عمد سكان سرت، مسقط راس معمر القذافي، الاحد الى الفرار من المدينة خشية الغارات الجوية لقوات التحالف ووصول المتمردين الذين يتقدمون بسرعة نحو الغرب. وقصفت قوات التحالف الدولي الاثنين مواقع في مدينتي سبها (جنوب) ومزدة جنوبيطرابلس، بينما دوى انفجاران كبيران في تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس، كما افادت مصادر رسمية ليبية وشهود عيان. وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس انه سمع صباح الاثنين دوي انفجارين في منطقة تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة، مرجحا ان يكون مصدرهما قصف من التحالف الدولي. وفي سبها، معقل العقيد معمر القذافي في جنوب البلاد، افاد شاهد وكالة فرانس برس ان المدينة تعرضت اعتبارا من الساعة الرابعة من فجر الاثنين لقصف "عنيف" و"كثيف جدا" من قبل التحالف الدولي، موضحا انه "تم اجلاء سكان من بيوتهم الى المزارع المحيطة بالمدينة. بدوره اعلن مصدر عسكري لوكالة الانباء الليبية الرسمية عن "تعرض مواقع مدنية وعسكرية بمدينة مزدة (200 كلم جنوبطرابلس) في الساعات الاولى من صباح اليوم الاثنين الى قصف العدوان الاستعماري الصليبي" في اشارة الى التحالف الدولي. من جانبه، اعلن حلف شمال الاطلسي انه سيتولى "فورا" قيادة كل العمليات العسكرية في ليبيا بعدما تولاها تحالف تقوده الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. وفي بيان، اكد الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن ان الحلف سيتولى "فورا القيادة العملانية" في ليبيا. وسقط المصب النفطي في راس لانوف شرق ليبيا صباح الاحد بايدي الثوار، كما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس. ويقع هذا المصب على بعد 210 كلم غرب اجدابيا التي سيطر عليها المتمردون السبت. وقال احد الثوار محسن عمر (30 عاما) ان قوات القذافي "هربت مساء امس بعد الغارة الجوية. لقد هربوا واليوم نحن نطاردهم. لن نتوقف قبل ان نحرر مصراته ومن ثم طرابلس". وفيما تراجعت قوات القذافي في اتجاه سرت (200 كلم غرب)، بدا المتمردون في انتظار قصف قوات التحالف للتقدم الى هذه المدينة التي فر مئات من سكانها في اتجاه طرابلس خشية الغارات الدولية ووصول المتمردين، وفق مراسل فرانس برس. وافاد مراسلا فرنس برس في كل من سرت وطرابلس ان هاتين المدينتين تعرضتا مساء الاحد لقصف جوي من قوات التحالف الدولي من دون الاشارة على الفور الى المواقع المحددة التي استهدفها هذا القصف. وكان مسلحون بالزي العسكري او المدني يجولون في سرت على متن سيارات بيك اب رافعين صورا للقذافي، وعمد بعضهم الى اطلاق النار في الهواء. واعلنت وزارة الدفاع البلجيكية ان مقاتلات بلجيكية هاجت بعد ظهر الاحد هدفا ارضيا في ليبيا. وهذه العملية هي اول هجوم تشنه طائرات بلجيكية منذ بدء التدخل العسكري للائتلاف الدولي في ليبيا في 19 اذار/مارس. وقال مصدر مطلع لوكالة بلجا البلجيكية ان "الهدف تم تحقيقه" و"لم يتم تسجيل سقوط ضحايا مدنيين". ولم يتم تقديم مزيد من التفاصيل. واعلن البنتاغون ان الولاياتالمتحدة التي اعلنت رغبتها في الانتقال سريعا الى دور مؤازر لقوات الائتلاف، واصلت الاحد شن غالبية العمليات الجوية في ليبيا. وبحسب المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الاميركية، فمن اصل 167 طلعة جوية تم تسجيلها بين الساعة 19,30 تغ السبت والساعة 15,00 تغ الاحد، 97 منها نفذتها طائرات اميركية اي ما نسبته 58%. وشنت المقاتلات الفرنسية الاحد غارات جوية على مدرعات ليبية و"مخزن كبير للذخيرة" في منطقتي مصراته والزنتان بغرب البلاد، وفق ما اعلنت هيئة اركان الجيش الفرنسي في باريس. والسبت، شكلت استعادة مدينة اجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي) ومدينة البريقة النفطية (80 كلم غربا) اول انتصار للثوار منذ بدء التدخل العسكري الدولي في 19 اذار/مارس. واوضح المتحدث باسم المتمردين في بنغازي شمس الدين عبد الملا انه منذ الخميس ساهمت الغارات "في تهيئة ساحة المعركة" وقام ضباط وجنود انضموا الى الثوار بدور رئيسي ونسقوا هجماتهم مع التحالف. من جانبه، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاحد ان الهدف العسكري للتدخل في ليبيا ليس الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي لان "اي تغيير للنظام، امر معقد جدا" في تطبيقه. لكنه اكد ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان مقربين من العقيد معمر القذافي بدأوا "بالانشقاق" اثر تدخل التحالف الدولي في ليبيا. واعتبر غيتس ان الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة استقرار تونس ومصر وتعريض ثورتيهما الى "الخطر" وذلك في معرض تبريره للتدخل الاميركي في هذا البلد. واعلنت قطر الاثنين اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا "ممثلا شرعيا وحيدا" للشعب الليبي لتصبح اول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة، حسبما افادت وكالة الانباء القطرية. وذكرت الوكالة ان قطر التي تشارك في عمليات الحظر الجوي في ليبيا "قررت الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي".