في تصعيد نوعي اطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي صاروخين من نوع "غراد" على مدينة بئر السبع جنوب اسرائيل قبل ساعات من تشييع ثمانية قتلى في غارات جوية اسرائيلية وسط دعوات للثأر. وشارك الاف الفلسطينيين الغاضبين في تشييع القتلى الثمانية في مدينة غزة وهم اربعة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا في حي الشجاعية، واربعة من مقاتلي حركة الجهاد الاسلامي قتلوا في غارة جوية مساء الثلاثاء. وردد المشيعون هتافات تدعو للثار ومنها "يا شهيد يا حبيب بدنا الرد في تل ابيب" و"الانتقام الانتقام يا سرايا ويا قسام" وهما سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، وكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وانطلق المشيعون الغاضبون في مسيرات باتجاه المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة حيث اديت صلاة الجنازة بمشاركة عدد من قادة حركتي حماس وفتح، ثم سارت مسيرة الجنازة الراجلة الى مقبرة "الشهداء" القريبة من الحدود مع اسرائيل شمال شرق مدينة غزة. ولفت جثامين القتلى التي وضعت على حمالات بلاستيكية باعلام فلسطين ورايات حركة الجهاد. وتوعد الناطق باسم سرايا القدس ويدعى ابو احمد الذي شارك في الجنازة لوكالة فرانس برس "بمزيد من القصف والرد النوعي في الايام القادمة من المقاومة ردا على جريمة الاحتلال". واتهم اسرائيل بانها "تستغل الاحداث الجارية في العالم لتوجيه ضربة قوية للمقاومة في غزة باستفزاز المقاومة باستهداف المدنيين والمقاومين"، في اشارة الى الثورات الجارية في عدد من الدول العربية، والحظر الجوي على ليبيا. وشدد نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الذي شارك في التشييع ايضا على "ضرورة الرد على العدوان"، الاسرائيلي مؤكدا ضرورة "استعادة الوحدة الوطنية". واشار عزام الى ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي "متواصل حتى تحرير ارض فلسطين من دنس الصهاينة واستعادة الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المسلوبة". وشارك عشرات المسلحين من عناصر سرايا القدس في التشييع واطلق بعضهم الرصاص بكثافة في الهواء خلال التشييع. وميدانيا شن الطيران الاسرائيلي غارة استهدفت مجموعة مقاتلين كانوا شرق مدينة غزة يطلقون قذائف هاون على اسرائيل دون اصابات بحسب شهود عيان. واصيب شاب فلسطيني (20 عام) بشظايا قذيفة اسرائيلية ،اطلقتها المدفعية الاسرائيلية على حدود شرق مدينة غزة، بجروح متوسطة في الوجه بحسب مصادر طبية فلسطينية. واعلنت سرايا القدس صباح الاربعاء مسؤوليتها عن اطلاق ثلاثة صواريخ من نوع غراد على مدينة بئر السبع واشدود في جنوب اسرائيل ردا على "المجازر الصهيونية" في غزة. وتوعدت سرايا القدس ان الرد على مقتل اربعة من عناصرها سيكون "بحجم الجريمة .. والعدو سيرى ذلك قبل ان يسمعه". ومساء اعلنت لجان المقاومة الشعبية عن قيامها ب "قصف موقع زكيم العسكري ب 6 قذائف هاون ردا على العدوان". واعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي الاربعاء ان "صاروخ غراد سقط في وسط مدينة بئر السبع وان رجلا اصيب بجروح طفيفة بسبب الشظايا وقد نقل الى المستشفى". واكدت سرايا القدس انها اطلقت ثلاثة قذائف مورتر على موقع اسرائيلي عسكري في نقطة عبور نحال العوز شرق مدينة غزة. من جهة ثانية اعلنت جماعة "جيش الامة" السلفية القريبة فكريا من تنظيم القاعدة انها اطلقت فجرا صاروخا من نوع تسميه "القعقاع" تجاه موقع عسكري اسرائيلي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة "ردا على الجرائم" الاسرائيلية. واعلن المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفلد "لقد اطلق صاروخ اخر على بئر السبع، لكنه سقط في منطقة غير مأهولة دون ان يؤدي الى جرحى او اضرار". وسمع مصور لوكالة فرانس برس دوي انفجار. وتبعد بئر السبع 40 كلم تقريبا عن قطاع غزة وهي ابعد من المدن الاسرائيلية الاخرى التي تستهدفها المجموعات الفلسطينية عادة. وسبق ان اصيبت بصاروخ اطلقته الجهاد الاسلامي في 23 شباط/فبراير. من جهة اخرى، اطلقت سبع قذائف خلال الصباح من قطاع غزة على جنوب اسرائيل في منطقة قريبة من الحدود، دون ان تؤدي الى سقوط جرحى او اضرار، بحسب متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي، حيث سقطت في حقل في منطقة اشكول. وتأتي عمليات اطلاق الصواريخ في الوقت الذي يهدد فيه تصعيد المواجهات بين اسرائيل والمجموعات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة بالتحول الى ازمة. من جانبه حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من ان اسرائيل "سترد بالمثل" على الهجمات التي تتعرض لها من غزة. ونددت فرنسا ب"مقتل اربعة مدنيين فلسطينيين" بنيران اسرائيلية على قطاع غزة الثلاثاء و"كررت تنديدها لاطلاق صواريخ ضد اهداف مدنية في جنوب اسرائيل"، حسبما اعلنت وزارة الخارجية الاربعاء.