وصل الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاحد الى العاصمة الهندية نيودلهي قادما من مدينة مومباي، وذلك في المرحلة الثانية من زيارته للهند التي تستمر ثلاثة ايام. وكان اوباما قد قضى يوما ونصف اليوم في مومباي، عاصمة الهند التجارية، التقى خلالها برجال اعمال وطلبة هنود. ومن المقرر ان يجري الرئيس الامريكي اجتماعات يوم غد الاثنين مع كبار المسؤولين الهنود، كما سيحضر مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ. كما سيلقي اوباما كلمة في البرلمان الهندي، ويحضر مأدبة عشاء ستقام على شرفه. وكان اوباما قد قال في مومباي إن الولاياتالمتحدة والهند موحدتان ضد الارهاب، وذلك في كلمة القاها امام فندق تاج محل، احد اهداف الهجمات الدامية التي نفذها مسلحون اسلاميون في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 في عاصمة الهند الاقتصادية. وقال اوباما ان قراره بدء زيارته للهند في هذا الموقع بالذات، يشير الى تصميمنا على ضمان مستقبل من الامن والازدهار لشعبنا ، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة والهند موحدتان . ومن 26 الى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، اقتحمت مجموعة من عشرة رجال مدججين بالسلاح فندق تاج محل ومطعما يؤمه السياح ومركزا يهوديا في مومباي، فأوقعوا 166 قتيلا واكثر من 300 جريح. وبعدما وقع سجل التعازي امام الفندق، وقف الرئيس الامريكي الذي ترافقه زوجته ميشيل، دقيقة صمت امام النصب التذكاري الذي نحتت عليه اسماء الضحايا. وقتل واحد وثلاثون شخصا منهم 12 من الموظفين في الفندق. واختار اوباما وزوجته النزول في هذا الفندق الفخم خلال زيارتهما التي تستمر يومين للعاصمة الاقتصادية للهند. وهما اول ضيفين رفيعي المستوى منذ الاعتداءات. وقال اوباما لن ننسى الصور الرهيبة التي شاهدناها في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، والنار الذي الهب السماء في الليل. ولن ننسى كيف بكى العالم بما فيه الشعب الامريكي مع الهند . لكنه اضاف ان صمود الشعب الهندي شكل تناقضا لافتا مع وحشية الارهابيين . واوضح ان الهند والولاياتالمتحدة، اكبر ديمقراطيتين في العالم، يمكنهما النظر الى المستقبل بثقة ذلك ان التاريخ الى جانبنا لان الذين استهدفوا ابرياء لا يفعلون سوى التسبب بالموت والخراب . واكد اوباما ان ما نسعى الى بنائه هو ان نستقبل اناسا من اصول وطوائف مختلفة وان نقدم الى مواطنينا مستقبلا يشعرون فيه بالكرامة والفرص . وخلص اوباما الى القول ان الهند والولاياتالمتحدة تعملان بشكل وثيق اكثر من اي وقت مضى لاستئصال التطرف واحالة المسؤولين عنه الى القضاء، قائلا انه يريد تعزيز العلاقات الثنائية في مجال مكافحة الارهاب. ووصل الرئيس الامريكي الى مومباي، في المحطة الاولى من جولة اسيوية يقوم بها لدعم حصة بلاده في اسواق هذه المنطقة. وهبطت الطائرة الرئاسية الاميركية اير فورس وان في مومباي قبيل الساعة 12.50 بالتوقيت المحلي (7.20 بتوقيت جرينيتش). والهند هي المحطة الاولى من جولة تستمر 10 ايام في اربعة بلدان، للدفاع عن نفوذ الولاياتالمتحدة في منطقة تسجل حيوية اقتصادية كبيرة وتثير امالا في ايجاد اسواق جديدة للمنتجات الامريكية. وتأتي زيارته بعد الهزيمة التي مني بها الديمقراطيون في الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية. وشكل وضع الاقتصاد الامريكي في تلك الانتخابات أحد ابرز الاسباب خلف استياء الناخبين. مشرف وخيبة الأمل أمام ذلك، اعرب الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف عن خيبة أمله من استثناء بلاده من جولة أوباما. وقال القائد العسكري السابق الذي غادر الحكم عام 2008: اعيش هذا الامر كخيبة امل . كما انتقد مشرف الرئيس الامريكي لعدم اعلانه اي موقف حيال اقليم كشمير، وهي المنطقة في جبال الهملايا المتنازع عليها بين الهند وباكستان. وقال هذا لا يعطي انطباعا جيدا للباكستانيين ، مضيفا: هم ياخذون ذلك كما لو ان الولاياتالمتحدة او الرئيس الامريكي لا يكترثان بالحساسية الشخصية وبمصالح باكستان .