إن الدعم الذي تقدمه الشركات العالمية والشركات المحلية الكبرى من واقع مسئولياتها الاجتماعية له دور بارز في تنمية المجتمعات خاصة ''الفقيرة منها''، وتتنوع أهداف واستراتيجيات الشركات من واقع مسئوليتها الاجتماعية، فهناك من يختار اللعب في نطاق دعم المناطق العشوائية ومن يركز على دعم الفنون ومن يختار دعم القطاع الصحي وآخري تختار مشاركة الدولة في تجميل الطرق والتشجير وهناك من يختار دعم ''التعليم''. ولعل أهم هذه القطاعات التي يتم دعمها بالنسبة للمواطنين هما قطاعي ''التعليم والصحة''، حيث تمس هذه القطاعات المواطن بشكل مباشر في حياته اليومية وحياة أبنائه، هنا وجدنا أن ''إريكسون'' إحدى الشركات العالمية الكبرى في مجال الاتصالات قد وصلت إلى مصر بإحدى مبادراتها التي تبنتها على نطاق عالمي في الدول ''النامية''، بالتعاون مع منظمة ''ميلينيوم بروميس'' و''معهد الأرض بجامعة كولومبيا''، تحت مسمي مبادرة ''التوصيل لدعم التعليم''. حول هذه المبادرة وتفاصيلها وفاعليتها كان لمصراوي حواراً مع دينا الشناوي، مسؤولة التنمية المجتمعية ومديرة العلامة التجارية، ب''إريكسون'' الشرق الأوسط و شمال افريقيا. في البداية نود أن نتعرف على فكرة مبادرة ''الاتصال لدعم التعليم''؟ ''الاتصال لدعم التعليم'' هي شراكة بين القطاعين العام والخاص تعتمد على الحلول التكنولوجية لتطوير التعليم وتقديم منح دراسية خاصة للفتيات حيث تساهم شركة ''إريكسون'' في هذه المبادرة من خلال تقديم بعض الخبرات والحلول التقنية بالتعاون مع منظمة ''ميلينيوم بروميس'' ومعهد الأرض بجامعة كولومبيا. ماهي الفئة المستهدفة من تلك المبادرة وعلى أي أسس تم اختيارها؟ في البداية بدأت المبادرة بالتركيز على التعليم الابتدائي، ولكن أدركت ''اريكسون '' وشركائها الحاجة الماسة إلى توجيه دفعة قوية لتطوير التعليم الثانوي أيضاً حيث اظهرت الأبحاث المستمرة حول هذا الشأن أن الاستثمار في التعليم الثانوي وخاصة للفتيات ينعكس قطعاً بالإيجاب على نمو اقتصاد الدول. وفى تقرير صدر مؤخراً عن ''بلان إنترناشونال'' أظهرت النتائج أن 65 بلداً من البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة يفقدون ما يقرب من 92 مليار دولار سنوياً بسبب الفشل فى تقديم خدمات التعليم للبنات على نفس المستوى مثل الفتيان. ماهي الفترة الزمنية المحددة لتطبيق تلك المبادرة فى مصر؟ نناقش حالياً الخطط المستقبلية فى مصر مع الوزارة و الجهات الأخرى المعنية. نعود لسؤال حول اختيارالتعليم كدور تقومون به في ضوء مسئوليتكم الاجتماعية، لماذا اخترتم التعليم تحديداً ولماذا لم تختاروا قضايا آخري مثل الصحة أو تنمية القرى الفقيرة أو البنية التحتية أو غيرها خاصة كما قولنا أن أكثرمن مؤسسة تبنت التعليم و قضيته؟ استمرارنا فى أداء مسؤوليتنا تجاه المجتمع هو أمراً أساسي وخاصة فى القضايا الملحة التى تهم المجتمع وهو مانطلق عليه ''خط العمل الثلاثى '' ويهدف لتحقيق مبادىء أساسية مثل العدالة الاجتماعية والارتقاء بالأداء البيئي وأيضاً اذهار الحالة الاقتصادية للمجتمع. وتتحدد مسئوليتنا هنا بحفاظنا على الضوابط اللازمة للحد من المخاطر المحيطة بالمجتمع والعمل على تنمية الآثار الإيجابية لكافة نشاطات الشركة فى مجال المسئولية المجتمعية وهو مايعزز أيضاً من سمعة و مكانة الشركة فى مجال خدمة المجتمع والعمل على الربط الإيجابي بين منتجات الشركة وكيفية استخدامها فى المسار التنموي والمساهمة فى تطوير المجتمع و اشراك كافة العناصر التى تخدم هذا العمل من موظفيين وعملاء ومساهمين وكافة أطياف المجتمع. واستراتجيتنا تهدف إلى تقليل الآثار البيئية السلبية من استخدام الطاقة ورفع كفاءة الأداء البيئى النظيف وتعزيز فرص عمل جديدة وإيجاد حلول قائمة تعتمد على تكنولوجيا الاتصالات و المعلومات إضافةً للعمل في بيئة ذات تلوث كربونى منخفض. والاستفادة من هذه الحلول التكنولوجية لدعم القيم الاجتماعية وتعزيز فرص النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة لأفراد المجتمع. ماهى أبرز العناصر التى تهتمون بها داخل العملية التعليمية بتلك المبادرة؟ تقوم ''إريكسون'' بتطوير نماذج عمل جديدة لتكنولوجيا الاتصالات و المعلومات لتمكين الخدمات التعليمية , فالفرص التعليمية التي توفرها تكنولوجيا النطاق الترددي العريض ينبغي أن تكون متوفرة لكل الفئات وأن تحقق المساواة في الحصول على التعليم لأنه حق لكل طفل ويشكل جزءاً هاماً من التزام ''إريكسون'' بالمساهمة في تحقيق أهداف الأممالمتحدة الثمانية للتنمية ومنها ''نشر التعليم في كل أرجاء العالم''. لماذا كانت جيبوتى أول الدول العربية التى وقع عليها الإختيار ؟ وما هى ثمارها فى جيبوتى؟ تعتبر جيبوتي أول دولة عربية تطلق مبادرة ''الاتصال لدعم التعليم'' و ذلك ضمن إطار مبادرة ''الأراضي الجافة''، التي تم إطلاقها بهدف معالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية والأمنية المتفاقمة في المجتمعات الرعوية، وتشمل ثمانية مواقع في ستة بلدان؛ هذه الشراكة ستوفر للمدارس في جيبوتي حل ''الحوسبة الشخصية كخدمة'' وحلولاً قائمة على منصات الحوسبة السحابية و ذلك في خمس مدارس ثانوية شاركت في المشروع وأكثر من 300 طالبة و مدرس. الآن ''إريكسون'' تختار ''مصر'' لتكون ثانى الدول العربية تطبق فيها مبادرة ''التوصيل لدعم التعليم'' ؛ لماذا الآن تحديداً اخترتم مصر؟ من خلال سعينا المستمر للمساهمة بنهضة قطاع الاتصالات في مصر و بالنظر للأهمية التي يلعبها هذا القطاع في تغيير حياة الناس، فلقد قمنا بطرح هذه المبادرة على اللاعبين الأساسيين في هذا المجال و نحن الآن بصدد مناقشة الفرص المتاحة لتنفيذ هذا المشروع سوياً مع الوزارات والقطاعات المعنية و استخدام التكنولوجيا الحديثة في الرقى بالتعليم. هناك العديد من الشركات الآخرى تقوم بمبادرات أيضاً في ضوء مسؤوليتها الاجتماعية خاصة في قطاع التعليم.. فما هو الاختلاف الذى تقدموه فى مبادرة ''الاتصال لدعم التعليم''؟ سيركز المشروع على تمكين المدارس الثانوية في البلاد من الاستفادة من مزايا الاتصال اعتماداً على الحلول التكنولوجية القائمة على الحوسبة السحابية، لاسيما حل ''الحوسبة الشخصية كخدمة'' ''PC as a Service'' ؛ كما سيتم استثمار المعرفة والخبرة الواسعة التي تتمتع بها حكومة جيبوتي ومعهد دراسات الأرض لتوفير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عدد من المدارس الثانوية في البيئات الفقيرة بالموارد ، بهدف تعزيز قدرة الطلبة على الاستفادة من موارد التعليم والتعلم عالية الجودة بطريقة آمنة وسهلة ومناسبة التكلفة. كيف ستصلون بهذه المبادرة للفئات المحرومة من التعليم في المناطق النائية والفقيرة ثقافياً؟ بالطبع سنقوم بذلك من خلال دعوة الكثير من الشركاء من الجمعيات الأهلية والمنظمات الغير هادفة للربح لدعم المبادرة إضافة لجهود القطاع العام والخاص فى ذلك وسنقوم بالعمل على ثلاثة محاور أساسية لدعم الفئات المحرومة من التعليم بجمع التمويل المطلوب لتقديم هذه المنح بشكل كامل , تقديم حلول جذرية لتوسيع نطاق العمل للهواتف النقالة وخدمات الحوسبة السحابية بالمدارس حتى يتمكن كافة الطلاب من استخدام الإنترنت , وأخيراً دعم فكرة إنشاء صندوق دولى للتعليم لرفع مستوى الوعى بين الشعوب من أجل رفع مستوى التعليم وأهميته وهو ما سيعود بالنفع قطعاً على أسرهم ومجتمعاتهم واقتصاد البلاد وبالطبع نهدف هنا لتطبيق هذا النموذج على الاقتصاد المصري.