نيويورك (رويترز) - قال بيل هربرت المحلل لدى سايمونز اند كو ان السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم طلبت على غير المتوقع من شركات الخدمات النفطية زيادة عدد منصاتها النفطية نحو 30 بالمئة لتعزيز الطاقة الانتاجية. وكتب هربرت في مذكرة بحثية أن شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية التقت بشركات خدمات نفطية رائدة من بينها هاليبرتون مطلع الاسبوع حيث كشفت عن خطط لزيادة عدد المنصات العاملة في البلاد هذا العام والعام القادم الى 118 منصة من حوالي 92 حاليا. وقال هربرت بالهاتف من هيوستون "كان من المتوقع أن تخطو السعودية بحذر على صعيد طاقتها الانتاجية لذا لم يكن هذا متوقعا. "علاوة المخاطر في الشرق الاوسط ارتفعت. ومع تراجع الانتاج الليبي قد تشعر السعودية بأنه ينبغي أن تكون مستعدة لطاقة انتاجية أعلى." وأكثر من أي بلد اخر تحدد السعودية دورها الدولي بالقدرة على زيادة انتاج النفط سريعا لتلبية طلب متنام أو تغطية تعطيلات في مناطق أخرى مثل انهيار الشحنات الليبية في الاونة الاخيرة. واستجابت المملكة بضخ 500 ألف الى 750 ألف برميل يوميا اضافية في الاسابيع الاخيرة حسبما ذكر محللون. وقال بيتر بوتل محلل النفط لدى كاميرون هانوفر في كونيتيكت "انها مسألة وجودية بالنسبة للسعودية. يجب أن تضمن توافر طاقة غير مستغلة كافية والا تقلص دورها العالمي." لكن من غير الواضح بعد ان كانت المملكة تريد زيادة الطاقة غير المستغلة لاكثر من نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا وهو المستوى الذي يقال ان أرامكو تملكه. وقل محللون ان زيادة انتاج السعودية في الاونة الاخيرة الى حوالي تسعة ملايين برميل يوميا ربما أثار قلق أرامكو بشأن قدرتها على ضخ المزيد اذا احتاج العالم لكميات أكبر بكثير. وقال روجر ريد العضو المنتدب لدى مورجان كيجان في هيوستون "في مطلع العام كانوا ينتجون نحو 8.5 مليون برميل يوميا من النفط وكنا نقبع فوق حوالي 3.5 مليون برميل يوميا من الطاقة غير المستغلة. اضطروا الى زيادة الانتاج ما بين 500 ألف و750 ألف برميل يوميا بعد خروج ليبيا من السوق ومن ثم فان طاقتهم الاحتياطية منخفضة كثيرا بالفعل." وقال محلل بقطاع النفط مقيم في نيويورك ويرصد الانتاج السعودي طالبا عدم كشف هويته "يمكن أن تنظر للامر باحدى طريقتين. اما أنهم يدركون أن ثلاثة ملايين برميل يوميا من الطاقة غير المستغلة لا يكفي أو أنهم يدركون أن طاقتهم ليست بهذا الارتفاع في واقع الامر." ولم تجر السعودية نقاشا علنيا لخطط لزيادة طاقتها الاجمالية منذ استكملت مشروعا بقيمة 100 مليار دولار لرفعها ثلاثة ملايين برميل يوميا الى مستوى "قابل للاستمرار" عند 12 مليون برميل يوميا العام الماضي. وقال هربرت ان السعودية تريد زيادة عدد المنصات سريعا في النصف الثاني من 2011 والنصف الاول من العام القادم وانها "تنفض التراب" عن مشروع المنيفة الذي سيبلغ انتاجه 900 ألف برميل يوميا لكنه يمضي ببطء وتبلغ قيمة استثماراته 16 مليار دولار. وأضاف أن الخطط "ايجابية بوضوح" لشركات الخدمات النفطية التي ارتفعت أسهمها بقوة يوم الاثنين. وارتفع سهم هاليبرتون أربعة بالمئة الى 47.90 دولار في بورصة نيويورك بعدما لامس أعلى مستوى في 52 أسبوعا. وارتفعت أسهم شلومبرجر أكثر من أربعة بالمئة في حين زاد سهم بيكر هيوز 3.8 بالمئة. وقالت هاليبرتون في ساعة متأخرة يوم الاثنين انها ستسرع العمل في المنيفة وهو مشروع لاستغلال احتياطيات بحرية ضخمة من الخام الثقيل وذلك اثر مناقشات جرت في الاونة الاخيرة مع السعودية. كانت الشركة فازت في 2008 بعقد لتقديم خدمات الحفر والاعمال ذات الصلة في 93 بئرا بالمنيفة شمال شرقي السعودية. وقال محلل في مؤتمر هوارد ويل للنفط في نيو أورليانز لرويترز ان أندرو جولد الرئيس التنفيذي لشركة شلومبرجر أسر الى المحللين يوم الاثنين بأنه تشجع بالتزام السعودية تجاه زيادة الطاقة غير المستغلة بصرف النظر عن أي تراجع في أسعار النفط. وبشكل منفصل قال جولد ان تعطل الانشطة النفطية في مناطق أخرى بالشرق الاوسط وافريقيا سيؤثر على الارجح في نتائج أعمال شلومبرجر للربع الاول من العام. (شارك في التغطية ديفيد شيبرد في نيويورك وبرادن ريدال في نيوأورليانز)