فى أول خطاب له منذ شهور، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه ليس هو الشخص الذي "يتخلى عن مسؤوليته"، قائلاً:" عندما أحكم فهذا برغبة الشعب وإذا تخليت عن السلطة فسيكون هذا برغبة الشعب". واتهم الأسد فى خطاب له، صباح الثلاثاء، هو الرابع له منذ بداية الأحداث في سورية منتصف مارس الماضي، والذي بثته العديد من القنوات الفضائية "أطرافا إقليمية ودولية بالمتاجرة بالدماء السورية". كما اتهم الرئيس السوري الإعلام بشن حملة ضد بلاده، وساق مثالا على ذلك مقابلته مع قناة "إيه.بي.سي" التي "فبركت حواره والدليل على ذلك النسخة الأصلية" التي كانت موجودة لدى السلطات. وحول تجميد جامعة الدول العربية لعضوية سوريا، قال بشار: "هذا لا يعنينا من قريب أو من بعيد"، مشيراُ إلى أن التأمر الخارجي لم يعد خفياً عن أي مواطن بسوريا . وقال الأسد أن هناك أكثر من 60 محطة تليفزيونية تبث الأوضاع فى السورية، مؤكداً أن غالبيتهم تشوه الحقائق وتساعد على إثارة الفتن . وقال الرئيس السوري فى خطابه أنه تم انتقاء وسائل الإعلام "غربية وعربية" التي تعمل فى المدن السورية، مؤكداً أن الشعب السوري قد هب ضد المخطط الخارجي وأدواته . وقال بشار أن "المخربين" قد استغلوا المظاهرات السلمية فى المدن السورية لإشعال البلاد، مؤكداً أنه تم اعتقال عدد من الضباط بتهمة إطلاق النار على المتظاهرين . وعن موقف الدول العربية من الأوضاع بسوريا، أكد الأسد أن هناك دول عربية حاولت لعب دور أخلاقي وموضوعي فى الأزمة السورية، قائلاً:" بعض المسئولين العرب معنا فى القلب وضدنا فى السياسة" . وعن رفض أو قبول بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، قال بشار:" أنا أول من طرح الفكرة خلال لقائي مع وفد الجامعة العربية منذ شهور"، مضيفاً:" إن الدول العربية التي تنصحنا بالإصلاح ليس لديها أي معرفة بالديمقراطية من الأساس" . وتابع الرئيس السوري قائلاً:" هناك دول عربية توقعت ألا نستجيب لدعوات الإصلاح لكننا استجبنا"، مشيراً إلى أن الدول العربية وقفت ضد سوريا فى مواقف عديدة . وتابع بشار هجومه على جامعة الدول العربية قائلاً:" الجامعة العربية ساهمت بشكل كبير فى بث بذور الفتنة والفرقة داخل سوريا" . وقال الرئيس السوري أنه لا يجوز الربط بين العروبة وبين ما يقوم به بعض المسئولين العرب، مشيراً إلى أن أي دولة فى مثل أزمة سوريا ستفرض حالة الطواريء لكننا لم نفعل . وعن سقوط القتلى من بين أبناء الشعب السوري، قال الأسد: "لم تصدر أي مؤسسة فى سوريا أمراً بإطلاق النار على المتظاهرين " . وعن الإصلاحات فى سوريا، أكد بشار الأسد أن النظام السوري يعمل على تشجيع أطراف مختلفة لتأسيس الأحزاب، مؤكداً أن تأخر إصدار قانون مكافحة الفساد لعدة أسباب . وقال الأسد:" إن الدستور الجديد سيركز على التعددية السياسية وتكريس المؤسسات وحفظ الحريات وأن الشعب هو مصدر السلطات"، مشيراً إلى أنه سوف يتم الاستفتاء على الدستور الجديد فى شهر مارس المقبل . وأضاف بشار الأسد قائلاً:" نريد معارضة وطنية.. لا معارضة تأخذ أوامرها من الخارج"، مؤكداً أن سوريا لا يوجد بها انقسام وطني، وأن الحكومات تضم كافة الأطياف، وأنه على استعداد للبدء فى الحوار من أجل استقرار البلاد من الغد لكن المعارضة غير مستعدة، على حد زعمه . وتابع الرئيس السوري، قائلاً:" هذه ليست ثورة.. ولا يمكن للثائر أن يسرق سيارة أو ينهب منزلاً، أو يعمل لمصلحة العدو"، على حد تعبيره . وبعد انتهاء الرئيس السوري بشار الأسد من خطابه الذى استغرق حوالي ساعة، تعالت صيحات الحضور بالهتافات المؤيدة له مرددين:" بالروح بالدم نفديك يا بشار " . اقرأ أيضا : اردوغان: سوريا في طريقها الى حرب اهليةمحدث