دعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الاثنين الى الوحدة الوطنية في مواجهة هجمات كوريا الشمالية معتبرا ان الدولة الشيوعية ستستغل الانقسامات لتضرب مجددا. ودعا لي في خطاب بثته الاذاعات الكوريين الجنوبيين الى عدم الخوف مما اسماه "النظام الاكثر عدوانية". واجرت كوريا الجنوبية سلسلة من التدريبات العسكرية بينها مناورات مشتركة مع الولاياتالمتحدة، وسط تصاعد في التوتر بعد قصف الشمال لجزيرة كورية جنوبية قرب منطقة متنازع عليها في البحر الاصفر الشهر الماضي. وادى القصف الى سقوط اربعة قتلى بينهم مدنيان. ووصفت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية التدريبات بانها "تواطؤ خطير" بين سيول وواشنطن يمكن ان يؤدي الى "الدمار". وكتبت صحيفة رودونغ سينمون "لكن لصبرنا حدودا". ووصفت سيول "بالجبانة" لاعتمادها على واشنطن في حمايتها عسكريا. وينتشر حوالى 28 الفا و500 جندي في جنوب الحدود. وبدأت حدة التوتر تتصاعد بين الكوريتين منذ ان اتهمت كوريا الجنوبية بيونغ يانغ باغراق سفينة حربية في اذار/مارس الماضي قرب الحدود المتنازع عليها في البحر الاصفر ما ادى الى مقتل 46 بحارا. ونفت كوريا الشمالية ضلوعها في ذلك الهجوم. وقال لي ان الخلافات الناجمة عن "النهج العقائدي والمصالح السياسية" دفعت بكوريا الشمالية الى شن الهجوم على الجزيرة. واضاف "نظرا لهذا الاختلاف، قد يكون الكوريون الشماليون ظنوا ان هجماتهم ستسبب انقساما في الجنوب وانهم قد يتمكنوا من الافلات من المحاسبة بشأن استفزاز جديد". وقال "انهم يركزون على محاولة تفريقنا، واذا اظهرنا للكوريين الشماليين قوة وحدتنا فلن يتجرأوا على تحدينا". ودعا الرئيس الكوري الجنوبي مجددا الى رد قوي على اي هجمات مستقبلية. وقال "لقد ادركنا الان انه يمكن تجنب الحرب وضمان السلام فقط حين تواجه مثل تلك الاستفزازات برد قوي" مضيفا "الخوف من الحرب لا يساعد ابدا في منعها". وكان الرئيس والجيش في كوريا الجنوبية تعرضا لانتقادات شديدة بسبب ردهم على غرق البارجة ورد فعلهم الذي اعتبر ضعيفا على قصف الجزيرة. واعلن الجيش الكوري الجنوبي الاحد انه ينوي اجراء مناورات عسكرية بحرية في اكثر من عشرين موقعا جميعها بعيدة عن منطقة الحدود البحرية مع الشمال. وقالت هيئة اركان الجيش ان مناورات بالذخيرة الحية ستجرى بين 27 و31 كانون الاول/ديسمبر في 23 موقعا قبالة السواحل الثلاثة لكوريا الشمالية. وحسب المعلومات التي قدمها الجيش، لن تجرى اي من هذه المناورات قرب الحدود البحرية مع كوريا الشمالية في البحر الاصفر. وتعترض بيونغ يانغ على الحدود البحرية المعروفة بخط حدود الشمال واقرتها الاممالمتحدة بعد الحرب بين الكوريتين (1950-1953). وشهدت المنطقة القريبة من خط الحدود الشمالي عدة معارك بحرية في 1999 و2002 وتشرين الثاني/نوفمبر 2009. وقد نددت بيونغ يانغ بالمناورات معتبرة انها "استفزاز عسكري خطير" وتهدف الى التحضير ل"حرب عدوانية" حسبما نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن وزير الدفاع الكوري الشمالي كيم يونغ تشان. وكتبت الوكالة ان "القوات المسلحة الثورية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية بصدد الاستعداد التام لشن حرب مقدسة (...) تعتمد على قوة الردع النووي، في الوقت المناسب للرد على اعمال الاعداء التي تتعمد دفع الوضع الى شفير الحرب". وقال عدد من المحللين ان بكين طلبت من بيونغ يانغ التهدئة حتى زيارة الرئيس هو جينتاو الى الولاياتالمتحدة في 19 كانون الثاني/يناير. وهم يتوقعون ضربات بعد شهر كانون الثاني/يناير المقبل. من جهة اخرى، رأى محللون ومسؤولون اميركيون وكوريون جنوبيون ان قصف يونبيونغ مرتبط على ما يبدو بنقل السلطة في الشمال. واضافوا ان الهدف منها هو تقديم كيم جونغ اون الابن الاصغر للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل وخليفته المرجح، على انه رجل قوي وخلق اجواء حرب تدفع الكوريين الشماليين الى الاتحاد. وذكرت محطة اذاعية مقرها في سيول وموجهة الى الشمال ان قطارا محملا بالهدايا لكيم جونغ اون بمناسبة عيد ميلاده، خرج عن سكته في عمل تخريبي ممكن. وقالت "الاذاعة المفتوحة لكوريا الشمالية" ان الحادث وقع على الحدود مع الصين في 11 كانون الاول/ديسمبر. ونقلت عن مسؤول في الاستخبارات العسكرية ان عملا تخريبيا لمعارضي النظام قد يكون سبب الحادث. وقالت الاستخبارات الكورية الجنوبية انها تحقق في الحادث.