«أزمات متفجرة»، هذا ما أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الرئيس الإسلامى المصرى محمد مرسى يعانى منه خلال أيامه الأولى فى قصر الرئاسة، وأشارت إلى أن هجوم الأحد الدامى على الجنود المصريين فى رفح أبرزها وأهمها. لكن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن ما أثار استهجان واستغراب كثيرين هو غياب الرئيس عن تشييع جنازة ضحايا الحادثة الدموية؛ مما دفع عددا من الجماهير الغاضبة إلى الاعتداء على رئيس وزرائه هشام قنديل عقب صلاة الجنازة. وتابعت «واشنطن بوست» قائلة إن مؤسسة الرئاسة حاولت تبرير تغيب مرسى بأعذار واهية، كما أنه حاول أن يحفظ ماء وجهه بزيارته عددا من الجنود الجرحى والمصابين جراء الهجوم فى أحد المستشفيات العسكرية. واستمرت الصحيفة قائلة إن غياب مرسى والاضطرابات الذى شهدتها الجنازة أثارا تساؤلات عدد كبير من المراقبين حول الاختصاصات والصلاحيات التى يتمتع بها الرئيس الإسلامى الجديد. ونقلت «واشنطن بوست» تصريحات عن شادى حامد الخبير فى الشأن المصرى بمركز بروكنجز الدوحة، قال فيها: «غياب الرئيس عن هذا الحدث الجلل يعكس مدى الفوضى والبلبلة المحيطة بالمرحلة الانتقالية فى مصر». وأضاف حامد «ما حدث جعل كثيرا من المصريين يتساءلون، من أطلق النار على الجنود حقيقة؟ ومن يصنع القرار داخل مصر على أرض الواقع؟!». وفى إطار الاضطرابات التى شهدتها الجنازة أشارت الصحيفة إلى أن اضطرار رئيس الوزراء إلى عدم المشاركة فى تشييع الجنازة بالمنصة وانصرافه عقب صلاة الجنازة بعد الاعتداء عليه، أضر كثيرا بصورة البلاد، خصوصا أن كثيرين سعوا أن تكون تلك الجنازة شعبية رسمية، خصوصا أنه شارك فيها رئيسا الوزراء السابقان كمال الجنزورى وعصام شرف، بالإضافة إلى القيادات العسكرية كالمشير حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامى عنان وعدد من الشخصيات السياسية المصرية. ومن جانبها قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن المصريين المشاركين فى تشييع الجنازة صبوا غضبهم؛ بسبب سقوط الضحايا على الرئيس وجماعته «الإخوان المسلمين» وحكومته، الذى اتضح من لافتة رفعها أحد المشاركين يقول فيها: «هذه الجنازة للمصريين.. ليست للإخوان المسلمين ورئيسهم». وأشارت الصحيفة إلى أن غياب مرسى عن هذا المشهد يذكر بالتحديات الكبيرة التى لا تزال تواجهها البلاد، التى تبحر فى جو سياسى مشحون باستقطاب شديد، حيث إن الصراع السياسى الحقيقى الذى تواجهه البلاد بين جماعة الإخوان المسلمين من جهة، ومنافسيهم العلمانيين من جهة أخرى بمن فيهم القادة العسكريون، وهو ما يؤدى إلى اختلال المعالجات الأمنية ومزيد من الانفلات والسيولة الأمنية على الحدود المصرية. كما خصصت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية تقريرا آخر تتحدث فيه عن الهجوم وصيحات الاستهجان التى استقبل بها مشيعون غاضبون رئيس الوزراء المصرى. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذى قوبل به قنديل يرجع إلى اتهامات البعض من أن تساهل مرسى مع حركة حماس بسبب خلفيتها الإسلامية، هو ما سمح للجماعات المتشددة بأن تنقل نشاطها من قطاع غزة إلى سيناء. إلا أن «لوس أنجلوس تايمز» أشارت إلى أن غياب مرسى والهجوم على قنديل، يظهر بصورة جلية الفجوة المتسعة بين الإسلاميين والعسكر الذين لا يزالون يحملون القوة السياسية الأكبر فى البلاد، ويقلصون من صلاحيات الرئيس المنتخب. ولكن الصحيفة أشارت إلى أن كل هذا أصاب عددا من الناشطين بالحزن والإحباط، حيث نقلت تصريحات عن هبة فاروق محفوظ، التى أشارت إلى أنه من المؤسف أن يتم تسييس جنازة الجنود المصريين الذين قضوا نحبهم دفاعا عن تراب الوطن