توعدت الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الاحد اسرائيل بالرد على "جرائمها"، مؤكدة انها تدرس "طبيعة هذا الرد" وسط توتر على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة. وفي مؤتمر صحافي مشترك في قطاع غزة، قال ممثلو الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية انها "توافقت في ما بينها في فترات سابقة على التهدئة الميدانية (...) قطعا للطريق على الاحتلال". واضافت "لكن يبدو ان العدو فهم هذا التوافق فهما خاطئا، فأقدم على تنفيذ العديد من الجرائم ضد شعبنا"، مشيرة الى ان "عدد الشهداء في آذار/مارس بلغ 18 وعشرات الجرحى وعشرات الغارات والاعتداءات" في القطاع. وعددت الفصائل خصوصا اغتيال ثلاثة من مجاهدي سرايا القدس واغتيال ثلاثة من قادة كتائب عز الدين القسام فجر السبت، مؤكدة ان "هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب وسيتحمل العدو كافة عواقبها". كما اشارت الى "ارتكاب مجزرة بشعة بحق الاطفال والمدنيين شرق حي الشجاعية" في 22 آذار/مارس عندما شنت اسرائيل عدة غارات اسفرت عن مقتل ثمانية فلسطينيين هم اربعة من مقاتلي الجهاد الاسلامي واربعة فلسطينيين مدنيين في الشجاعية. وكانت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمها حماس والجهاد الاسلامي اعلنت في 26 آذار/مارس الماضي التزامها بالتهدئة اذا التزمت اسرائيل بها. لكن في اليوم التالي اعلنت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان اثنين من ناشطي حركة الجهاد الاسلامي قتلا وجرح ثالث الاحد في غارة اسرائيلية شنتها طائرة بدون طيار شمال قطاع غزة. واكدت الاجنحة العسكرية انها "تدرس طبيعة الرد على هذه الجريمة ولديها الخيارات الكثيرة التي تمكنها من ردع الاحتلال"، مؤكدة انها "ستتوافق على ذلك وفق تقديراتها الميدانية". وشارك في المؤتمر الصحافي ممثلون عن كتائب القسام وسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي والوية الناصر صلاح الدين (لجان المقاومة الشعبية) وكتائب ابو علي مصطفى (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وكتائب المقاومة الوطنية (الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين). كما شاركت مجموعة نبيل مسعود احدى مجموعات شهداء الاقصى، وهي قريبة من حماس. وتابعت ان "ارتكاب العدو لهذه الجريمة نذير شؤم عليه وسيندم قادة الاحتلال المغفلين على اللحظة التي فكروا فيها بارتكاب هذه الحماقات". وقتل ثلاثة من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، واصيب آخر بجروح في غارتين جويتين اسرائيليتين في القطاع قبل اسبوع. كما قتل ثلاثة من القادة الميدانيين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ليل الجمعة السبت في غارة جوية شنتها اسرائيل على سيارة جنوب قطاع غزة. واكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان الغارة استهدفت ناشطين من حماس كانوا يعدون لهجمات ضد سياح اسرائيليين في صحراء سيناء بمناسبة عيد الفصح اليهودي المقبل. الا ان الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية رأت ان هذه الحجة تهدف الى "الوقيعة بيننا وبين القيادة المصرية"، مؤكدة ان "هذه الادعاءات ما هي الا غطاء جاهزا يستخدمه الاحتلال لتغليف الجريمة بمبررات مفبركة كاذبة ولا اساس لها من الواقع". ويسود توتر على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة بعد ان شهدت المنطقة تصعيدا بسبب اطلاق رشقات من قذائف الهاون من شمال غزة على جنوب اسرائيل. وردت اسرائيل بغارات وقصف في اسوأ تصعيد منذ الحرب الاسرائيلية على غزة بين كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009 لوقف اطلاق الصواريخ منه على اراضيها الجنوبية، وقتل فيها 1400 فلسطيني.