سمع دوي اسلحة ثقيلة صباح الاثنين في حي يوبوغون في ابيدجان قرب منزل الجنرال فيليب مانغو قائد الجيش الموالي للرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، بحسب شهود عيان. وهي المرة الاولى التي تسمع فيها طلقات نارية في هذه المنطقة التي تعد معقلا لغباغبو، منذ بدء الازمة في البلاد بين غباغبو المنتهية ولايته والحسن وتارا الذي اعترف المجتمع الدولي بفوزه في الانتخابات الرئاسية. وقد اسفرت هذه الاضطرابات عن سقوط 400 قتيل حتى الان بحسب الاممالمتحدة، وهي تضع البلاد على شفير حرب اهلية. وسمعت هذه الطلقات في حي يوبوغون شرق ابيدجان، الذي يعد معقل غباغبو، غداة تقدم معارضيه في غرب البلاد واعتراف الاتحاد الافريقي بفوز خصمه الحسن وتارا في الانتخابات الرئاسية. وأفاد احد السكان لوكالة فراس برس انه قرابة الساعة 5,00 بالتوقيتين المحلي والعالمي "استيقظنا على طلقات اسلحة ثقيلة تلتها طلقات اسلحة رشاشة"، من دون ان يتمكن من تحديد مصدر النيران. وتحدث شخص آخر من السكان عن "طلقات قذائف هاون ورصاص كلاشينكوف" متواصلة من الصباح، وأكد شاهد آخر ان مصدر الطلقات المدخل الجنوي للحي. ويشهد حي ابوبو شمال ابيدجان منذ منتصف شباط/فبراير اعمال عنف ومواجهات في المناطق الموالية للحسن وتارا. والسبت، شنت القوات الموالية لغباغبو هجوما واسعا لاخراج المتمردين من ابوبو، ما أسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل. لكن هذه العملية لم تغير شيئا في الواقع الميداني، اذ ما زال المعارضون لغباغبو يسيطرون على جزء كبير من ابوبو. ويناقش مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة الاثنين تقريرا حول الاوضاع في ساحل العاج يدعو الى تشكيل لجنة تحقيق دولية حول انتهاكات حقوق الانسان في هذا البلد. ويشير التقرير الذي اعدته مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى "تدهور حاد في الاوضاع" منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2010. وجاء في التقرير "ان اعضاء قوات الدفاع والامن الموالية للوران غباغبو مارست استخداما مفرطا وقاتلا للقوة لقمع المعارضين السياسيين، ما يدخل البلاد في الاضطراب ويخلق مناخا من الخوف والشك والقمع". ويجري نقاش التقرير فيما نددت باريس بشدة "باعمال العنف" التي وقعت السبت وارتكبتها القوات التابعة لغباغبو "ضد السكان المدنيين" في حي ابوبو في العاصمة ابيدجان ودعت الرئيس المنتهية ولايته الى التنحي كما اعلنت الخارجية الفرنسية الاثنين. أما على الجبهة الغربية في البلاد، فإن المتمردين السابقين المتحالفين مع الحسن وتارا سيطروا الاحد على مدينة دوكي، بين توليبلو وبلوليكين. ومنذ منتصف شباط/فبراير، سيطر المتمردون على اربع مناطق في هذه المنطقة الحدودية المحاذية لليبيريا موسعين بذلك المناطق التي يسيطرون عليها منذ العام 2002. وتعد السيطرة على مدينة توليبلو في السادس من اذار/مارس اهم تقدم حققه هؤلاء المتمردون. ويحاول انصار وتارا استعادة مدينة بلوليكين، التي تبعد حوالى عشر كيلومترات عن دوكي، والتي من شأنها ان تفتح لهم ممرا الى وسط غرب البلاد ومرفأ سان بدرو في الجنوب الغربي، أكبر مرفأ لتصدير الكاكاو الى العالم. وقد فر مئات من الجنود في القوات الموالية لغباغبو ولجأوا الى ليبيريا بعد معارك توليبلو، على ما افاد نازحون. ونزح نحو 75 الف شخص من ساحل العاج الى ليبيريا هربا من اعمال العنف التي تجتاح البلاد منذ بدء الازمة، نصفهم فروا قبل شهر.