توفي الاحد عبد الباسط المقرحي المحكوم عليه الوحيد في تفجير لوكربي في 1988 الذي قتل فيه 270 شخصا، كما صرح شقيقه لوكالة فرانس برس. وقال عبد الحكيم المقرحي "لقد توفي قبل ساعة" اي قرابة الساعة الاولى بعد الظهر (11,00 ت.غ.). وكان المقرحي (60 عاما) يعاني من سرطان البروستات. وادخل المستشفى الشهر الماضي من اجل نقل الدم وكان في حالة "حرجة جدا" بحسب عائلته التي قالت انذاك ان ايامه "معدودة". وقال شقيقه عبد الحكيم ان نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي "استغله" وحمله مسؤولية عمل لم يرتكبه. واكد شقيقه الاخر محمد المقرحي براءة عبد الباسط. وصرح لفرانس برس امام منزل العائلة الاحد "ان كل ظلام العالم لا يمكن ان يطفىء شعلة الحقيقة". واضاف "خلال العقد الماضي، ولد اكثر من عشرة اطفال في عائلة عبد الباسط المقرحي. ويوما ما سيحصل هؤلاء الاطفال على اعتذار من العالم". ونقلت وكالة الانباء الليبية عن احدى شقيقات المقرحي ان وضع شقيقها تدهور امس (السبت) ولم يعد قادرا على الكلام او التعرف الى اي شخص. واوضحت ان مراسم تشييع شقيقها ستقام بعد ظهر الاثنين. وحكمت محكمة اسكتلندية في العام 2001 على المقرحي المولود في الاول من نيسان/ابريل في العام 1952 في طرابلس بالسجن مدى الحياة لادانته بالضلوع في تفجير طائرة تابعة لشركة بانام فوق مدينة لوكربي اسفر عن سقوط 270 قتيلا. وكان القضاء الاسكتلندي افرج عنه عام 2009 لاسباب انسانية بعدما شخص اطباء اصابته بالمراحل النهائية من المرض. واثار قرار القضاء الاسكتلندي الافراج عنه موجة غضب لا سيما لدى عائلات ضحايا الاعتداء لانه لم يبد ان ايامه معدودة عند عودته الى طرابلس وسط تغطية اعلامية كبيرة، ولانه بقي على قيد الحياة ولو انه كان في شبه غيبوبة منذ العام الماضي. ولقي المقرحي استقبال الابطال عند عودته الى ليبيا بعد قضائه ثماني سنوات من حكم السجن البالغ 27 عاما. واثار بقاؤه على قيد الحياة لفترة اطول مما قدر الاطباء غضبا في بريطانيا والولاياتالمتحدة. واعتبر رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند ان وفاة المقرحي هي "نهاية فصل" في القضية لكنها لا تتيح "اقفال الملف". وصرح سالموند في بيان ان "السلطات القضائية الاسكتلندية قالت بوضوح انها مهتمة لاي خيوط جديدة في التحقيق"، موضحا ان بلاده "لطالما اعتبرت ان المقرحي لم يتصرف بمفرده". من جهته، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاحد انه ينبغي "استذكار" ضحايا لوكربي بعد وفاة عبد الباسط المقرحي. وقال كاميرون لوسائل اعلام بريطانية في شيكاغو حيث تعقد قمة الحلف الاطلسي "ينبغي اليوم استذكار 270 شخصا قضوا في هذا الاعتداء الرهيب". واضاف "علينا ان نفكر فيهم وفي عائلاتهم بسبب كل المعاناة التي عاشوها". واعتبرت الولاياتالمتحدة ان وفاة المقرحي تنهي فصلا "مؤسفا" بعد الافراج عنه، واضافت انها تعتزم الان مواصلة العمل لضمان احلال الحق من اجل جميع ضحايا الاعتداء. واعرب بعض اقارب الضحايا عن سرورهم لوفاة المقرحي. وقالت سوزان كوهين التي توفيت ابنتها ثيودورا في الاعتداء لشبكة "سي ان ان" "لقد كان يستحق الموت". واضافت كوهين "لقد ارتكب جريمة قتل ولا اشعر باي شفقة تجاهه. لقد مات محاطا بعائلته بينما ابنتي ماتت في العشرين من العمر في ظروف وحشية ومريعة". من جهتها، قالت باربرة زوايننبورغ ل"سي ان ان" وكان ابنها مارك (29 عاما) قتل في الاعتداء "كان من المفترض انه في غاية المرض وعلى وشكل الوفاة". في المقابل، اعرب البريطاني جيم سواير والد احدى ضحايا لوكربي عن حزنه لوفاة المقرحي. وقال للبي بي سي "انها لحظة حزينة. انا واثق منذ اعوام بعدة بان لا علاقة لهذا الرجل بمقتل ابنتي". واضاف "كان يعاني بشدة ووفاته على الاقل ادت الى انهاء معاناته". وكان المقرحي سلم الى القضاء البريطاني عام 1999 من قبل حكومته. ووجهت اليه التهم في 1991 اثر تحقيق بريطاني واميركي بالضلوع في الاعتداء على طائرة البوينغ 747 التابعة لشركة بانام والتي انفجرت فوق لوكربي في اسكتلندا. وفي العام 2003 اعترفت ليبيا رسميا بمسؤوليتها في الاعتداء ثم دفعت 2,7 مليار دولار كتعويضات لعائلات الضحايا.