تقديم : كريم الشيخ استضاف برنامج '' ايه النظام'' على راديو ارابيسك الاعلامى أحمد المسلمانى تحدث فيه عن الثورة وتوقعاته ليوم 25 يناير واتفاقية كامب ديفيد والكثير من الاراء الجريئة في اهم القضايا علي الساحة المصرية والعربية و اليكم الحوار: فى البدايه ..عايز اسأل حضرتك ايه النظام ، مصر رايحه على فين ؟ التوقعات صعبه جدا، لان بعد سنوات من موت السياسه فى مصر حصل احياء شديد للسياسه و لكنه احياء مدوى ، كنا بنقعد بالسنيين لا نجد خبر او مانشيت حقيقى دلوقتى كل نص ساعه تلاقى خبر, و كل يوم ممكن تلاقى حكومه اتشالت و محافظ اتغير كل برهه قصيره من زمن لدينا نتائج كانت تستغرق فى السابق فتره طويله من الزمن.. ايه النظام اتصور ان عام 2012 سيكون عام مميز تستقر فيه بعض الامور السياسيه، تتبلور فيه القوى السياسيه الجديده قوى الثوره التى لم تتبلور الا كنشطاء و مناضلين فى 2011،حان الوقت ان يتحولوا الى سياسيين و الى وزراء و محافظين و قادة احزاب و اعضاء فى البرلمان. و اظن ان 2012 ستقرب الثوره من فكرة الدولة .. كيف كانت رحلة النجاح من بسيون للزمالك؟ انا مواليد بسيون و دايما بتكلم عليها لأنها بلد ريفيه جميله جدا ، و انا من احدى قراها اسمها "كفر الدوار" و بسيون لها تاريخ طويل جدا لان احدى القرى اسمها "صاه الحجر" كانت عاصمة لمصر فى العصر الفرعونى و درست هناك من الابتدائى حتى الثانويه العامه و كنت من اوائل المحافظه و بعدين التحقت بكلية الاقتصاد و العلوم السياسيه جامعة القاهره و مريت فى القاهره بكل اماكنها حتى استقريت فى الزمالك.. وفى مره والدتى كانت بتزورنى قالتلى كويس انك قعدت فى المكان ده، لان دى اكتر حاجه تشبه البلد لانها زى القريه هاديه و كلها شجر الناس عارفين بعض لان معظم اللى فيها عارفين بعض و بيسلموا على بعض فدى كلها ملامح القريه.فانا بشوف ان الزمالك اكثر القرى حداثه و بشوف ان بسيون اجمل القرى فى مصر. فيما يتعلق بمشروع مؤسسة الشيخ محمد المسلمانى الخيرية التى ترأس حضرتك إدارة أعمالها..كلمنا عنها؟ الحقيقه انا مؤمن بالعمل الخيرى لان فى ناس كتير محتاجه اما ايتام أو ارامل أو ناس فى التعليم و محتاجين حد يصرف عليهم علشان يبقوا حاجه كويسه بعد كده مرضى محتاجين دعم كلى او جزئى، و فى مقوله بتقول "لا تعطنى سمكه ولكن علمنى كيف اصطاد" لكن هناك اشخاص لازم تعطيه الوجبه و السمكه مباشره،لأن مفيش فرصه انه يصطاد لو فيه واحد يتيم أو مريض لازم تعطيه الدعم المباشر. فانا مؤمن بالعمل الخيرى من والدى رحمه الله الشيخ محمد المسلمانى الذى تحمل اسمه المؤسسه ، و لازم اى حد ربنا يكرمه شويه ينبغى أن يعود بجزء من كرم ربنا عليه لمن يحتاج.. و للاسف بعض مشاهير القاهره اللى بيبقوا جايين من الريف بيبقوا بعض فتره خلاص تقهروا و منقطعين الصله ببلدهم و بيروحوا الريف كنوع من الفلكلور او لو حد فيهم هيترشح لمجلس الشعب .. ما هو الدور الذى سيقوم به مركز القاهره للدراسات السياسيه و الاستراتيجيه الذى بدأت فى تأسيسه؟ دوره عكس مؤسسه المسلمانى الخيريه التى تعمل فى الاقاليم لمساعدة المحتاجين ، أما بالنسبه لمركز القاهرة فهيكون مع النخبه الثقافيه و الفكريه رفيعة المستوى فى مصر .. أنا حاسس من قبل و.بعد الثوره مصر مفيهاش نخبه عريضه النخبه المصريه كنزه و صغيره و لازم نوسع قماشه النخبه فى مصر لازم يبقى فى ألف سياسى قوى و الف اقتصادى قوى و ألف مثقف قوى، و يكون فيها على الاقل خمسين الف كادر ينفعوا يبقوا رئيس جمهوريه ، ده مستوى و وزن مصر ..لكن للاسف أن النخبه ضاقت و انكمشت فى عصر مبارك و مازالت محدوده. و شاركنى فى فكرته الاستاذ ابراهيم هلال رئيس تحرير قناة الجزيره و من أهم الاعلاميين فى العالم، و دكتور ياسر علوى دبلوماسى و مجموعه اخرى ممتازه .. و الهدف من المركز هو تقديم نخبه جديده لهذا الوطن و توسيع قماشة النخبه البديله فى مصر من مفكرين ومحللين سياسيين و اقتصاديين و اجتماعيين، و عمل دراسات علميه لمصر بعد الثوره . هل ممكن قريبا نلاقى بدلا من الاعلامى احمد المسلمانى السياسى احمد المسلمانى؟ اعتقد ده ، لان انا اصلا ابن مدرسة العلوم السياسية و ابن الحياة العامة، و منطقى الواحد لما يجد أن فى فقر فى منطقه معينه ، لابد أن يرجع لها وخاصة انى قادم من خلفية علم السياسه و العمل السياسى ،و قد حان الوقت للعودة من اجل اهداف وطنية. حضرتك كنت احد المشاركين فى تأسيس حزب الغد ..فلماذا انسحبت منه؟ هذه المره الاولى التى اتحدث فيه عن هذا الموضوع لان مرت عليه سنوات طويله ،انا و دكتور ايمن نور كنا اصدقاء و مقربين جدا من بعض و عملنا ندوه مشتركه فى حضور الراحل محمد السيد سعيد و حضرها عدد كبير جدا من الناس ، بعدها تم التعاون بينى و بين د. ايمن نور لتأٍسيس حزب الغد و كنا عايزين نعمل تجربه مهمه للبلد ، كانت عينى وقتها على حزب العمال البريطانى ، و كنت بدأت انظر للطريق الثالث فى مصر اللى هو لا اشتراكى اوى ولا رأسمالى اوى ، و عملت اطار نظرى كان يتماسك يوما بعد يوم . . و لكن حصل بعد كده مسافه سياسيه و رغم انى شاركت فى الاطار النظرى و الفكرى و الفلسفى لحزب الغد كأول حزب ليبرالى قوى فى السنوات الأخيره إلا أن المسافه تباعدت لأسباب عديده و بعدها د. ايمن نور خاض مسارا أخر ، و انا حاولت فى تجارب اخرى انما حتى اللحظه لم أقم بشىء مباشر بعد تجربة المشاركه النظريه و الفكريه فى تأسيس حزب الغد .. بعد الثوره كان فى عدد كبير من الاحزاب التى انشأت ...ليه حضرتك مفكرتش مع مجموعه من السياسيين فى انشاء حزب قوى يكون على الساحه؟ الحقيقه الاسباب كتيره جدا..و لكنى افكر فى هذا الأمر من قبل الثوره بدليل تجربه حزب الغد، انما بعد الثوره احنا لسه فى مرحلة بذل الجهد و لاقينا بسرعه اوى الدخول فى العمل التنظيمى و الانتخابات ، ثانيا الانتخابات قادمة حتى لو عملنا حزب فى شهر 4 أو 5 الانتخابات بعد شهرين ثلاثه فمفيش فرصه انك تدخل هذه الانتخابات و تحقق نتائج جيده ، و بالتالى لو انت أسست حزب قبل الانتخابات و لم تخوضها لا معنى لذلك، و لو عملت حزب و دخلت الانتخابات و ما اخدتش ارقام كريمة يبقى انت حكمت على نفسك بالفشل خلال 3 شهور تجربه حزبيه.. فانا وجدت بما انى ابن مدرسة العلوم السياسيه ان مش منطقى ان حد يأسس حزب الا اذا عنده تراث سابق زى جماعة الاخوان المسلمين.. هل حضرتك شايف ان الثوره المصريه نجحت ؟ انا قناعتى الشخصيه ان الثوره نجحت ،لكن هناك صعوبات الانتقال إلى دولة لائقه بالمصريين ، لأن حسنى مبارك الديكتاتور الأن فى السجن هو و رجاله و أسرته ،فمقدرش اقول ان الثوره فشلت لان هدف الثوره كان اسقاط النظام و النظام سقط ،انما اسقاط النظام لا يعنى التقدم و لكن فتح الطريق لاحداث التقدم . اتصر ان النظام سقط و تم فتح الطريق و لكن للاسف لم يحدث التقدم ، فنحن عند أول الطريق تقريبا، الوضع الاقتصادى لابد ان يتقدم و يصل المستوى المعيشى بعد الثوره افضل من قبلها، التعليم يجب ان يتطور و احترام حقوق الانسان و الحريات التى يجب ان تكون ضمانه اساسيه للجميع ،القانون الذى يلزم الحكومه و المتظاهرين معا باحترام مواد القانون و الدستور، و التساهم السياسى المهم لأنى أخشى الديمقراطيه ،لأنها ليست دائما حل كافى لأنها قد تؤدى إلى صعود نزعة نازيه او فاشيه او متطرفه و يكون ليها قبول عام، و لذلك فإن الديمقراطيه هى منظومه متكامله منها منظومه ثقافيه و فكريه و اخلاقيه و فيها ضوابط و دستور قوى،حتى يضمن ان مفيش أحد هيستغل اوجاع و آلالام الناس أو يحسن الخطابه أو لديه كاريزما أو قادر على إقناع فئات أو قوى مختلفة أو راشى يستطيع أن يدفع، أو يداعب بعض خيالات و أحلام و مذاهب و قيم الناس، و حتى لا تختطف الفئات العامه و الشعب حتى لا تكون الديمقراطيه مطيه لمن يستطيع التعامل بألياتها ينبغى أنكون منظومه شامله.. ماهى توقعات حضرتك لما سيحدث فى 25 يناير الجارى فى ذكرى مرور عام على الثورة؟ اتصور أنه قد يمر كيوم عظيم و مهم و جرس انظار فى تاريخ هذا الوطن ، و ربما يعدل المسار إلى الأفضل، و ربما لا يمر و تحدث أحداث مش متوقعه من الطرف الثالث الذى لا نعرف من هو حتى الآن ، أو قد يظهر طرف رابع أو خامس انما اللى اتصوره انه ينبغى على الثوار أن يحولوا يوم 25 يناير العظيم فى 2011 إلى نتائج سياسية فى 2012، لأن أى ثورة ناجحه يجب أن تنتهى إلى مقاعد سياسيه وحصه فى التشريع و حصه فى السلطة التنفيذيه و الحكومه و حصه فى المحليات وفرض جدول سياسى حقيقى لتنمية الوطن. و الثوره لها مشروع سياسى و فكرى و وطنى و أخلاقى تطبيقه ليس بمظاهرات مفتوحه ولا ثورات مفتوحه انما تطبيقه بأن يستطيع الثوار و الفكر الذى نتج عن هذه الثوره أن يقود الوطن فى مرحلة بناء الدولة و يتعامل بمنطق الدولة و ليس الثورة. و أنا اتصور أن تتحول الثورة من المرحلة المثالية و قد كانت اعظم ثورة مثالية فى التاريخ إلى نظام تطبيقى قوى على قدر عظمة الثورة، و ننتقل من الثورة إلى الدولة. فى احدى محاضراتك بالجامعه الأمريكية و عدة جامعات أخرى شبهك أحد الطلاب بأوباما ، و طالبك بالترشح للبرلمان أو رئاسة الجمهوريه، و أيضا حصل استفتاء فى احدى ندواتك فى كليه الاقتصاد و العلوم السياسيه لترشيح حضرتك لرئاسه الجمهوريه...فهل من الممكن أن نجد اسمك ضمن المرشحين؟
انا لفيت 14 جامعه حتى الآن و معدل الحضور كان كبير جدا و قابلت مايقرب من المائه ألف طالب ، الشباب بيفكروا يبحثوا عن رئيس و عن مستقبل ، مثلا بعض الشباب بيرتاح للدكتور محمد البرادعى و البعض لعمرو موسى أو الدكتور العوا أو حمدين صباحى، انما فى كتله كبيره من الناس غير راضيه عن الجميع و يبحثون عن مرشح أخر خارج هذا السياق ،فبعضهم بيفكر فى شخصيات عالميه زى دكتور زويل او السيد منصور حسن ،فيمكن أنا من الناس اللى فكروا فيهم ضمن هذه الاسماء. و هناك فئه راضيه بتلك الاسماء المطروحه و لكن يفكرون فيما بعد؟ و بيفكروا فى حد معروف بالنسبه لهم سواء اعلامى او سياسى او مفكر..فممكن يكونوا شافوا فيا مشروع مرشح . هل لديك نية فعلية للترشح كرئيس للجمهوريه فيما بعد ؟ اعتقد أن أى حد يستهدف الخدمة الوطنية هتكون كل الخيارات امامه مفتوحه إذا وجد حد يتبنى مشروعه هيقف معاه، و اذا لم يجد أحد يتبنى مشروعه و كل المشاريع بعيده عن أهدافه أكيد هو هيتقدم علشان يقود هذه المعركة و يحقق هذا الهدف. و بالرغم ان كان فى حملة توقيعات ليا صغيره لكن لازم الانسان يكون واقعى و عملى ، لكن فيما بعد فهناك قول أخر . فيما يتعلق بمرشحى الرئاسة..هل هناك شخصية ما يميل اليها قلبك و ليست ضمن الاسماء المحتمله المطروحة الآن لرئاسة الجمهورية ؟ انا كنت مع ترشيح الدكتور احمد زويل للرئاسه قبل الثوره ، و انا اشتغلت فى هذا المشروع و حاولت افهم بقدر الامكان مؤسسه الرئاسه كيف تعمل و الدولة كيف تعمل من أجل أن يصبح الدكتور احمد زويل رئيسا لمصر أيام حسنى مبارك لما كانوا بيفكروا فى مشروع جمال.. أنا كنت أتمنى ان دكتور زويل يبقى رئيسا ، و لكن بعد أن حسم الدكتور زويل نهائيا أنه لن يخوض الانتخابات الرئاسيه حتى لو تم تعديل الدستور و سمح له وبذلك فان رهانى قد تراجع. و الساده الموجودين حاليا شخصيات وطنية محترمة و لهم قامة كبيرة و اعرفهم شخصيا كلهم باستثناء الدكتور حازم ابو اسماعيل ، و الدكتور محمد البرادعى انا اللى قدمته للرأى العام فى حديثى معه من فيينا و هو شخصيه محترمه و مؤهل و يصلح للمنصب، و السيد عمرو موسى رجل دولة وعنده خبره سياسيه و لكن هناك تحفظات عليه لأنه كان أحد الوجوه الرئيسيه فى النظام السابق:و حمدين صباحى صديق عزيز لكن للاسف مفيش هوى ناصرى كافى فى مصر لدعمه و أظن دى العقبة الرئيسية أمامه، و ينبغى ان يطور برنامج ملموس اكتر من ذلك ، و الدكتور العوا اتشرف بمعرفته انما الصورة الذهنية له كمفكر و فيلسوف و عالم كبير فتقبل الناس له كمرشح رئاسى ليس كبير و الدكتور حازم ابو اسماعيل لم اتشرف بمعرفته من قبل.. و لكنى لم أحسم اختيارى حتى الآن.. رغم وجود الكثير من البرامج التى تهتم بالصحافة إلا إن برنامج الطبعة الأولى لاقى نجاحا كبيرا و قبول عند المشاهدين.. كلمنا عن تجربة برنامج الطبعه الأولى ؟ انا كنت متعود على وضعى كضيف فى البرامج السياسيه فى الجزيرة و العربية و العاشره مساء سواء عدة دقائق أو ساعات، دكتور احمد بهجت كلمنى و طلب منى أقدم برنامج سياسى على قناة دريم و لم أرحب بالفكرة فى البداية و لكنه اصر على ذلك، لأنى كنت احب ظهورى كضيف او محلل سياسى، و بعد ما كنت بطلع ضيف بقيت انا ضيف نفسى كل يوم فى البرنامج لمدة نصف ساعه ماعدا الخميس بيشرفنى فيه ضيف ما. و طبعا الرائد فى الصحافه التلفزيونيه الاستاذ حمدى قنديل اللى حول الصحافه إلى عمل تلفزيونى ممتع كأنه فيلم سينمائى، فهو الذى بدأ هذه المدرسة العظيمة و انا حليت محله فى دريم بفارق سنتين عن برنامجه رئيس التحرير. ،واتفقت مع دريم ان البرنامج هيكون تحليل سياسى يومى و فيه رأى و يختلط فيه الرأى بالخبر بالتحليل بالتوجيه، لأنى بعتبره برنامج وطنى و ليس مهنى ، لأن المهنيه أحيانا تكون قاتله لمن يتصدر الحياة العامة، و لازم يكون ليا موقف فيما يحدث فى بلدى. ايه موضوع رسم الخريطه و بيستغرق وقت قد ايه؟ فكرة رسم الخريطه جاتلى لأن انا خريج علوم سياسيه، و علم السياسه هو فى الأصل علم الخريطة ، و الاستاذ هيكل دايما بيقول ان جمال حمدان قاله انه لازم الخريطه قبل السياسه ، و أنا وجدت ان الناس بتنفر من النشره لانها صعبه و الخريطه صعبه و لغه مقعره و التوضيح ضعيف فحبيت ان تكون العلاقات الدوليه للجميع و السياسه للجميع،فكان لابد من تبسيط الخريطة فاعتمدت انى برسم على الكارت و طبعا الموضوع ده علق عليه كتير زى عزب شو و الدكتور باسم يوسف و استاذ بلال فضل قال اكتر شىء يدل على فشل الثوره ان احمد المسلمانى لسه بيرسم الدول فى الفراغ لأنى كنت برسم مره الخريطه عايز اوصل لنيجريا و الكارت خلص فى السودان و كملت شرح فى الفراغ فبلال فضل لم يفوتها ، انما انا بشوف ان البرنامج هدفه الرئيسى السياسه للجميع و ذو طابع تعليمى لغير المتعلمين و ذو طابع جدلى للمثقفين لأن بيتابعه بداية من النخبه و حتى الطبقات العادية، و أنا بتمنى من أول لحظة بدأت فيها البرنامج أنه يكون برنامج وطنى يهدف إلى رفع الوعى السياسى. لماذا لم تتبنى مشروعا صحفيا قويا و اتجهت للاهتمام بمشروع سياسي؟ انا لست صحفيا محترفا وكتبت لمدة خمس سنوات فى مركز الاهرام للدرسات الاستراتيجيه التقرير الاستراتيجي العربى ذو الطبع الأكاديمى و كنت فى البداية صعب فى الكلام والكتابه و بلا جمهور و ده شىء كان محبط كشخص لديه رساله فحصل ترقيق و تليين للغه حتى اصبحت مدرسه وسط بين البحث الأكاديمى الجاف و الكتابه السياسيه الصحفيه.، ولم أعمل كصحفى بالمعنى الاحترافى لا جامع خبر ولا تقرير ولا تحقيق و لم اعمل كصحفى فى الاهرام يمارس المهنة من المطبخ الصحفى، ولذلك اتعرض عليا كتير منصب رئيس تحرير و اعتذرت لأنى لست من قلب المهنة زى اهلها, و لكنى من قلب مهنة مجاورة و هى البحث السياسى . كيف ترى الانتخابات البرلمانية و ما تعليقك على الفوز الساحق للتيار الاسلامى فى الانتخابات البرلمانية؟ الحقيقه الانتخابات البرلمانيه حدث فيها ما هو متوقع و ما هو غير متوقع ، فحصول الأخوان المسلمين على المركز الأول متوقع انما كان متوقع الحصول على نسبه اقل من ذلك بنسبه من 25-35 %، فالاخوان اخدوا المركز الاول و لكن بنسبه اكبر من التوقعات.. انما المفاجأه التامة هو التيار السلفى ، لأنه لم يمارس السياسه من قبل ، و لم نعرفه من قبل فى الحياة العامة ، و لم يقدم سياسيين طيلة السنوات السابقة ، ولم أتخيل أبدا أن السلفيين سيدخلوا الحياة السياسية، ولم أتوقع أنهم يدخلوا البرلمان و كمان أول برلمان بعد الثورة.. و كل ده كوم و الفوز الساحق للتيار السلفى و حصوله على المركز الثانى بعد الإخوان و تفوقه على التيار المدنى فااق كل التوقعات وكان مفاجأه المفاجأت فى هذه الانتخابات. ما تعليقك على المباحثات التى تتم بين الاخوان المسلمين و الولاياتالمتحدةالأمريكية ،و تصريحات بعض الاخوان و السلفيين باحترام اتفاقية كامب ديفيد؟ انا بعتبر قبول السلفيين و الاخوان لاتفاقيه كامب ديفيد نضج سياسى و مسئوليه سياسيه لأن أنا موقفى السياسى ضد الغاء اتفاقيه كامب ديفيد تماما ، و فى رأيى لو فى حد بيخطط لإلغاء كامب ديفيد يكون مستعد انه يحارب اسرائيل .. و أى حد هيحاول يلغى كامب ديفيد هيكون عمل غير وطنى ،و انا مش عايز شمس بدران تانى او المشير عامر و حد يطلع يخطب و الناس تصقفله لأن الغاء الاتفاقيه معناه اعلان الحرب.. انما فى حاجه اسمها إعلان الحرب على إسرائيل و لما أجى اعلن الحرب على إسرائيل و طياراتى فى الجو و صواريخى طالعه من المنصات و اقتحمت القوات البريه و مأمن الجبهه الداخليه و نقول ان فى قوات اسرائيليه اخترقت الحدود و ردا عليها و احمل كمان اسرائيل انتهاك كامب ديفيد.فاذا اردت ان الغى كامب ديفيد الغيها بحرب و اعلن ان اسرائيل هى التى بدأت التحرش . و مباحثات الاخوان مع أمريكا أيضا نضج سياسى لأن الاخوان قد يحكموا مصر هل احنا نقبل ان الاخوان يكونوا جماعه ارهابيه و عليها حذر زى بعض الحركات الإسلامية الأخرى فى تنظيم القاعدة، و يتمنع عننا دخول الغذاء الدواء و الوقود دى مصر كلها تتبهدل و ننتهى و بالتالى لابد أن تكون الحكومة القادمة عاقله سواء اخوانيه او سلفيه او ليبراليه او جن ازراقيه اى كان اللى هيحكم مصر ينبغى أن يكون عنده مسئولية وطنية. ما تعليقك على انتقاد البعض لحضرتك انك بتقول رايك فى البرنامج و أن ده ضد حياد الاعلام؟ الحقيقى انا بقدم برنامج رأى و مش برنامج مهنى ، و البرنامج المهنى بيعرض الاحداث بقلب بارد و معايير مهنيه زى BBCو قنوات كثيره فى العالم، انما الطبعه الاولى برنامح ايدلوجى منحاز قائم على التعبئه و وجهه النظر و الرأى ، و انا عندى قناعات وطنية و وجهات نظر بعبر عنها كبرنامج رأى ، و ده مش عيب قوى لأن دى هوية البرنامج لأنه قائم عليا كشخص لديه وجهه نظر فى القضايا المطروحه. لماذا لم نشاهدك فى ميدان التحرير؟ انا بالفعل كنت فى ميدان التحرير عدة مرات و فى كتب ظهرت مؤخرا و نشرت الصور دى ، لكن أنا مكنتش تحت الأضواء فى ميدان التحرير ، و ليلة معركة الجمل كنت هناك و الناس حملونى على الاعناق و طلب منى كتير من الشباب ان اكلم اهاليهم لأنهم بيحترمونى و هيطمنوا لو كلمتهم، و كلمت مش اقل من 50 أم ليلة معركة الجمل من وقتها و ضميرى واجعنى شويه لانى قولتلهم مفيش قلق و كله تمام . و لما طلبوا منى انى اطلع على المنصه لقيت انه مش من المناسب انى اطلع على المنصه لأن انا مش من قادة هذا الحدث و فى نجوم اخرين فى هذا المكان و انا موقعى كان زى اى مصرى واقف من اجل اسقاط النظام ، و كنت بشوف ان المزايده او الظهور الزائد قد يكون مضر ليا شخصيا لأن الناس لا تحب سارق الفرح، و لم أرغب فى الظهور كبطل فى التحرير لأن كان فى أبطال أخرين حقيقيين فى التحرير. من مقولات حضرتك الشهيرة "الآن جاء إلى السطح من أعماق الأرض ديدان وطحالب وبقايا كائنات، جاؤا على قلب تافهٍ واحد، بهدف واحد: إرباك هذا الوطن. تفريغ عزيمته وفضّ همته. إنه الدور السياسي للتفاهة"..من الذى كنت تقصده تحديدا فى تلك العبارة ؟ هذه المقوله قولتها قبل الثوره و كنت اقصد بيها لجنه السياسات فى الحزب الوطنى (جمال مبارك و احمد عز) و كان جزء من مقال عن السياسيين حديثى الولادة ، و كنت محبط جدا من التفاهة الذى ظهر فيها مجموعة السياسات دول و مجموعة الاعلاميين المساندين للجنه السياسات سواء فى الاهرام او الاخبار او الجمهوريه او روز اليوسف و ده اللى خلانى اكتب عن الدور السياسى للتفاهه ، و هو طبعا من الواضح اوى انه نظام تافه سقط فى اربع ساعات و هم كانوا بيقولوا على اشلباب اللى فى التحرير انهم سيس لكن فى الواقع اللى سيس هى لجنه السيس (لجنة السياسات)، لأن دول لو بجد لجنة سياسات قوية و ناس تقال مكنش سقط النظام.انما دول من اول بخ مشيوا كلهم ولا حد نطق. ذكرت فى مقدمة كتاب "عصر العلم" أن طريق مصر يحتاج إلى نجيب محفوظ فى عودة الروح و إلى الدكتور أحمد زويل فى عودة الوعى ..كيف ترى عودة الروح و الوعى متمثلان فى الأدب و العلم الآن؟ هى طبعا مفارقه لأن الاستاذ العظيم توفيق الحكيم و الذى كان يستحق جائزة نوبل فى الأداب و بشهادة نجيب محفوظ عنده كتاب "عودة الروح" بعد الثورة و كان مؤيدا للثورة و عنده "عودة الوعى" بعد فترة ضد ثورة يوليو ، و قال ان لازم الوعى يرجع لأننا غلطنا فى المسار اليسارى اللى اخدناه ، فأصبح من أِشهر الكتب الأدبيه السياسيه فى مصر ، فانا اخدت التعبيرين دول و قولت ان عودة الروح يمثلها الأداب و الثقافه و الفكر ممثله فى نجيب محفوظ و عودة الوعى اقصد عودة العقل و المعرفه و امنهج العلمو و عودة علوم الكيمياء و الفيزياء و البيولوجى و الرياضيات متمثله فى الدكتور زويل .. و مصر كانت فى امس االحاجه لاتنين دول لكن حسنى مبارك قتل الاثنين معا قتل الوعى و قتل الروح و الثوره أحيت الروح وعملنا شىء أسطورى ابهرنا و ابهر العالم معنا و على الثوره الآن ان تنجح فى معركة عودة الوعى . ايه الخطأ المهنى اللى حضرتك ارتكبته و لو عاد بك الزمن مره اخرى لن تكرره؟ اكيد لو انا فكرت هلاقى اخطاء مهنيه، بس انا احيانا بقول انى اخطأت يعنى ممكن اقول تحليل على معلومة خطأ اطلع بعد كده و بقول ان المعلومه خطأ، أحيانا انا بقرأ عناوين بكره و ابنى عليه تحليل فيطلع الخبر نفسه غلط او مصاغ بطريقه خادعه و بالتالى للاسف ببنى باطل على باطل .. انما ده حصل مرتين ثلاثه فى خمس سنوات و اوقفت هذا الموضوع و اصبحت لا احلل اى شىء على اساس العنوان فقط لازم اقرا كافة التفاصيل و اعمل بحث عنه .. ما هى الشخصية التى هاجمتها على موقف معين و ثبت بعد ذلك انه كان على صواب؟ مره هاجمت الوزير حسب الله الكفراوى بضراوه و طلع ان موقفه كان أصح حسب قوله و انا اميل لقوله و بشهادات كتيره ان موقفه كان صح، انما هجومى اغلبه كان على الدوله و النظام السياسى الحاكم الوزراء و رئيس الوزراء و الحكومه، و عمرى ما غلطت فى هذا الهجوم بالعكس كنت غلطان انى مزدودتش هذا الهجوم .. لمن يدين احمد المسلمانى بالاستاذية؟ أدين للكثير بالاستاذية ،انا عندى مجمع استاذيه ، استاذى الاكبر هو والدى الشيخ محمد المسلمانى رحمه الله لأنى كنت مدلل عنده و علمنى الكثير و نضجت معه كطفل مبكرا ، المدرسة الثانيه هى مدرسة الابتدائى بكفر الدوار كان مدرس اللغه العربية الذى لا أنساه الاستاذ إبراهيم بدوى علمنى القراءه و اللغه العربيه و كانت بدايه مشرقه و استاذ التاريخ فكانا بالنسبه ليا اساتذه و ليس مدرسين لانهم بقوا فى ذاكرتى و ضميرى طوال الوقت ، اما المدرسه الاساسيه اساتذتى فى كلية الاقتصاد و العلوم السياسية التى تعلمت فيها تعليم رفيع المستوى من اساتذه اجلاء من حسن نافعه لأحمد يوسف أحمد و مصطفى كامل السيد و عز الدين فوده و نيفين مسعد و اساتذه كتير رائعين تعلمت منهم الكثير .و طبعا العالم الكبير الدكتور / أحمد زويل و هو صديق جليل و شىء عظيم ان يكون ليك صديق واخد جائزة نوبل انما هو كمان استاذ و انا سافرت معاه 10 دول و قابلت معاه روؤساء و امراء و وزراء و رافقته كثيرا حتى ان البعض بيشبنى بهيكل مع عبد الناصر الذى اتيح له ان يرى العالم بعيون شخصيه عالميه ، و استاذى فى الكتابه و البحث و الدرس الاستاذ محمد حسنين هيكل و ان كنت قد هاجمته كثيرا و مازلت اختلف معاه و لكنه استاذ عظيم و اعتبر اسلوبه هو المثل الاعلى للكتابة السياسيه الصحفيه فى مصر .. استاذ أحمد ..اخيرا...ايه هى مصر اللى بجد من وجهة نظرك؟ مصر اللى بجد هى التى تستطيع أن تبنى فى لمح البصر حضارة محترمة, قوة محترمة, دولة محترمة . و اتمنى ان جواز السفر المصرى يبقى زى جواز السفر الفرنسى أو الألمانى، ودول حضارتهم قرنين بس انما احنا تلتين تاريخنا حضارة احنا ولاد ناس 7000 سنه و نقدر نرجع مصر اللى بجد و مصر لم تكن بجد قبل 25 يناير و اتمنى ان جيلنا يشوف مصر أفضل و جواز سفرها محترم و هويتها محترمة و آمنه على أولادها.