يمكن الحفاظ على التواصل الدائم مع الأسرة والأصدقاء والزملاء عن طريق الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية، سواء كان المرء واقفاً أمام خزينة السوبر ماركت أو في المترو أو حافلة أو في أحد الاجتماعات، ولكن هناك كثير من الأشخاص يستخدمون وسائل الاتصالات الحديثة مثل الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية في تجنب الخلافات والمواقف الاجتماعية المحرجة. هذا ما أوضحته دراسة عبر الإنترنت أجراها موقع ''ياهو مكتوب للأبحاث'' خلال شهر أكتوبر الجاري، والتي قام فيها باستطلاع آراء 3205 شخص في العديد من البلدان العربية، مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر. وقد أوضح 41% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، أن وسائل الاتصالات الجوالة تفيد في تجنب الخلافات مع الأسرة والأصدقاء أو تساعد على حلها. وقد أكد أكثر من 40% أنهم يستخدمون الأجهزة الجوالة أيضاً لتجنب المواقف الاجتماعية المحرجة مثل فترات الصمت المُربكة وغير المريحة، وينتشر هذا التصرف بصفة خاصة بين أصحاب الهواتف الذكية، ويتبعهم مستخدمو الحواسب اللوحية ثم مقتنو أجهزة اللاب توب. وأوضح موقع ياهو مكتوب للأبحاث بمناسبة انعقاد أسبوع جيتكس للتقنية في دبي، أن النساء أقل ميلاً من الرجال نحو الاستعانة بالوسائل التقنية لتجنب الخلافات مع الأسرة والأصدقاء. وترتبط الأمور المقبولة اجتماعياً بين مستخدمي الأجهزة الجوالة بعمر المستخدم؛ فبالرغم من أن 60% من جميع الأشخاص المشاركين في الدراسة أكدوا أن الانشغال بالكتابة على الأجهزة الجوالة خلال اجتماعات العمل أو الفصل الدراسي، يُعد سلوكاً غير مقبول اجتماعياً، إلا أن أكثر من نصف المشاركين في الفئة العمرية من 16 إلى 24 سنة يوافقون على هذا السلوك، بينما يرى 69% من المشاركين في الفئة العمرية الأكثر من 45 سنة بأن هذا التصرف يعتبر أمراً غير مقبول اجتماعياً. وبالإضافة إلى ذلك ينظر 17% فقط من الشباب المشاركين في الدراسة إلى الكتابة على الأجهزة الجوالة أثناء مشاهدة فيلم بأنه تصرف غير مقبول، في حين تبلغ نسبتهم 31% في الفئة العمرية الأكثر من 45 سنة. كما ترتبط مدى أهمية بعض السلوكيات على شبكة الإنترنت بالموقع الإلكتروني المعني؛ حيث أوضح 79% من المشاركين في الدراسة أن الأخطاء الإملائية والنحوية في رسائل البريد الإلكتروني الخاص بالعمل تُشعرهم بالضيق، وينسحب هذا الموقف أيضاً على رسائل البريد الإلكتروني الشخصية، حيث يتضايق 66% أيضاً من الأخطاء الإملائية والنحوية. وعلى الجانب الآخر أبدى المشاركون في هذه الدراسة تساهلاً أكثر إلى حد ما مع رسائل شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، حيث أوضح 24% منهم أن هذه الأخطاء تجعلهم شديدي الانزعاج. وفي المقابل أشار المشاركون إلى أنهم يميلون إلى عدم التقيد بقواعد الإملاء عندما يتعلق الأمر بتغريدات تويتر، وبالرسائل النصية والفورية، حيث انخفضت نسبة الأشخاص شديدي الانزعاج بشكل كبير لتصل إلى 10% فقط.