توافد الآلاف في تونس على مطار تونس الدولي للترحيب بزعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي إلى تونس عائدا إلى بلاده بعد 22 عاما قضاها في المنفى. وأقام الغنوشي في العاصمة البريطانية لندن بعد نفيه من قبل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 1989. وكان تجمع الحشود في مطار تونس هو أكبر مظهر تأييد لحركة النهضة على مدى العقدين الماضيين. في حين حمل نحو 10 من العلمانيين لافتات تقول لا للإسلاميين، لا لحكم الدين، لا لحكم الشريعة ولا غباء . يذكر أن الحركة كانت أكبر قوة معارضة وقت قيام بن علي بمحاولة قمعها. غير أنها لم تقم منذ ذلك الحين بدور ظاهر في الهبة الشعبية التي اطاحت بالرئيس بن علي مؤخرا. وقال زعيم النهضة إن حركته تعتزم العمل من أجل الانتفاضة التي أطاحت بحكم أوائل هذا الشهر. وتأتي عودة الغنوشي مع سماح الحكومة المؤقتة بتسجيل الأحزاب السياسية المحظورة وإعلانها العفو عن السجناء السياسيين وكذلك رفعها القيود المفروضة على وسائل الإعلام. وكان راشد الغنوشي المحكوم غيابيا عام 1992 بالسجن المؤبد قد أعلن قبل ثلاثة أيام على لسان ناطق باسمه عزمه العودة إلى بلاده الأحد وتوقفه عن ممارسة نشاطه السياسي فيها. وقال الناطق أن الغنوشي يدرك جيدا أنه لن يترشح لأي انتخابات ولن يترشح لأي منصب سياسي . يذكر أن الغنوشي قال مؤخرا إنه يخطط لتسليم قيادة الحركة لجيل الشباب في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها تونس. وأنشئت حركة النهضة عام 1981 من قبل مثقفين تونسيين متأثرين بفكر الإخوان المسلمين. ويشبه محللون سياستها لسياسة حزب العدالة والتنمية التركي الملتزم بالديمقراطية. وقال محمد حبشي أحد مؤيدي الحركة نحن لا نريد دولة إسلامية، نريد دولة ديمقراطية . ورغم أن السلطات التونسية سمحت لحركة النهضة بممارسة العمل السياسي في البداية بما في ذلك خلال السنوات الأولى من حكم بن علي الذي قاد انقلابا أبيض على الرئيس السابق، الحبيب بورقيبة عام 1987 إلا أنها حظرت أنشطة الحركة عام 1992.