وصف رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان الاثنين الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في تشرين الثاني/نوفمبر الى جزر الكوريل الجنوبية التي تطالب بها طوكيو بانه "عمل شائن لا يغتفر". وسارعت الحكومة الروسية الى الرد حيث عبر وزير الخارجية سيرغي لافروف عن اسفه لهذه التصريحات "غير الدبلوماسية على الاطلاق". وفي خطاب القاه في مناسبة اليوم السنوي المخصص لهذا الخلاف الحدودي، وعد ناوتو كان ببذل كل الجهود من اجل استعادة الجزر الاربع التي ضمتها موسكو في نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال كما نقلت عنه وكالة الانباء جيجي "ساجري مفاوضات متحليا بالصبر وبرغبة لا تتزعزع بما يتوافق مع السياسة التي تهدف الى حل هذه المسالة الحدودية وتوقيع معاهدة سلام". والخلاف حول هذه الجزر التي يطلق عليها اسم اراضي الشمال في اليابان، يحول منذ 65 عاما دون توقيع معاهدة سلام بين البلدين. واكد كان ان "هذه المسالة تعتبر موضوعا يرتدي اهمية كبرى بالنسبة للدبلوماسية اليابانية". وكان مدفيديف اصبح في 1 تشرين الثاني/نوفمبر اول رئيس دولة روسي يزور جزر الكوريل الجنوبية الممتدة جنوب شبه جزيرة كامشاتكا حتى شمال شرق اليابان. وكانت طوكيو نددت انذاك بهذه الزيارة واستدعت سفيرها في موسكو للتشاور. وقد اكد الرئيس مدفيديف مجددا في كانون الاول/ديسمبر ان جزر الكوريل الجنوبية "ارض روسية"، لكنه اقترح على طوكيو بادرة تهدئة تتضمن انشاء منطقة اقتصادية حرة فيها. ومنذ ذلك الحين قام وزراء روس بزيارات مماثلة الى هذه الجزر الغنية بالذهب والفضة. وكان اخرها زيارة وزير الدفاع اناتولي سرديوكوف الجمعة لتفقد فرقة مدفعية في الارخبيل. وندد وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا بهذه الزيارة واصفا اياها بانها "مؤسفة جدا". واستدعي سفير روسيا في اليابان وسلم "احتجاجا حازما". وفي رد الفعل الروسي، قال لافروف خلال مؤتمر صحافي الاثنين ان "هذه التصريحات غير دبلوماسية على الاطلاق". واضاف لافروف في ختام لقاء مع نظيره المجري يانوس مارتوني ان "هذه التصريحات مغايرة تماما لاجواء الاحترام والايجابية التي ميزت اللقاء بين رئيس الوزراء ناوتو كان والرئيس ديمتري مدفيديف في الخريف الماضي". من جهته اعلن سيرغي بريكودكو المستشار الدبلوماسي للكرملين الاثنين كما نقلت عنه وكالة ايتار تاس ان روسيا لن تغير موقفها "لا اليوم ولا غدا" بالنسبة لسيادتها على جزر الكوريل. وقال ان "اتحاد روسيا لن يتراجع لا اليوم ولا غدا عن سيادته على جزر الكوريل". وكانت الحكومة الروسية عبرت الجمعة عن "خيبة املها" ازاء رد فعل اليابان. وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية ان السلطات الروسية تلاحظ ان "طوكيو تواصل رسميا التعليق على زيارات مسؤولي الدولة الروسية الى الكوريل". واضاف البيان ان "الوزارة سبق ان ردت عدة مرات على هذه التعليقات، ولقد خاب املنا لان الجانب الياباني يكرر" تصريحاته هذه. ويتوجه مايهارا الذي شارك ايضا في الاجتماع الوطني للمطالبة بعودة اراضي الشمال الذي نظم في مقر رئاسة الوزراء، الى موسكو اعتبارا من الخميس. ووعد ببذل كل الجهود من اجل الوصول الى اعادة هذه الجزر قائلا "اود العمل من اجل عودة الجزر في اسرع وقت ممكن حتى لو كلفني ذلك مسيرتي السياسية". واضاف خلال اجتماع نظم في مقر رئاسة الوزراء "سابذل كل جهودي لنقل موقف اليابان والتمكن من عقد لقاء على مستوى القمة وايجاد حل في اسرع وقت ممكن". وجزر هابوماي وشيكوتان وايتوروفو وكوناشيري ضمها السوفيات في 18 اب/اغسطس 1945 بعد ثلاثة ايام على استسلام اليابان. وتضم الجزر حوالى 19 الف نسمة على مساحة اجمالية تبلغ حوالى خمسة الاف كلم مربع، وتتولى موسكو ادارتها منذ ذلك الحين. وعرض الاتحاد السوفياتي السابق ثم روسيا عدة مرات على اليابان اعادة اثنتين من تلك الجزر، هابوماي وشيكوتان، وهما الاصغر على ان تحتفظ موسكو بجزيرتي ايتوروب (الاسم الروسي لايتوروفو) وكوناشير (كوناشيري). واعتبرت طوكيو هذا الاقتراح غير مقبول وتواصل المطالبة باعادة كل جزر الشمال.