قال مصدر من الحكومة الهندية يوم الثلاثاء ان ايران عرضت خطة لتفادي توقف امداداتها النفطية الى الهند في شهر يناير كانون الثاني لكن التوصل الى حل دائم للخلاف حول طريقة سداد ثمن الامدادات مستقبلا قد يستغرق أسابيع. كان البنك المركزي الهندي قال الاسبوع الماضي انه لم يعد من الممكن تسوية مدفوعات النفط الايراني من خلال نظام مقاصة تديره بنوك مركزية اقليمية مما أثار مخاوف من توقف واردات الهند النفطية من ايران والتي تقدر بنحو 12 مليار دولار سنويا. وايران هي ثاني أكبر مورد للنفط الى الهند بعد السعودية وتشكل الامدادات الايرانية نحو 13 في المئة من اجمالي واردات الخام الهندية. وجاءت الخطوة الهندية التي أشادت بها واشنطن بعد أسابيع من الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي باراك أوباما لنيودلهي وقالت واشنطن ان ذلك سوف يقلص ما تعتبره سوء استخدام للاموال من جانب ايران في دعم نشاطها النووي الذي يشتبه الغرب في أن له أهداف عسكرية. وتوجه مسؤولون من البنك المركزي الايراني الى مومباي لكن المحادثات أخفقت حتى الان في الاتفاق على الية جديدة للسداد تعزز أيضا مستوى شفافية التعاملات كما تريد الولاياتالمتحدة. وقال المصدر الهندي ان ايران اقترحت أن تفتح شركات هندية حسابا في بنك اي.اي.اتش الايراني ومقره فرانكفورت. وأضاف أن الشركات طلبت من بنك الدولة الهندي (ستيت بنك أوف انديا) فتح حساب له في اي.اي.اتش لتحويل الاموال الى البنك المركزي الايراني الذي سيقوم بدوره بتحويل الاموال الى حساب شركة النفط الوطنية الايرانية. وأضاف "تلقينا خطابا صباح اليوم من شركة النفط الوطنية الايرانية." وتابع ان الخطاب تضمن حلا مؤقتا لتسوية مدفوعات النفط لشهر يناير يتمثل في فتح حساب باليورو في بنك اي.اي.اتش الايراني في ألمانيا والذي يوجد للبنك المركزي الايراني حساب فيه. وقال المصدر ان مسؤولين هنود سيزورون ايران في منتصف يناير للتوصل الى حل طويل الامد على مستوى البنوك المركزية بخصوص مدفوعات النفط. ومن شأن استمرار الخلاف أن يضر بواردات نيودلهي من النفط الايراني البالغة 400 ألف برميل يوميا مما قد يضطر الهند ثالث أكبر اقتصاد في اسيا الى البحث عن بدائل أخرى أعلى تكلفة تؤدي الى اتساع عجز المعاملات الجارية المتفاقم بالفعل. وتخشى الهند أيضا من أن تتقدم منافستها الصين لشراء النفط الايراني الذي يتجه الان الى الهند. ورغم أن عقوبات الاممالمتحدة لا تحظر شراء النفط الايراني الا أن الولاياتالمتحدة تضغط بشدة على الحكومات والشركات لوقف تعاملاتها مع طهران. وتحتاج الهند لتحقيق توزان دقيق بين احتياجاتها من الطاقة والمصالح الدبلوماسية العالمية لحل النزاع.