شهدت اكثر من عشرين مدينة من مدن المكسيك تظاهرات احتجاجية ضد العنف الذي يجتاح البلاد جراء الاقتتال بين عصابات تهريب المخدرات من جهة والحرب التي اعلنتها الحكومة ضد هذه العصابات من جهة اخرى. وشارك الوف المكسيكيين في التظاهرة التي جرت في الساحة الرئيسية في العاصمة مكسيكو سيتي وهم يهتفون لا للمزيد من الدماء. وطالب بعض المتظاهرين باستقالة الرئيس المكسيكي فيليبه كالديرون قائلين إن الاستراتيجية التي يتبعها تؤجج العنف. وكان الشاعر والصحفي خافيير سيسيليا - الذي قتل ابنه في الاسبوع الماضي - هو الملهم لهذه التظاهرات. واتهم سيسيليا السياسيين المكسيكيين والعصابات الاجرامية على حد سواء بتأجيج العنف، وقال إن الطرفين مزقا لحمة هذه الامة. يذكر ان اكثر من 35 الف مكسيكي قتلوا في اعمال العنف المتعلقة بتجارة المخدرات منذ قرر الرئيس كالديرون استخدام الجيش لمحاربة عصابات تهريب المخدرات في ديسمبر / كانون الاول 2006. كما شهدت مدن نيويورك وبوينس آيرس وباريس ومدريد غيرها تظاهرات مماثلة. وكان خافيير سيسيليا، وهو شاعر وكاتب مكسيكي معروف، قد دعا الى هذه الاحتجاجات بعد ان عثر على جثة ابنه خوان فرانسيسكو البالغ من العمر 24 عاما في سيارة بمعية ستة جثث اخرى في مدينة كويرنافاكا في الاسبوع الماضي. وقال سيسيليا في رسالة مفتوحة وجهها الى سياسيي المكسيك ومجرميها إن استراتيجية الرئيس كالديرون لمحاربة عصابات المخدرات سيئة التخطيط والتنفيذ والقيادة. ومضى للقول: لقد فقد الشعب ثقته بحكامه وشرطته وجيشه، وهو خائف ويعاني من الم شديد. وهاجم سيسيليا افراد العصابات الاجرامية، واصفا اياهم بأنهم دون البشر، وشياطين واغبياء. وقال: لقد ضقنا ذرعا بعنفكم وفقدانكم للشرف وقسوتكم وغبائكم. وكان سيسيليا قد التقى بالرئيس كالديرون في العاصمة قبل انطلاق التظاهرات، وقال إن الرئيس عبر عن تعازيه واطلعه على الجهود المبذولة للعثور على قتلة ابنه. وتقول الحكومة المكسيكية إنها تحقق تقدما في حربها ضد عصابات المخدرات، وقد قتلت او القت القبض على العديد من زعماء هذه العصابات. وتصر الحكومة على ان الجزء الاكبر من العنف الذي تشهده البلاد عائد للصراعات بين العصابات المتنافسة. وايدت مديرة سلطة مكافحة المخدرات الامريكية ميشيل ليونهارت هذا الرأي في مؤتمر دولي حول الموضوع عقد في منتجع كانكون المكسيكي يوم الاربعاء. وقالت ليونهارت: قد يبدو الامر متناقضا، ولكن مستوى العنف المؤسف يعتبر علامة لنجاح الحرب ضد المخدرات. فإن العصابات قد اصبحت الآن كالحيوانات المحبوسة في الاقفاص، تحارب بعضها البعض.