أدان بعض الكتاب الاسرائيليين حملة النقد اللاذع التي تعرض لها الكاتب الالماني جونتر جراس الحائز على جائزة نوبل في الادب، ووصفوا قرار ايلي يشائي وزير الداخلية الاسرائيلي بمنع الكاتب من دخول اسرائيل، بإنه قرار احمق وغير مبرر، ونشرالموقع الالكتروني لصحيفة (معاريف) الاسرائيلية تقارير صحفية بهذا الشأن. وقال الاديب الاسرائيلي يورام كانيوك بصورة خاصة: '' بالطبع فان ما اتخذه جونتر جراس هو تصرف قبيح، إلا إنه لا يجوز مقاطعة الكاتب وكتبه بسبب معتقداته السياسية، ويشهد التاريخ أن مقاطعة اي كاتب قد تنتهي بحرق كتبه''. وأدلى ممثلون عن المثقفين المبدعين الإسرائيليين بتصريحات مماثلة تقريبا، وكان جراس قد نشر في الأسبوع الماضي قصيدة بعنوان (ما يجب أن يقال) انتقد فيها بشدة السياسة التي تمارسها اسرائيل تجاه ايران، معتبرا أن الخطوات التي تتخذها القيادة الاسرائيلية تقوض السلام الهش ودعا الرأي العام العالمي إلى الحيلولة دون توجيه ضربة عسكرية إلى ايران، وبحسب قول جراس فإنه يخاف على مصير الشعب الايراني لان اسرائيل يمكن ان تمسح الايرانيين من وجه الارض. وشجب جراس ايضا خطط برلين الخاصة بتزويد تل ابيب بغواصات (دلفين) القادرة على حمل صواريخ مزودة برؤوس نووية، ودعا الكاتب الالماني الاسرة الدولية إلى أن تفرض الرقابة الشديدة ليس على الذرة الايرانية فحسب بل على القدرة النووية الاسرائيلية وتعلن في الوقت ذاته تضامنها مع الشعب اليهودي. وانتقدت الصحف الغربية واسرائيل قصيدة جراس حالما مدحته الصحف الايرانية على نزاهته، وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن مساواة جراس المخزية (لإسرائيل مع إيران - التي تنكر محرقة النازية (الهولوكوست) وتهدد بتدمير إسرائيل) - لا تقول شيئا كثيرا عن إسرائيل بقدر ما تقول الكثير عن جراس نفسه، كما انه وصف القصيدة بانها (عار) على جراس. واعلنت السلطة الاسرائيلية في آخر المطاف أن جراس شخصية غير مرغوب فيها وحظرت عليه دخول البلاد. واعلن افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي أن اقوال الكاتب تعكس استهتارا يتسم به بعض المثقفين الغربيين على استعداد لتقديم الشعب اليهودي قربانا إلى المتطرفين المعادين للسامية، وهدفهم من ذلك زيادة شعبيتهم ولبيع نسخا اضافية من مؤلفاتهم، ويتوقع ليبرمان إن يدين زعماء البلدان الغربية بشدة ما يفعله جراس وأمثاله. وقال وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي: '' إن قصيدة جراس عبارة عن محاولة لاشعال نار الكراهية الموجهة ضد الشعب الاسرائيلي ودولته اسرائيل، وإنه يراوده الأمل في ان يطرح جذور الفكرة التي كان مواليا لها في شبابه أيام ألمانيا النازية، حين كان يخدم في قوات (اس أس)، واذا اراد جونتر الاستمرار في بث افكاره الحاقده فدعه يفعل ذلك من ايران؛ حيث سيحظى بمستمعين متجاوبين مع افكاره المعادية للسامية'' . وانتقد جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الالماني ايضا قصيدة جراس وقال :'' من غير المعقول بل من العبث وضع إسرائيل وإيران على نفس المستوى الأخلاقي''، وقال: '' إن طهران تستحث تطوير برنامجها النووي بالرغم من نقد الاسرة الدولية وترفض على مدى سنوات التعاون الشامل في مسألة مراقبة البرنامج النووي، الأمر الذي يتعارض مع أحكام القانون الدولي، أما الذين لا يرغبون في الاعتراف بذلك فيجب ان يعرفوا أن هذا الموضوع ليس ساحة للجدل والايديولوجيا والخرافات، لكنه يشكل حقيقة مرة''، واشار وزير الخارجية الالماني في الوقت ذاته قائلا: '' إن لإيران الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، لكن ليس لها الحق في امتلاك أسلحة نووية، والذي يقلل من التهديد الناجم عن هذا البرنامج فإنه لا يريد الاعتراف بالحقيقة''. كتب جراس إنه سئم من نفاق الغرب فيما يتعلق بإسرائيل، واعتبر جراس في القصيدة أن أهوال النازية ليست ذريعة للصمت، ولكن الكثير من الناس يريدون التخلى عن الصمت ويدعون (المذنبين عن نشوء الخطر المرئي) إلى نبذ العنف. اقرأ ايضا: اسرائيل تحاول منع تحول يوم الارض غدا الى يوم انتفاضة جديدة