تونس (رويترز) - قالت وسائل اعلام رسمية ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عين وزيرا جديدا للشباب يوم الاربعاء في تعديل وزاري محدود لم يشمل الوزارات الرئيسية بعد ان شهدت البلاد احتجاجات عنيفة نادرة للشبان العاطلين. وقالت وكالة انباء تونس انه بالاضافة الى وزارة الشباب والرياضة عين بن علي وزراء جدد للتجارة والحرف اليدوية والاتصالات والشؤون الدينية. وهذه ثاني مرة يجري فيها بن علي تعديلا وزاريا في حكومته خلال العام الحالي. وأجرى تغييرات أكثر أهمية في يناير كانون الثاني بتعيين وزراء جدد للمالية والدفاع والشؤون الخارجية. وعين عبد الحميد سلامة وزيرا للشباب والرياضة خلفا لسمير العبيدي الذي عين وزيرا للاتصالات. وقالت الوكالة ان بن علي أصدر تعليمات للحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص لوضع "برنامج عاجل للتشغيل وتوفير موارد الرزق لحاملي الشهادات العليا ممن طالت فترة بطالتهم." واضافت الوكالة ان "موضوع التنمية الجهوية" سيكون بندا دائما على جدول أعمال مجلس الوزراء. وكانت المطالبات بتخصيص حصص من الموارد للولايات المختلفة في البلاد أمرا متكررا من جانب المحتجين خلال الايام القليلة الماضية. واندلعت الاشتباكات اوائل هذا الشهر بمدينة سيدي بوزيدالتونسية بعد انتحار رجل احتجاجا على البطالة. وانتشرت الاحتجاجات فيما بعد الى مدن مجاورة مثل سوسة وصفاقس ومكناس. وقالت مصادر رسمية يوم الاربعاء ان مجموعة المانية واخرى تونسية اعلنتا اطلاق مشروعين استثماريين في سيدي بوزيد في مسعى لخلق مزيد من فرص الشغل في المدينة التي شهدت احتجاجات اجتماعية واسعة ضد تفشي البطالة. وقالت مجموعة ليوني الالمانية لصناعة الكوابل ومكونات السيارات انها ستقيم مصنعا بسيدي بوزيد في العام 2011 سيوفر حوالي الف فرصة عمل. وأعلنت (مجموعة عبد الناظر) التونسية اعتزامها بعث مشروع صناعي بولاية سيدي بوزيد يختص في صنع "أطقم الطاولة" من مادة " البورسولين" بحجم استثمار يناهز 30 مليون دينار/22 مليون دولار/. وأضافت ان المشروع سيدعم التشغيل وذلك باحداث 330 فرصة شغل. وقال بن علي الذي تحدث بعد احتجاجات من جانب الخريجين المطالبين بالحصول على عمل يوم الثلاثاء ان الاحتجاجات العنيفة أمر غير مقبول وستضر بالمصالح الوطنية. والاحتجاجات نادرة الحدوث في تونس التي يحكمها الرئيس بن علي منذ 23 عاما وهو يعمل بشكل وثيق مع الحكومات الغربية لمحاربة متشددي القاعدة الا انها اكتسبت قوة خلال الاسابيع القليلة الماضية. واتهمت الحكومة معارضيها يوم الاثنين باستغلال الاشتباكات في سيدي بوزيد بين الشرطة والشبان في 19 و 20 من ديسمبر كانون الاول لتشويه صورة السلطات. وأصبحت تونس مركز اهتمام اقليمي للمؤسسات المالية منذ اعلانها خطة لتحرير سعر صرف الدينار بالكامل في عامي 2013-2014. ومازالت تونس التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة بلدا مزدهرا مقارنة بباقي الدول الافريقية لكن جماعات حقوقية عديدة تقول ان السلطات تسحق المعارضين وهو اتهام تنفيه الحكومة. وذكرت وسائل اعلام ليبية رسمية ان الزعيم الليبي معمر القذافي أصدر تعليمات يوم الثلاثاء تقضي بتسهيل اجراءات دخول التونسيين العاطلين بعد محادثات هاتفية مع بن علي.