما مضمونة النجاح طالما تم تسويقها للمحطات الخليجية''. وعن رأيه الفني في أسوأ الأعمال التي عُرضت خلال الشهر، قال: ''مسلسلين هما الأسوأ هذا العام: الزوجة الرابعة، وكيد النسا''، بينما قال عن تقييمه لباقي الأعمال: ''%20 على الأقل من الأعمال المعروضة جيدة''. وعن رأيه في المسلسل الديني ''عُمر''، قال عدلي: ''جيد للغاية، وملئ بالزخم والدقة التاريخية والإبداع الإخراجي، ولكنه اهتم بالسرد التاريخي على حساب الدراما''. وامتدح عدلي مسلسل ''الخواجة عبد القادر'' الذي وصفه بأنه نوع جديد من المسلسلات التي لم نعتادها، واعتبره من أهم الأعمال ''الدينية'' في مصر هذا العام. وعن ''فرقة ناجي عطا الله''، قال عدلي: ''أتابعه بشغف، فنحن أمام عمل بوليسي حقيقي، ورغم اقتباسه من الفيلم الأمريكي ''ocean 11'' إلا أن عادل إمام أجاد تمصيره بذكاء، وعادل إمام يدرك أنه أصبح كبيرًا في السن؛ لذلك اعتمد على تقديم الشباب من حوله''. وأضاف عدلي: ''إن هناك أكثر من 40 ممثل عربي يتألقون خلال أحداث المسلسل''. وعن النقد الموجه للمسلسل، قال عدلي: ''لا تحملوا المسلسل أكثر مما يحتمل، فهو ليس عمل سياسي، ولكنه عمل بوليسي كوميدي جيد''. ورأى عدلي في مسلسل ''نابليون والمحروسة'' أنه مسلسل رائع رغم بعض الاستسهال في الكتابة والإخراج، رغم تقديره لشوقي الماجري مخرج العمل، الذي اعتبره مخرج متميز قدم صورة رائعة. وعن مسلسل ''طرف تالت''، قال عدلي: '' هذا العمل جذب الجمهور رغم وجود عيب درامي واضح فيه؛ فنحن لا نعرف لماذا يقوم أبطال العمل بفعل ما يفعلونه في المسلسل، لكن الشخصيات مكتوبة بذكاء وأداء الممثلين جاء مميزًا''. واستكمالًا لأرائه النقدية، قال عدلي: ''لم أعرف ماذا يريد صناع مسلسل ''باب الخلق''، حينما قدموا قضية الإرهاب بمثل هذه السذاجة''. أما الناقدة الفنية والصحفية حنان شومان - أحد ضيوف الندوة - فقد اتفقت مع الناقد الفني نادر عدلي حول رأيها في مسلسل ''كيد النسا''، حيث قالت: ''توقفت عن مشاهدة كيد النسا، والزوجة الرابعة، وكاريوكا؛ لأننا في شهر فضيل منعًا للذنوب''. وعلى الجانب الأخر، رأت شومان أن هذا العام هو من أجود الأعوام دراميًا، فللمرة الأولى تهتم أغلب المسلسلات بالديكور والتصوير والإضاءة، ولم يصبح الاهتمام بالنجم فقط . وعن تركيز الأعمال الفنية هذا العام على شخصية البلطجي، قالت شومان: ''لا يخلو عمل واحد هذا العام من وجود شخصية ''البلطجي''، وكأن كتاب الدراما اكتشفوا فجأة وجود هذه الفئة في مصر''. واعتبرت أن التدخين خلال أغلب مشاهد الأعمال الفنية هو من أهم الملامح الكارثية في الدراما هذا العام، ''فكل الأبطال وأصحاب الأدوار الثانية والثانوية رجالًا ونساءً يقومون بالتدخين''. وأضافت: ''من آفات الدراما لدينا هو تكرار الأنماط، فمثلًا كل المسلسلات التي تقدم دراما صعيدية، مثل: شمس الأنصاري، وسيدنا السيد، والهروب تقوم بتقليد النموذج الذي قدمه محمد صفاء عامر، فانحصرت الدراما الصعيدية في الكبير، والجبل، والمطاريد. كذلك اليهودي الإسرائيلي تقدمه الدراما بنفس النمط المعتاد في مسلسلات الصفعة، وفرقة ناجي عطا الله، الذي يظهر فيه اليهودي أخنف وبخيل''. وعن دور المشاركة العربية في الدراما تمثيلًا وإخراجًا هذا العام، قالت شومان: ''هذا شئ يجب أن نفخر به''. وعن رأيها في مسلسل ''عمر''، قالت: ''أبهرني في إخراجه، والسخاء الإنتاجي، والديكور، والملابس، لكنه أسوأ سيناريو كتبه الكاتب الكبير وليد سيف، فشخصية عمر بن الخطاب ظلت ''كومبارس'' حتى الحلقة الواحدة والعشرين، والمسلسل لم يقترب من سيدنا علي بن أبي طالب، وسيدنا عمر لم يكن كومبارس في الحقيقة ولا كان سيدنا علي صامتًا''. وقالت شومان عن رأيها في مسلسل ''شربات لوز'': ''استطاعت يسرا في شربات لوز أن تغير جلدها وتقدم عملًا شديد البكارة''. وأضافت: ''مسلسل باب الخلق أجمل ما فيه هو أداء محمود عبد العزيز، وعادل أديب لديه هاجس الإرهاب''. وانتقدت مسلسلي ''الهروب، وخطوط حمراء''، قائلةً: ''كريم عبد العزيز والسقا يلعبان في نفس ملعبيهما، ولم يقدما جديد وإن كان خطوط حمراء أفضل من الهروب''. وعن مسلسل ''كاريوكا''، قالت: ''جاء محبطًا جدًا إنتاجيًا ودراميًا، وكان من الغريب أن تقوم وفاء عامر بدور تحية كاريوكا في سن 18 سنة''. أما، الناقد الفني، سمير الجمل الأعمال الفنية خلال رمضان هذا العام، واعتبرها سباق في ''السفالة''، معلقًا: ''إن نقل الواقع ليس معناه نقل لغة الشارع''، فيما امتدح الصورة والديكور في الأعمال الفنية هذا العام ''الصورة والديكور مميزين للغاية في أغلب المسلسلات''. وعن السيناريو قال: ''بعض السيناريوهات عانت من الاستستهال في الكتابة''. واعتبر أن مسلسل الفنان يحيى الفخراني ''الخواجة عبد القادر'' هو الأفضل هذا العام بسبب السيناريو، وامتدح مخرج العمل، قائلًا: ''فاكهة رمضان هذا العام هو المخرج شادي الفخراني الذي أجاد صنع الحالة في مسلسل الخواجة عبد القادر''. وعن مسلسل ''عمر''، قال: ''لم يقدم جديدًا على مستوى السيناريو، لكن هذا لا يمنع أنه عمل مميز وجدير بالمتابعة''. وأشاد الجمل بالفنانة ليلى علوي، قائلًا: ''تستحق الاحترام فهي تقدم عملًا بديعًا رغم قلة مشاهدها في المسلسل، إلا أنها تميزت وأنارت مشاهدها''.