تصدر ارتفاع أسعار النفط والثورات الشعبية التي أطاحت بالفعل برئيسين جدول أعمال منتدى الطاقة الدولي الذي يجمع الدول المنتجة والمستهلكة وتستضيفه السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم يوم الثلاثاء. وقال وزراء سعوديون ومن دول أخرى على هامش المنتدى انه لا حاجة حتى الان لزيادة امدادات الخام الى أسواق النفط حيث أن تتلقى امدادات جيدة. لكن ممثلين عن الدول المستهلكة يقولون ان الاسعار التي تجاوزت المئة دولار تشكل خطرا على النمو الاقتصادي. ولم يتحدث وزير البترول السعودي علي النعيمي الى الصحفيين بعد وحصر تعليقاته في كلمة ترحيب. وقال نائبه يوم الاثنين ان السوق بها امدادات وفيرة. وقال وزير النفط الاماراتي محمد بن ظاعن الهاملي يوم الثلاثاء ان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستتدخل اذا دعت الحاجة لكن الامدادات تصل الى السوق حتى الان. وأضاف أن الاحداث الجارية في الشرق الاوسط لم تحل دون تسليم النفط الخام في موعده الى السوق. ومضى يقول ان المنظمة تتابع الاوضاع في ليبيا مضيفا أن ارتفاع الاسعار هو رد فعل للوضع الراهن. وارتفعت أسعار النفط هذا الاسبوع متجاوزة 108 دولارات للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها في عامين ونصف العام بعد امتداد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري الى ليبيا العضو بمنظمة أوبك في حين مازال الزعيم الليبي معمر القذافي متشبثا بالسلطة. وفي اندونيسيا قال فاتح بيرول كبير اقتصاديي وكالة الطاقة الدولية ان اسعار النفط "تنطوي على خطر حقيقي بالنسبة للتعافي الاقتصادي العالمي" وان الوكالة التي تمثل الدول المستهلكة مستعدة لسحب النفط من الاحتياطيات اذا دعت الحاجة. ومن المقرر أن يلقي نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلمة أمام منتدى الطاقة الدولي يوم الثلاثاء. وحتى اندلاع الاحتجاجات على حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما في العاصمة الليبية الاسبوع الماضي كان كثيرون في سوق النفط العالمية يفترضون أن ثروة البلاد النفطية ستكون كافية لاحتواء الاضطراب. والاضطرابات الليبية لها مغزى كبير خاصة للاسواق النفطية لانها عطلت الامداد ورغم أن الكمية المتأثرة حتى الان يمكن تعويضها فقد تنامت مخاوف بشأن المدى الذي قد تمتد اليه الاضطرابات. والسيناريو الذي لا يمكن تصوره هو تعطل امدادات السعودية والتي تضخ نحو عشرة بالمئة من النفط العالمي وتمتلك اكبر فائض في الطاقة الانتاجية في العالم. والسعودية هي البلد المنتج الوحيد القادر على الاستجابة سريعا بضخ كميات كبيرة من النفط لتعويض أي نقص كبير في الامدادات. ومازالت اسعار النفط أقل كثيرا من اعلى مستوياتها على الاطلاق البالغ اكثر من 147 دولارا للبرميل والمسجل في يوليو تموز 2008. ودفع ذلك الصعود السعودية لعقد محادثات طارئة في مدينة جدة الساحلية على البحر الاحمر وتعهدت بضخ المزيد من النفط اذا احتاجت السوق. وفي اعقاب ذلك زاد صعود الاسواق قبل ان تهوي الى اعلى قليلا من 30 دولارا للبرميل بفعل الازمة المالية العالمية. وترتب على ذلك اتفاق منظمة أوبك على اكبر خفض للانتاج على الاطلاق في ديسمبر كانون الاول 2008 ولم تغير سياستها الانتاجية رسميا منذ ذلك الحين رغم أنها زادت فعليا الانتاج فوق المستويات المستهدفة. وليس من المقرر ان تجتمع المنظمة رسميا لاعادة تقييم سياسة الانتاج قبل يونيو حزيران. وتحظى السوق الان بامدادات أفضل ومخزونات أعلى مقارنة مع 2008 حينما قادت الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة قفزة في الطلب. لكن المخاطر السياسية تثير قلقا أكبر. وقال بل فارين برايس المحلل لدى بتروليوم بوليسي انتلجنس "اعتقد أن موضوع الاستقرار الاقليمي يطغى على جميع المخاوف بشأن الاسعار في الوقت الحالي." وأضاف "لا يريدون تكرارا لما حدث في 2008 لكن صراحة هذا يأتي في المرتبة الثانية بعد استعادة الاستقرار الذي يأتي على رأس الاولويات الان." من ريم شمس الدين وحميرة باموك