توفي أمس الأحد عبد الباسط المقرحي المحكوم عليه الوحيد في تفجير لوكربي في 1988 الذي قتل فيه 270 شخصا. وقال عبد الحكيم المقرحي شقيق عبد الباسط، لوكالة فرانس برس، ''لقد توفي قبل ساعة'' اي قرابة الساعة الاولى بعد الظهر (11,00 ت.غ.). وكان المقرحي (60 عاما) يعاني من سرطان البروستاتا. وادخل المستشفى الشهر الماضي من اجل نقل الدم وكان في حالة ''حرجة جدا'' بحسب عائلته. وقال شقيقه إن أيام عبد الباسط ''معدودة''. وبعد ظهر الأحد، اجتمعت عائلة المقرحي في المنزل وبدأت بتقبل التعازي وفق مراسلة فرانس برس. وكان القضاء الاسكتلندي أفرج عن عبد الباسط المقرحي عام 2009 لأسباب إنسانية بعدما شخص أطباء إصابته بالمراحل النهائية من المرض. وكانت محكمة اسكتلندية حكمت عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2001 لإدانته بالضلوع في تفجير طائرة تابعة لشركة بانام فوق مدينة لوكربي أسفر عن سقوط 270 قتيلا. إلا أنه كان دائما يدفع ببراءته. وقال شقيقه عبد الحكيم إن نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ''استغله'' وحمله مسؤولية عمل لم يرتكبه. وأكد شقيقه الآخر محمد المقرحي براءة عبد الباسط. وصرح لفرانس برس أمام منزل العائلة الأحد ''أن كل ظلام العالم لا يمكن أن يطفئ شعلة الحقيقة''. وأضاف ''خلال العقد الماضي، ولد أكثر من عشرة أطفال في عائلة عبد الباسط المقرحي. ويوما ما سيحصل هؤلاء الأطفال على اعتذار من العالم''. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن إحدى شقيقات المقرحي أن وضع شقيقها تدهور أول أمس (السبت) ولم يعد قادرا على الكلام أو التعرف على أي شخص. وأوضحت أن مراسم تشييع شقيقها ستقام بعد ظهر الاثنين. وأثار قرار القضاء الاسكتلندي الإفراج عنه موجة غضب لاسيما لدى عائلات ضحايا الاعتداء لأنه لم يبد أن أيامه معدودة عند عودته إلى طرابلس وسط تغطية إعلامية كبيرة، ولأنه بقي على قيد الحياة ولو انه كان في شبه غيبوبة منذ العام الماضي. ولقي المقرحي استقبال الأبطال عند عودته إلى ليبيا بعد قضائه ثماني سنوات من حكم السجن البالغ 27 عاما. وأثار بقاؤه على قيد الحياة لفترة أطول مما قدر الأطباء غضبا في بريطانيا والولاياتالمتحدة. وفي الذكرى الثانية للإفراج عنه في 20 أغسطس2009، أكدت الحكومة الاسكتلندية أن قرارها بالإفراج عنه كان صائبا. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأحد انه ينبغي ''استذكار'' ضحايا لوكربي بعد وفاة عبد الباسط المقرحي. وقال كاميرون لوسائل إعلام بريطانية في شيكاغو حيث تعقد قمة الحلف الأطلسي ''ينبغي اليوم استذكار 270 شخصا قضوا في هذا الاعتداء الرهيب''. وأضاف ''علينا أن نفكر فيهم وفي عائلاتهم بسبب كل المعاناة التي عاشوها''. في المقابل، أعرب البريطاني جيم سواير والد إحدى ضحايا لوكربي عن حزنه لوفاة المقرحي. وقال للبي بي سي ''إنها لحظة حزينة أنا واثق منذ أعوام عدة بأن لا علاقة لهذا الرجل بمقتل ابنتي''. وأضاف ''كان يعاني بشدة ووفاته على الأقل أدت إلى إنهاء معاناته''. وكان معظم قتلى تفجير الطائرة مواطنين أميركيين متوجهين من لندن إلى نيويورك. وفي أغسطس الماضي وخلال الثورة التي أطاحت بالقذافي، صرح شقيق آخر لعبد الباسط للصحافيين أمام منزل العائلة في طرابلس أن عبد الباسط ''يدخل في غيبوبة لفترات متقطعة''. وفي غياب النظام والقانون عقب الثورة التي شهدت انتشار مسلحين في الشوارع، تم نهب أدوية عبد الباسط كما لم يتوافر أي أطباء لعلاجه، بحسب عائلته. وفي ديسمبر، صرح المقرحي لعدد من الصحف البريطانية في مقابلة وصفت بأنها ''الأخيرة'' بأن الصحافي جون اشتون يؤلف كتابا سيبرئه. وقال لصحف من بينها التايمز والديلي ميل ''أنا بريء .. أنا على وشك الموت، وأطلب أن يتركني العالم اقضي آخر أيامي مع عائلتي''. وأضاف ''لن اجري أية مقابلات أخرى، ولن يسمح لأي كاميرات بدخول منزلي .. أنا بريء، والكتاب سيبرئ اسمي''. وكان المقرحي سُلم إلى القضاء البريطاني عام 1999 من قبل حكومته. ووجهت إليه التهم في 1991 اثر تحقيق بريطاني وأميركي بالضلوع في الاعتداء على طائرة البوينج 747 التابعة لشركة بانام والتي انفجرت فوق لوكربي في اسكتلندا. والمقرحي الذي أنجز دراساته في الولاياتالمتحدة قدم نفسه خلال المحاكمة على انه مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في طرابلس. وبحسب نص الادعاء فان هذا المنصب لم يكن بالواقع سوى غطاء يهدف إلى إخفاء مهامه داخل أجهزة الاستخبارات الليبية حيث قد يكون مارس أعلى المسؤوليات وهو ما نفاه على الدوام. لكن منصبه كرئيس لجهاز امن الخطوط الجوية الليبية قد يكون أتاح له فرصة تنفيذ الاعتداء بحسب الادعاء. وتمت تبرئة المتهم معه الأمين خليفة فحيمة في ختام المحاكمة لكن المقرحي دين في 2001. وفي العام 2003 اعترفت ليبيا رسميا بمسؤوليتها في الاعتداء ثم دفعت 2,7 مليار دولار كتعويضات لعائلات الضحايا. اقرأ ايضا: غليون يعلن انسحابه من رئاسة المجلس الوطني السوري فور اختيار خلف له