كريم فؤاد محيط: فيما تترقب أسواق النفط العالمية ما سيخرج به وزراء منظمة "أوبك" من قرارات تتعلق باستقرار أسواق النفط العالمية خلال اجتماعهم النصف السنوي في فيينا، أصدر محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة الإماراتي الرئيس الحالي لمنظمة أوبك تصريحات في مسعى لتطمين أسواق النفط العالمية والمحافظة على استقرارها. وفي هذا السياق أعلن الهاملي، إن الدول الأعضاء في المنظمة شرعت في تنفيذ 100 مشروع نفطي بقيمة تصل إلى 120 مليار دولار إلى جانب تنفيذ عدد من المشاريع الأخرى التي تتصل بالبنية التحية لصناعة النفط وإنشاء خطوط الأنابيب ومصافي التكرير وذلك للحيلولة دون ارتفاع أسعار النفط العالمية، وتوفير الإمدادات الكافية لأسواق النفط الخام. وأشار رئيس أوبك إلى التزام المنظمة بتوفير الإمدادات الكافية من النفط الخام لأسواق النفط العالمية، لافتا في هذا الصدد إلى أن دول المنظمة تمتلك طاقة إنتاجية احتياطية تقدر بحوالي أربعة ملايين برميل يوميا حتى نهاية العام الحالي 2007 إضافة إلى إنتاجها الحالي الذي يقدر بحوالي30 مليون برميل يوميا. وفي إشارة إلى أسباب الارتفاع في أسعار النفط قال الهاملي إن السوق النفطية تعاني نقصاً في الطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير في الدول المستهلكة، مؤكدا أن قرارات أوبك ستأخذ في الاعتبار استقرار الأسواق العالمية. ونقلت وكالة أنباء الإمارات "وام" عن الهاملي القول إن أوبك ستراجع في مؤتمرها الأحداث ذات التأثير المتوسط والبعيد على الاقتصاد العالمي مؤكدا أن الاقتصاد العالمي يحقق معدلات نمو جيدة رغم الهزات المؤقتة التي تعرض لها بسبب أزمة السيولة في الأسواق العالمية. وتوقع رئيس أوبك أن يحقق الاقتصاد العالمي نموا بمعدل 5% بنهاية العام الجاري وهي نسبة أعلى مما كان متوقعا في السابق مع التوقع أيضا باستمرار النمو الاقتصادي العالمي في العام 2008 بالنسبة نفسها. وأشار إلى أن المنظمة سجلت في منتصف شهر أغسطس الماضي تراجع سعر البرميل لسلة أوبك إلى مادون 70 دولارا للبرميل وتراوح الأسعار خلال هذه الفترة في حدود 70 دولارا للبرميل..مؤكدا أن التذبذب في أسعار النفط ليس في صالح الدول المنتجة والمستهلكة. وشدد الهاملي على استمرار التعاون والتنيسق بين المنتجين والمستهلكين..وقال إن أمن الإمدادات وأمن الطلب وجهان لعملة واحدة وأن أوبك مستمرة في الحوار والتنسيق مع الدول المستهلكة للتعرف على برامجها المستقبلية في مجال الطاقة بهدف تحقيق المصلحة المشتركة للطرفين. وتطالب الدول الكبرى المستهلكة للنفط، دول "أوبك" التي تضم 12 عضوا، بضرورة رفع الإنتاج للحد من ارتفاع الأسعار، إلا أن الدول الأعضاء في المنظمة تقول إن الإنتاج الحالي كاف للسوق النفطية. وردا على تلك المطالب قال وزير النفط الكويتي بالوكالة المهندس محمد عبدالله العليم أنه ليست هناك مبررات قوية لزيادة إنتاج منظمة "أوبك" في المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن السوق النفطية العالمية مستقرة أو قريبة جدا من حال الاستقرار، وتأكيدا لتصريحات وزير النفط الكويتي التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، أعرب عبدالله البدرى سكرتير عام منظمة أوبك عن اعتقاده بأن لا تقدم المنظمة على إجراء رفع لمستويات الإنتاج الحالية. ونقلت شبكة "بلوم برج" عن البدرى قوله: "إنه لا يمكن إقناع أي عضو من الدول الأعضاء بضخ المزيد من النفط الخام للأسواق نظراً لوجود وفرة حالياً في المعروض". ووفقا للهاملي فإن المخزونات التجارية في دول منظمة التعاون الاقتصادي هي الأعلى عن مستوياتها في السنوات الخمس الماضية، مضيفا أن الإمدادات الحالية للسوق البترولية كافية. ودعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير منظمة "أوبك" التي يصل إنتاجها إلى نحو 30.5 مليون برميل يوميا إلى زيادة إنتاجها من 1.5 إلى 2.4 مليون برميل في اليوم لتلبية حاجات الطلب الشتوي على النفط في حين أن المخزونات النفطية تتراجع بقوة منذ بداية الصيف في العالم. وتشير التوقعات التي نشرتها وزارة الطاقة الأمريكية مؤخراً بأن الاستهلاك العالمي للنفط ومشتقاته سيصل إلى 118 مليون ب/ي بحلول عام 2030 إذا استمرت السياسات الحالية في الاستهلاك أو إلى 105 ملايين برميل إذا انتهجت الحكومات سياسات للحد من استخدام النفط. وقد أبقت كلا من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في تقرير لها ووكالة الطاقة الدولية على توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام 2007، والذي يتوقع أن يرتفع بمقدار 1,2 مليون برميل يوميا، أي ما نسبته 1,5%. ويتوقع أن يصل الطلب على النفط الخام من دول أوبك، إلى 30,25 مليون برميل يوميا بشكل وسطي، أي بتراجع قدره 150 ألف برميل يوميا مقارنة مع 2006. وبلغ إجمالي إنتاج دول "أوبك" بعد قرار الخفض الأخير نحو 26.3 مليون برميل في اليوم بدون العراق. هذا وقد اتفقت المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث الإنتاج العالمي للنفط العام الماضي على خفض الإنتاج بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا. وقد وصل يوم الخميس الماضي سعر برميل النفط الخام في تعاملات نيويورك إلى 78.77 دولار بينما كان يتم التداول ببرميل النفط لبحر الشمال "برنت" في سوق لندن ب 75 دولارا. هذا وتضم لجنة اجتماع وزراء أوبك المقرر عقدها يوم الحادي عشر من الشهر الجاري والتي يرأسها وزير الطاقة الإماراتي محمد الهاملي كلا من الكويت وإيران ونيجيريا إضافة إلى الأمين العام للمنظمة الدكتور عبد الله البدري ومدير قسم الأبحاث الدكتور حسن قبازرد.