يستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت في باريس الرهائن الثلاثة الذين افرج عنهم الجمعة في النيجر بعد احتجازهم لاكثر من خمسة اشهر في الصحراء لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقد افرج عن الفرنسية فرانسواز لاريب والملغاشي جان كلود باكوتوريلالاو والتوغولي الكس اهونادو ليل الخميس الجمعة في منطقة قرب نقطة تقاطع حدود الجزائر ومالي والنيجر التي ينشط فيها التنظيم. وافاد مصدر قريب من ساركوزي لفرانس برس ان "رئيس الجمهورية يستقبل في الساعة 14,30 (13,30 تغ) الرهائن الثلاثة وعائلاتهم". من جانبها افادت اذاعة فرانس انفو ان طائرة فالكون تابعة لرئاسة الجمهورية الفرنسية التي اجلت الرهينة الفرنسية من نيامي، فرانسواز لاريب، حطت في مطار فيلاكوبلاي العسكري قرب باريس. واضافت الاذاعة ان سيارة اسعاف غادرت المطار بعد ذلك. وفرانسواز لاريب (60 سنة) التي قضت عدة اشهر محتجزة، مصابة بالسرطان. وينتمي الرهائن الثلاثة المفرج عنهم الى مجموعة من سبعة اشخاص خطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في ايلول/سبتمبر 2010 في شمال النيجر. وبعد الافراج عنهم في اراضي النيجر نقلوا اولا الى نيامي كما اعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة. ولم تتوفر اي توضيحات حول ظروف الافراج عنهم ولا مصير الرهائن الاربعة المتبقين وكلهم رجال فرنسيون. واكد مصدر قريب من الوساطة المالية والنيجيرية شارك في المفاوضات ان فدية دفعت مقابل الافراج عن الرهائن الثلاثة بدون كشف قيمتها ومن الذي دفعها. وشكر الرئيس ساركوزي الجمعة النيجر و"الذين ساهموا في هذا الافراج وخاصة شركة اريفا وفينتشي-ساتوم" التي كان الرهائن يعملون فيها باستثناء الفرنسية لاريب وهي زوجة احد كوادر اريفا ما زال محتجزا. وشكرت حكومة توغو مساء الجمعة النيجر ومالي وفرنسا على "الخبر السار الذي يضع حدا لانتظار طال اسابيع عدة" كما اعلن وزير ادارة الاراضي والناطق باسم الحكومة باسكال بودجونا. وفي 16 ايلول/سبتمبر 2010 خطفت فرانسواز لاريب وزوجها وثلاثة فرنسيين اخرين وملغاشي يعملون في شركة ساتوم الفرع في اريفا من موقع ارليت لاستخراج اليورانيوم الذي تعمل فيه اريفا شمال النيجر. وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي لديه قواعد خلفية في مالي وينشط على حدود عدد من بلدان الساحل والصحراء، عملية الخطف في 21 ايلول/سبتمر وفي الثلاثين بث صورهم مرفوقة بشريط صوتي. ودعا زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي اعلن التنظيم ولاءه اليه في 2006، مرتين فرنسا الى سحب قواتها من افغانستان مقابل الافراج عن الرهائن لكن الحكومة الفرنسية رفضت. وافاد مصدر اخر قريب من الوساطة الجمعة "اننا اقنعنا الخاطفين" بان الافراج عن الرهائن "ليست قضية بن لادن بل قضيتهم". وذكرت مصادر في مالي واخرى فرنسية ان الرهائن ظلوا محتجزين فترة طويلة في شمال شرق مالي في جبال منطقة تيمترين الجبلية الصحراوية القريبة من الجزائر. لكن مصدرا ماليا قريبا من الملف اكد في 23 كانون الثاني/يناير انهم تفرقوا ونقلوا خارج مالي. وخطف مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة شابين فرنسيين في السابع من كانون الثاني/يناير في قبل نيامي لكنهما قتلا في اليوم التالي في مالي خلال عملية عسكرية فرنسية نيجيرية كانت تهدف لانقاذهما. واعربت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون السبت عن "ارتياحها العميق وفرحتها الكبيرة لاعلان الافراج عن الرهائن الثلاثة" واضافت "اننا لا ننسى الفرنسيين الاربعة الذين ما زالوا محتجزين وعائلاتهم واقاربهم".