قتل 17 محتجا واصيب مئات اخرون الاثنين بعد ان اطلق الجيش اليمني وقوات الامن النار لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا بعشرات الالاف في مدينة تعز جنوب صنعاء بحسب مصادر طبية شهود عيان. وفي الوقت نفسه يبدو ان واشنطن تتجه لرفع دعمها لصالح وتسهيل رحيله بحسب صحيفة نيويورك تايمز. وقال الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني في ساحة الاعتصام في تعز لوكالة فرانس ان "17 شخصا قتلوا بالرصاص الحي كما اصيب المئات باصابات مختلفة بيهم اكثر من مئة اصيبوا بالرصاص". وكان الشجاع وصف الحالة في المستشفى الميداني بانها "سيئة جدا" مع قيام قوات الامن والجيش باطلاق النار لتفريق المتظاهرين الذي خرجوا في "يوم غضب" بعشرات الالاف في شوارع المدينة التي تشهد مواجهات دامية لليوم الثاني على التوالي. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى سقوط 15 قتيلا. وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان تعز تشهد توترا كبيرا بعد ان انطلقت الاثنين تظاهرات من عدة نقاط في المدينة نحو مبنى المحافظة، فيما اطلقت قوات الامن والجيش النيران على المتظاهرين لتفريقهم. وتمكن المحتجون بحسب الشهود من محاصرة مبنى القصر الجمهوري ومبنى محافظة تعز وبداخله المحافظ ، وذلك بالرغم من قيام مناصرين للمحافظ وللنظام باطلاق النار عليهم عند دخولهم باحة مبنى المحافظة. وكانت المدينة شهدت امس الاحد تحركات ضخمة مطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح ومواجهات مع قوى الامن اسفرت عن قتيل ومئات المصابين في صفوف المحتجين. وذكرت مصادر محلية ان السلطات اعتقلت حوالى ثلاثين شخصا على خلفية الاحداث في المدينة امس الاحد. وفي صنعاء، منعت قوات الجيش اليمني المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الاحمر حوالى مئتي شرطي من اقتحام ساحة اعتصام المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في وسط صنعاء، حسبما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس. وذكر الشهود ان قوات من الفرقة الاولى المدرعة التابعة للواء الاحمر صدت نحو مئتي شرطي من قوات الامن المركزي حاولوا الدخول الى ساحة التغيير من الجهة الجنوبية عبر شارع الوحدة. واوضح شهود ان الشرطة حاولت التقدم مسلحة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع نحو ساحة الاعتصام امام جامعة صنعاء، واجهها عناصر الجيش واوقفوها من دون استخدام الرصاص. وكان الاحمر الذي كان يعد من اعمدة نظام صالح قبل ان ينشق الشهر الماضي، تعهد بحماية المتظاهرين. وفي مدينة الحديدة الساحلية في غرب البلاد، اكد مصادر طبية انه تمت معالجة عشرات الاصابات بالرصاص الحي والحجارة اضافة الى حوالى حالة اختناق جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع بعد تجدد الاشتباكات في المدينة بين قوات الامن والمتظاهرين. واكد متظاهرون لوكالة فرانس برس ان المواجهات حصلت في ساحة الاعتصام بوسط المدينة وفي الشوارع المجاورة لها. وكانت مصادر طبية افادت ان 13 شخصا اصيبوا بالرصاص في مواجهات خلال الليل في الحديدة فيما اصيب 400 شخص بحالات اختناق جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع و30 شخصا بجروح ناجمة عن الحجارة والهراوات. وذكر شهود عيان ومصادر محلية ان مواجهات قوية سجلت في الحديدة خلال ليل الاحد الاثنين بعد ان سار عشرات الالاف من المتظاهرين باتجاه القصر الجمهوري في المدينة الساحلية للمطالبة برحيل صالح. من جهتها، افادت صحيفة نيويورك تايمز الاحد نقلا عن مسؤولين اميركيين ويمنيين ان الحكومة الاميركية في طور سحب دعمها للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتسهيل رحيله. واشارت الصحيفة الاميركية الى ان واشنطن دعمت منذ زمن طويل صالح الموجود في الحكم منذ العام 1978، مضيفة ان ادارة الرئيس باراك اوباما "تجنبت انتقاده علنا". الا ان الصحيفة اوردت ان مسؤولين اميركيين ابلغوا حلفاءهم اليمنيين ان هذا الموقف الاميركي غير قابل للاستمرار بالنظر الى الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي يواجهها وأن على الرئيس اليمني مغادرة السلطة. ولفتت نيويورك تايمز الى ان هذا الامر لا يؤدي في المقابل الى اعادة النظر في موقف واشنطن من العمليات الاميركية لمكافحة الارهاب في اليمن. وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه للصحيفة ان المواجهة المستمرة بين صالح ومعارضيه "كان لها اثر سلبي مباشر على الامن في سائر انحاء اليمن". وبحسب برقيات دبلوماسية سرية كشفها موقع ويكيليكس مؤخرا، فإن مسألة خلافة الرئيس اليمني مطروحة منذ العام 2005 في الولاياتالمتحدة. وسقوط حليف واشنطن سيمثل بحسب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس "مشكلة حقيقية". وقتل اكثر من مئة شخص منذ بدء التحركات الاحتجاجية في اليمن نهاية كانون الثاني/يناير بحسب تقديرات متطابقة.