اجمعت الصحف البريطانية الثلاثاء على ان مقتل اسامة بن لادن في باكستان يجب ان يعتبر "منعطفا اساسيا" في الحرب على الارهاب، مشددة على اضعاف موقع القاعدة في العالم العربي. وقالت الصحف ان سمعة بن لادن تضررت عندما علم انصاره بانه كان يختبىء في فيلا فخمة وانه قد يكون استخدم احدى زوجاته ك"درع بشري". وكتبت صحيفة "دايلي مايل" ان "هذا الجبان لم يكن يستحق اكثر من رصاصة في الرأس". واضافت "اذا كان تنظيم القاعدة يعشق الموت بقدر ما نعشق نحن الحياة (...) فان رصاصة في الرأس كان ما يجب القيام به". وقالت صحيفة "ذي صن" ان "مثل هذا الانسان القذر المجرم استحق رصاصة في الرأس لانه (بن لادن) لم يكن يعيش حياة التقشف التي فرضها على اتباعه. ان المنافق كان يعيش مترفا في فيلا فخمة محصنة". وذكرت صحيفة "دايلي تلغراف" ان "القرن ال21 بدأ باعمال ارهابية خطط لها هذا الرجل واستمرت لعقد". واضافت ان "مقتله صدمة نفسية كبيرة لاولئك الذين كانوا يريدون الحاق الاذى بنا". وفي فرنسا، كتبت صحيفة "لوموند" ان "بن لادن قتل عندما بدأت قدرات الاسلاميين على التعبئة والتدريب تتراجع" مشددة على ان "هذا لا يعني بان الاعتداءات ستتوقف". وكتبت "لوفيغارو" انه "من السذاجة الاعتقاد بان مقتل بن لادن يفتح المجال امام عالم تخلص من ابتزاز الارهاب". وقالت "لا تريبون" ان "تصفية بن لادن ستعطي حافزا للمتعصبين للمضي في محاولاتهم الدامية لزعزعة الاستقرار". واضافت "هذا هو سبب اضافي لتساعد اميركا والغرب (...) الديموقراطيات العربية الناشئة". وفي اسرائيل، كتبت صحيفة "اسرائيل هايوم" ان "اسرائيل قد تعتبر انه من الناحية القانونية تصفية بن لادن خارج حدود الولاياتالمتحدة يعطيها الضوء الاخضر للتحرك ضد الارهابيين خارج حدودها". واضافت الصحيفة القريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "الا انه من المبكر الاعراب عن الارتياح لان ما يقبله العالم من الولاياتالمتحدة لا يقبله بالضرورة من اسرائيل". وقالت "يديعوت احرونوت" ساخرة "اتصور رد فعل الاسرة الدولية اذا كانت اسرائيل قتلت بن لادن من دون محاكمة!" كما فعلت الولاياتالمتحدة. وكتبت "هآرتس" ان "باراك اوباما تحول بين ليلة وضحاها من خاسر الى بطل اميركي. وعلى صعيد العلاقات الاسرائيلية-الفلسطينية-الاميركية انه نبأ سيء لنتانياهو الذي كان يريد ان يلعب ورقة الكونغرس ضد الرئيس خلال زيارته للولايات المتحدة خلال ثلاثة اسابيع". وفي لبنان، انقسمت الصحف حول مقتل بن لادن بين من اعتبره "لحظة تاريخية"، ومن شن حملة شعواء على الولاياتالمتحدة مساويا اياها في "القتل والاجرام" بزعيم تنظيم القاعدة. وكانت لافتة خصوصا تغطية صحيفة "الاخبار" القريبة من حزب الله للخبر، اذ خصصت له حوالى ست صفحات تحت عنوان كبير "العالم بلا بن لادن" ضمت سلسلة مقالات بينها نبذة مطولة بعنوان "حكاية +مجاهد+ أرهب الدنيا". في المقابل، وصفت صحيفة "المستقبل" التي تملكها عائلة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، اعلان مقتل بن لادن ب"اللحظة التاريخية التي عاشها العالم بعد طول انتظار". وكتبت صحيفة "النهار" القريبة من فريق الحريري السياسي في خبرها الرئيسي "يثير القضاء على بن لادن اسئلة عن مستقبل تنظيم القاعدة الذي فقد الكثير من مركزيته حتى قبل مقتل زعيمه. كما يعيد تركيز الاهتمام بعد قتل راس الافعى او القائد-الرمز للقاعدة على الفروع الجديدة لهذا التنظيم مثل القاعدة في بلاد المغرب" والجزيرة العربية. وفي العراق، رحبت الصحف الثلاثاء بمقتل بن لادن الا انها رات ان هذا الامر لا يعني "نهاية الارهاب والعنف" في العراق والعالم. وكتبت صحيفة "الدستور" المستقلة، في افتتاحية بعنوان "بن لادن ميت قبل مقتله" ان "القتيل (...) اشاع فكرا ونشر بذورا لن تنبت الا القتل والتدمير والتطرف". وقد اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما فجر الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة الاحد في باكستان خلال عملية عسكرية نفذتها فرقة خاصة اميركية.