قالت صحيفة ''لوس انجليس تايمز'' الامريكية في تقرير لها نشر صباح اليوم، أن رئيس الوزراء الجديد، دكتور هشام قنديل، تمت مطاردته أثناء حضوره الجنازة العسكرية المقامة للجنود الذين قتلوا غدرا اثناء تناولهم وجبة الإفطار بالقرب من نفطة تفتيش بسيناء عند معبر كرم أبو سالم. ونقلت عن وسيلة إعلام مصرية الحراسة سارعت في تأمينه من تدافع المعزيين وصياحهم الذين هتفوا انت قتلتهم ، ونادوه بألفاظ خارجة أخرى. وأشارت الصحيفة أن المشهد الذي تمر به البلاد منذ مقتل جنودها وهم يؤدون واجبهم الوطني، أثار غضب الكثير من المصريين، واوضح اهتزاز ثقة الشعب المصري في حكومته لعدم قدرتها على الحد من التصاعد المستمر للتيار المتشدد الاسلامي الذي يثير أزمات على الحدود مع اسرائيل بين الحين والأخر.
و رأت الصحيفة ان عدد من العلمانيين و افراد من الجيش يشككون في مرسي بسبب ميوله الاسلامية و اقتراحاته المستمرة لتحسين الوضع في غزة، ومساندته الدائمة لمصالح حماس، خاصة أن كان قد اصدر قرار بشأن فتح معبر رفح لمساعدة الفلسطينيين، ليتمكنوا من الحصول على السلع الغذائية والدوائية وغيرها من الاحتياجات الانسانية كي يستطيعوا الصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي. و أضافت الصحيفة أيضا ان من أسوأ الأمور التي حدثت أثناء الجنازة هي عدم حضور الدكتور محمد مرسي، مشيرة إلى أن ذلك فاجأ الجميع. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المكتب الرئاسي اسباب عدم حضور مرسي، مشيرة أنه لم يرغب في حدوث عوائق مرورية أثناء تشيع جنازة الجنود. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي للرئاسة ياسر علي الذي قام بدوره بالدفاع عن مرسي قائلاً '' كان المشهد مشحون بمشاعر الأسى والحزن والاضطراب، فلم يشأ الذهاب حتى لا يزيد الجو توترا، وذهب المشير طنطاوي نيابة عنه''.
اضافت الصحيفة ان هناك شهود من الجنازة اكدوا ان الناس الذين لحقوا قنديل كانوا يوزعون منشورات معادية لمرسي مطالبين بثورة ضد الاخوان المسلمين في 24 اغسطس القادم و طالب مؤيدي احمد شفيق نفس الشيء. مشيرة الصحيفة بذلك الى وجود انقسام في الشارع المصري بين مؤيدين لمرسي وما يمثله من تيار اسلامي وبين مؤيدو الجيش الذين ما زالت مقاليد الحكم في أيديهم.
و اوضحت الصحيفة موقف بعض الإعلامين المصريين من أحداث العنف التي مرت بها رفح، ورايهم ازاء التيارات الإسلامية، وكان من أبرز هؤلاء الإعلامين توفيق عكاشة الذي أيد المظاهرات ضد الاسلاميين. ومن الجدير بالذكر ان عكاشة هو واحدا من أبرز المشاهير على القائمة السوداء التي عارضت ثورة 25 يناير والتي اطاحت بمبارك. و أشارت الصحيفة أن الكثير من المصريين يروا أن الهجوم على الجنود كان من الممكن تفاديه وذلك بتشديد الاجراءات الامنية و تحسين الخطط العسكرية، و نقلت مشاعر الاستياء التي اجتاحت الكثير من النشطاء، الذين استنكروا بشدة حالة الفوضى التي لازمت تشيع الجنازة. واختتمت الصحيفة تقريرها بتعهد الجيش لملاحقة الجناة والقبض عليهم بأي ثمن.