انفجرت عبوتان ناسفتان احداهما في اثينا والثانية امام السفارة اليونانية في الارجنتين بدون ان تسفرا عن اصابات الخميس قبل محاكمة اعضاء مجموعة فوضوية متطرفة متهمة بارسال الطرود المفخخة الى سفارات اجنبية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ففي اثينا، افاد مصدر في الشرطة ان العبوة التي انفجرت عند الساعة 08,10 (06,10 تغ) كانت موضوعة في دراجة نارية. وقبيل ذلك وقع انفجار امام السفارة اليونانية في بوينوس ايرس عند الساعة الثانية (5,00 تغ)، حسبما ذكرت الشرطة الارجنتينية. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن اي من الانفجارين. وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان انه وفق "المعلومات الاولية القى مجهولون زجاجة حارقة على السفارة اليونانية". وفي اثينا، ادى الانفجار الى تطاير زجاج نوافذ المحكمة والمباني المجاورة والحق اضرارا بسيارات كانت متوقفة في المكان فيما انتشر الحطام في محيط واسع كما افادت وسائل الاعلام. وكانت الشرطة قد قامت باخلاء المكان بعد ان تلقت اتصالا تحذيريا. واظهرت لقطات عرضها التلفزيون الدخان يتصاعد امام مبنى محكمة اول درجة في اثينا. وقال احد سكان المنطقة لاذاعة "فلاش" الخاصة "لقد اهتز منزلي ورايت السنة لهب تتصاعد بارتفاع خمسة امتار". وقال مالك احد الاكشاك لقناة "ألتر" التي تلقت الاتصال التحذيري قبل 40 دقيقة تقريبا على وقوع الانفجار وقامت باخطار الشرطة "كان الانفجار قويا الى حد ما. انني على بعد مئة متر وقد تساقطت كل الاغراض من على رفوف الكشك". ودانت الحكومة اليونانية بشدة الهجوم، معتبرة انه عمل "يهدف الى ترهيب الديموقراطية والمواطنين"، وتوعدت بملاحقة مرتكبيه. وقال الناطق باسم الحكومة جورج بيتالوتيس في بيان ان "الحكومة اليونانية تدين بدون لبس اي عمل غير مشروع يهدف الى ترهيب الديموقراطية والمواطنين". واضاف ان "السلطات مستعدة لمواجهة كل هذه الاعمال التي سيحاكم المواطنون والقضاء مرتكبيها". من جهته، اكد وزير العدل هاريس كاستانيدس انه "لا يمكن ترهيب الديموقراطية". وجاء الانفجاران قبل اسبوعين تقريبا من بدء محاكمة اكثر من 12 متهما بالانتماء الى مجموعة فوضوعية متطرفة تدعى "مؤامرة خلايا النار". الا ان المحكمة التي استهدفت الخميس ليست تلك التي ستجري فيها المحاكمة المقررة في 17 كانون الثاني/يناير. وشهدت اليونان في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر سلسلة من الاعتداءات ومحاولات الاعتداء بواسطة طرود مفخخة استهدفت خاصة سفارات اجنبية ونسبت الى التيار الفوضوي المتطرف. وانفجرت اربعة من هذه الطرود واصيبت موظفة في شركة بريد بجروح. وتشتبه الشرطة في مسؤولية "مؤامرة خلايا النار" المنتمية الى التيار الفوضوي المحلي عن سلسلة الاعتداءات هذه. وفي المجموع، ارسل 14 طردا مفخخا الى سفارات في اثينا او الى قادة اجانب في المانيا وايطاليا وفرنسا. وكانت "مؤامرة خلايا النار" قد ظهرت الى العلن عام 2008 مع اعتداءات بعبوات حارقة الا ان ايا منها لم يكن قاتلا حسب الشرطة. وفي روما، انفجر طردان مفخخان الاسبوع الماضي في سفارتي سويسرا وتشيلي مما ادى الى سقوط جريحين. واعلنت حركة "الاتحاد الفوضوي غير الرسمي" مسؤوليتها عنهما في رسالة عثر عليها في سفارة تشيلي وجاء فيها "لندمر نظام الهيمنة هذا. يحيا الاتحاد الفوضوي غير الرسمي، تحيا الفوضوية. الاتحاد الفوضوي غير الرسمي خلية لامبروس فونتاس الفوضوية" نسبة الى الفوضوي اليوناني الذي قتل في اذار/مارس في اثينا في مواجهة مع الشرطة. وفي روما ايضا عثر الاثنين في سفارة اليونان على لفافة تحتوي متفجرات تم ابطال مفعولها.