قال فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية: "إن مصر الآن فى فترة حاسمة من تاريخها، ينتظرها مستقبل واعديعود بها إلى ريادتها الحضارية والعلمية والفكرية والسياسية، ويزيل عنها غبارًا خلفته سنين كثيرة وتستقبل غدًا مشرقًا قوامه الامل والعدل والعمل والبناء والتنمية، وان الشعب المصرى عظيم، شامخً كالأهرامات لا تؤثر عليه نوائب الدهر، وأقول للجميع كن متفائلاً فمصر مقبلة على مرحلة جديدة وبالأمل والعمل ستتجاوز إن شاء الله تحديات المرحلة". وأكد فضيلته أن فوز بعض التيارات الدينية فى الانتخابات البرلمانية لا يبعث على الخوف من التصادم مع هذه التيارات، بل هو نتيجة طبيعية لحالة الديمقراطية وحرية التعبير التى تتمتع بها البلاد بعد الثورة، لكن دعا تلك التيارات إلى أن تلتزم المنهج الوسطى والمعتدل فى التعبير عن رأيها، والتركيز على قضايا البناء والتنمية والتوحد والحوار البناء وتوحيد الكلمة فيما بينها من أجل النهوض بالأمة. وشدد المفتي على ان الحرية تعنى الالتزام بالمرجعية والشرعية ولا تعنى التفلت واتباع الأهواء، فديننا الحنيف يدعونا إلى الحرية عبر طريق الأخلاق الحميدة، والآخر يدعو إلى التفلت عبر طريق إراقة الدماء، وهما طريقان متباينان فى البداية وفى النهاية، والعاقل خصيم نفسه، لذا أطالب الجميع بالالتزام بالحرية التى تعنى الأخلاق الحميدة واحترام المسافات الموجودة بين بعضنا البعض، ومراعاة الآداب والسلوكيات القويمة فى الحوار. واكد فضيلته ان المرأة شريك أساسى فى المجتمع ولا يمكن بحال من الأحوال أن نتجاهل دورها فى النهضة، فقضية المرأة هى من الركائز المهمة، التى نؤكد عليها دائمًا باعتبارها الركن الركين فى بناء المجتمع، كما أنها تمثل المجتمع ككل، حيث إنها تشكل نصف المجتمع وتلد النصف الآخر، ويجب أن يكون لها النصيب الأكبر فى صناعة النهضة وبناء الحضارة، والإسلام حينما جاء قضى على كل أنواع التمييز، التى من بينها التمييز ضد المرأة، وأعطى لها ما أعطى للرجل من تكليفات وحقوق وواجبات، وشاركت عبر التاريخ الإسلامى بدور عظيم لا ينكره أحد عليها.