قالت مجلة ''التايم'' الأمريكية إن هناك أطرافا فاعلة تقف وراء العنف الدائر في سوريا، التي تجتاحها انتفاضة شعبية منذ مارس من العام الماضي، مشيرة إلى أن قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد والخلافات القائمة بين المنشقين عن الجيش السوري النظامي، والقائمين على الجيش الحر، هي من ضمن تلك الأطراف. وأشارت المجلة في تقرير لها حمل عنوان: ''الأزمة السورية: هل القاعدة متورطة في الصراع؟''، إلى أنه بجانب الهجمات هناك التفجيرات بالسيارات المفخخة، مثل ذلك الذي وقع الأسبوع الماضي في دمشق بالقرب من إحدى فروع المخابرات العسكرية، والذي أفادت تقارير بأنه أسفر عن مقتل 55 شخص، وجرح المئات. الأمر الذي أدى إلى تبادل الاتهامات بين الأطراف المتنازعة، حيث صرح وزير الداخلية السوري بأن السيارتين المتسببتين في الانفجار، كانتا محملتين بألف كيلو من المتفجرات، وكان يقودها انتحاريون، كذلك فقد أعلنت بعدها جماعة إسلامية تُدعى ''جبهة النصرة لأهل الشام''، مسئوليتها عن هذه الانفجارات. ويُفيد التقرير أنه حتى بداية هذا العام، لم تكن هذه الجماعة معروفة، وأن كل ما تم معرفته بشأن هذه الجماعة حتى الآن، هو أن قائدها يستخدم اسم ''أبو محمد الجولاني''، نسبة إلى هضبة الجولان المحتلة. كذلك، أضاف التقرير أنه من غير الواضح ما إذا كان أعضاء هذه الجماعة من المواطنين السوريين، أم أنهم عناصر خارجية، أم أنها خليط من كليهما. وطرح التقرير تساؤلاً عما إذا كانت الجماعة تعتمد في تكوينها على أعداد ضخمة، أو إذا كانت تربطها صلة بجماعات مسلحة معروفة في المنطقة، مثل جماعة ''جند الشام''، و''فتح الإسلام''، و''تنظيم القاعدة'' في العراق مراقبون وتساؤل مراقبون عما إذا كانت هذه الجماعة تعمل ككيان مستقل، زاعمين أن هذه الجماعة تضم عناصر من النظام السوري، الداعمين للفكرة التي تقول أن الحكومة السورية تتصدى لجماعة من الإرهابيين المتمردين المسلحين، بينما توجه آخرون إلى التكهن بأن هذه الجماعة تتبع تنظيم القاعدة بالعراق. وأوضح التقرير أن سوريا تأخذ منحى بطيئًا نحو فشل الاستقلال، الأمر الذي قد يجذب بعض العناصر الإجرامية، والمتطرفة، التي تأتي مصالحها على حساب تفكك النظام. وطرح التقرير تساؤلاً مفاده، أنه إذا كانت هذه الانفجارات من ترتيب تنظيم القاعدة، وداعميه في سوريا، فهل هذا يعني أن عناصر من الأغلبية السنية، والمناهضين للنظام، أصبحوا مؤيدين للأيديولوجية المتطرفة، ومستعدين لقبول دعمهم؟ وازدادت التساؤلات إلى الغموض حول كيفية تمكن سيارتين محملتين بألف كيلو من المتفجرات، أن تتحرك بحرية وسط مدينة مليئة بنقاط التفتيش دون أن يتم إيقافها؟ جماعات جهادية كذلك، فقد أوضح الكاتب ''أندرو تيبلر''، على لسان أحد المراقبين، أنه على الرغم من عدم معرفة المسئول عن التفجيرات، إلا أن تاريخ العلمانيين بسوريا مرتبط بتعاونهم مع جماعات جهادية. وعلى الرغم من تباين أيديولوجيات كلا الطرفين، إلا أن تعاونهم قد قام على توافق أهدافهم، وأشار ''تيبلر'' إلى أنه قد حصل على هذه المعلومات من مقاتلين تواجدوا في العراق. أضاف التقرير أن ''تيبلر'' وآخرين، يتوخون الحذر من أن يظهر النظام السوري في شكل الكيان المتحد، مضيفًا أن هناك عناصر من ال 18 جهاز أمني ومخابراتي، الذي يمتلكه النظام السوري، قاموا بالتنسيق مع بعضهم البعض دون علم الأجهزة الأخرى. هذا، وقد أطلق نشطاء معارضين للحكومة السورية، مقطعًا على اليوتيوب، يوضح محاولة بعض العناصر الموالية لبشار الأسد لإثارة فكرة نشاط المجاهدين بوسط سوريا. وفي إحدى هذه الفيدوهات، يظهر فتى يُدعى أحمد مصطفى مجهدًا، ويرتدي ملابس عسكرية سوداء، يقول فيه أنه وآخرون من وحدة الحرس الجمهوري قد تسلموا هذه الملابس السوداء، والتي تحمل شعار تنظيم القاعدة، إلا أن شعار تنظيم القاعدة لم يظهر بشكل واضح في المقطع. الظواهري يدعم المعارضة السورية أضاف التقرير إن قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، قد أعلن دعمه الواضح للمعارضة السورية، إضافة إلى أن هناك دلالات تُشير إلى أن سوريا في طريقها إلى أن تكون مسرحًا محتملاً لعمليات المجاهدين المستقلين، الذين يسعون للقدوم لدعم الجماعات السُنية المُحاصرة من قبل العلويين، الذين يعتبرهم السنيون مرتدين. وقد أفادت تقارير بأن هناك عدد قليل من المقاتلين التونسيين والليبيين يلقون مصرعهم في سوريا، على الرغم من إعلان عدد من المتمردين السوريين عن عدم حاجتهم لدعم مجاهدين مسلحين من الخارج، وإنما يحتاجون فقط لأسلحة وذخيرة. وأوضح التقرير أنه لكي تتمكن حركة متطرفة من أن تبني جذورًا لها، خاصة إذا كانت تتضمن عناصر أجنبية، يجب عليها أن تخلق قاعدة تأييد عريضة، من بينها من سيقدمون لهم دعمًا. وأوضح بلال صعب، أحد المتخصصين في شئون الشرق الأوسط المتعلقة بالأمن والإرهاب، بمعهد مونتيري الدولي، أن الشرق أصبح مأوى للمجاهدين الدوليين، الباحثين عن مكان لممارسة نشاطاتهم في المنطقة، وذلك لعدة أسباب، منها وجود قاعدة للجماعات الإسلامية، التي تتبنى أيديولوجية تختلف مع المتطرفين، وكذلك وجود شبكة ضخمة لتبادل المعلومات السرية، وأخيرًا، اتساع رقعة التأثير الإيراني الشيعي في المنطقة. وأضاف ''صعب'' أن بينما يبعث تنظيم القاعدة بمقاتلين لنشر الفوضى في البلاد، ستعمل جاهدة على إنشاء حركة متمردين لها بسوريا. اقرأ ايضا: ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا الى 11925 من بينهم 831 بعد اعلان وقف النار