المنامة (رويترز) - ليس من المرجح أن تضاهي احتجاجات مناهضة للحكومة تنظمها الاغلبية الشيعية المهمشة في البحرين يوم الاثنين ما حدث في مصر لكنها ستزيد الضغط على ملك البلاد لتقديم المزيد من التنازلات لشعبه. ولا يتوقع أن تشهد دول الخليج ثورات شاملة نظرا لان حكامها يضمنون هدوءا سياسيا مقابل التخلي عن جزء من الثروات النفطية الا أن البحرين من بين الدول الاكثر عرضة للضغوط الشعبية. وقال توبي جونز أستاذ دراسات الشرق الاوسط في جامعة روتجرز ومقرها الولاياتالمتحدة "يوجد احساس عميق بالاحباط بين قطاعات كبيرة من المجتمع البحريني." وأضاف "لو أن هناك مكانا واحدا في الخليج يمكنني أن أتوقع أن يحدث فيه شيء يشبه ما حدث في (مصر) فانه البحرين." والبحرين منتج صغير للنفط وبها أغلبية شيعية تشكو منذ فترة من تعرضها للتمييز من أسرة ال خليفة السنية الحاكمة وذلك قبل أن تقوي الانتفاضتان الشعبيتان في تونس ومصر شوكة النشطاء في المنطقة. وأطلق بحرينيون أبواق السيارات ولوحوا بالاعلام المصرية مساء الجمعة عندما أعلن تخلي الرئيس المصري حسني مبارك عن منصبه. وخرجت يوم الاثنين أولى الاحتجاجات في البحرين منذ الاحداث في مصر وتونس. وقال الشيخ حمد بن عيسي ال خليفة ملك البحرين في محاولة لنزع فتيل التوتر انه سيمنح كل أسرة بحرينية ألف دينار (2650 دولارا) وأشارت الحكومة الى أنها قد تفرج عن قاصرين اعتقلوا في اطار حملة أمنية العام الماضي. وقالت جين كنينمونت المحللة في وحدة المعلومات بمجلة اكونوميست التي توقعت أن يقوي سقوط مبارك من الاحتجاجات في البحرين "أعتقد أنه ليس من قبيل المصادفة أن تختار الحكومة هذا التوقيت لاعلان عطايا جديدة لكل الاسر البحرينية." وقال دبلوماسيون ان التنازلات المبكرة قد تزيد من حدة الاحتجاج. والبحرين ليست من أعضاء منظمة أوبك ولا تملك مثل نظيراتها في دول الخليج أموالا كثيرة لانفاقها على المشاكل الاجتماعية. وأعلنت المملكة الاسبوع الماضي أنها ستنفق 417 مليون دولار اضافية على قضايا اجتماعية مثل الاعانات الغذائية وهو ما يمثل تحولا عن محاولات سابقة لتهيئة المواطنين لخفض الدعم. وقال شادي حامد المحلل في مركز بروكينجز في الدوحة ان من غير المرجح أن تحظى الاحتجاجات في البحرين بتأييد مختلف الطوائف وان هذا قد يحد من حجم المظاهرات في البلد الذي يفوق عدد سكانه النصف مليون نسمة بقليل. وأضاف "لا يتفق الجميع في البحرين على أن الديمقراطية شيء جيد لان هذا سيجعل سلطة الاقلية السنية في خطر." وكثيرا ما تشهد قرى بحرينية اشتباكات في الليل بين قوات الامن وشبان شيعة يقيمون حواجز ويهاجمون الشرطة بالقنابل الحارقة. وبدأت حكومة البحرين حملة أمنية في أغسطس اب ضد الجماعات الشيعية في سعيها لوقف الاشتباكات لكنها خففت من قبضتها منذ ثورتي مصر وتونس. ولا تزال محاكمة 25 شيعيا اعتقلوا في الحملة واتهموا بالتحريض على العنف من أجل قلب نظام الحكم هي محور الخلاف في البحرين. وتوقفت المحاكمة بسبب انسحاب بعض المحامين ويتساءل مراقبون عما اذا كان الملك سيعفو عن بعض المحتجزين. وتستضيف البحرين الاسطول الخامس الامريكي وهي من الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة وتعتمد عليها الولاياتالمتحدة في كبح جماح نفوذ ايران. وستلعب جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيعية المعارضة دورا حاسما في احتجاجات يوم الاثنين لانها قادرة على تحريك عشرات الالاف من الانصار بسهولة وجعلهم ينزلون الى الشوارع. لكن مراقبين ومحللين يقولون ان جمعية الوفاق جمعية حذرة لن تنضم الى احتجاجات الشوارع على نطاق واسع لكنها ستنتظر لترى حجم التنازلات الجديدة التي ستقدمها الحكومة. وشاركت الجمعية في الانتخابات البرلمانية بالبحرين في اطار اصلاحات سياسية بدأها الملك في أوائل القرن الحادي والعشرين بهدف جذب الشيعة الى النظام السياسي وتهدئة احتجاجات كبيرة في الشوارع في التسعينيات. وقال حامد "وفاق ملتزمة بشكل أساسي بالموقع الذي وضعت نفسها فيه وقد قررت العمل في اطار النظام كما قررت ألا تستفز النظام السني. انها ملتزمة بهذا الامر في الوقت الحالي." (الدولار يساوي 0.3769 دينار بحريني)