سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على عدم حضور الرئيس المصري "محمد مرسي" الجنازة العسكرية التي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة أمس الثلاثاء لتكريم الجنود المصريين الذين قتلوا في الهجوم الذي شنه مسلحون على جنود حرس الحدود في منطقة رفح بشبه جزيرة سيناء. وأكدت الصحيفة أن غياب الرئيس "مرسي" عن جنازة شهداء حادث رفح أثار أزمة انتقادات حادة في الشارع المصري وبين السياسيين الذين لم يروا مبررا واضحا يمنعه من الحضور وسط الزخم الشديد على أثر هذا الحادث المروع الذي خلف وراءه 16 قتيلا من الجنود المصريين في أحد أيام شهر رمضان الكريم. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات "ياسر علي" المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الذي برر عدم حضور الرئيس بأن "مرسي" اختار عدم حضور الجنازة للسماح للمشيعين بالتجمع بحرية وعدم كبح تحركاتهم دون تعزيز الأمن وتكثيفه في حالة حضور الرئيس، مؤكدًا أن الرئيس ذهب إلى المستشفى العسكري لزيارة الجرحى من الجنود الذين أصيبوا في الهجوم وتلقى كافة التقارير عن حالتهم الصحية. وقالت الصحيفة إن هجوم يوم الأحد الذي وقع بالقرب من الحدود الإسرائيلية وضع منصب الرئيس "مرسي" على المحك وفجر أزمة مدوية خلال أيامه الأولى في منصبه، ومع تعالي صيحات استهجان المصريين الغاضبين حاول البعض من طوائف الشعب المصري الاعتداء على رئيس الوزراء الجديد "هشام قنديل" لدى وصوله لصلاة الجنازة في مسجد آل رشدان بالقاهرة مما دفع حراسه إلى خروجه بعيدا عن الحشد الجماهيري ولم يحضر الجنازة العسكرية التي أعقبت الصلاة. ولفتت الصحيفة إلى أن الاضطرابات التي حدثت في الجنازة فضلا عن غياب مرسي أثارت التساؤلات حول صلاحيات واختصاصات الحكومة الجديدة، حيث قام المتظاهرون بمتابعة "قنديل" وموكبه ملوحين بالأحذية في الهواء ومرددين هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين التي دفعت بمرسي إلى السلطة. ومن جانبه، قال شادي حميد، خبير مصري في مركز بروكنجز بالدوحة، "إن هذا الحادث وما يتبعه من خطوات يعكس مدى الفوضى والبلبلة المحيطة بالمرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، مشيرا إلى تساؤل المصريين حول....من الجناة وراء هذا الحادث؟....وإلى من سيؤول القرار في نهاية المطاف؟." وأضافت الصحيفة أن بعض الشخصيات السياسية الرائدة في مصر حضرت الجنازة، كرئيسى الوزراء السابقين "عصام شرف" و "كمال الجنزوري" وفقا لما ذكرته صحيفة الأهرام الإلكترونية.