احكمت السلطات الصينية الجمعة تضييقها على المعارضين ومنعت بث برامج تلفزيونية اجنبية وعززت الحضور الامني حول مقر اقامة ليو تشياوبو وذلك من اجل ان يمر التسليم الرمزي لجائزة نوبل للسلام الى المنشق المسجون من دون جلبة. ولن يتمكن ليو تشياوبو ولا زوجته ليو تشيا الخاضعة للاقامة الجبرية ولا اقاربه الذين منعوا من مغادرة الصين من استلام الجائزة التي اثارت غضب النظام الشيوعي الصيني. ولن تصل اصداء الحفل الذي تقررت اقامته على شرف المعارض الصيني في اوسلو الى زنزانته في سجن لياونينغ (شمال شرق) حيث يمضي ليو تشياوبو المحروم من الزيارات العائلية منذ تشرين الاول/اكتوبر، حكما بالسجن لمدة 11 عاما بعد ان ادين بالسعي "للاطاحة" بالنظام. وشوهدت عدة سيارات شرطة عادية او مموهة في محيط منزل اسرة تشياوبو الكائن في مجمع ابراج سكنية في غرب بكين حيث تقيم زوجة المنشق منذ اعلان فوزه بجائزة نوبل، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وتسجل قوات الامن اسماء الصحافيين الذين يقتربون من مقر اقامة الزوجة ليو تشيا. وبعد ان تمكنت ليو تشيا من التواصل عبر الهاتف وتويتر في الايام الاولى من حصول زوجها على الجائزة، فانه سريعا ما تم حرمانها من وسائل الاتصال مع الخارج. وتعذر الاتصال الجمعة مع الكثير من اقارب الزوجين وناشطي حقوق الانسان في حين خضع البعض الاخر لرقابة لصيقة، بحسب جمعيات. وطرد بعضهم من المطار خشية ان يتوجهوا الى اوسلو. وتم ابعاد العديد منهم عن بكين قبل الحفل في حين اختار آخرون الابتعاد تفاديا للمشاكل. واوضح لي فانغبينغ المحامي الذي يخضع لرقابة مستمرة في بكين لوكالة فرانس برس انه غادر بكين الثلاثاء الى فوجيان الاقليم الجنوبي وذلك حتى الاحد. وقال "لقد تم جلبي الى المطار" مضيفا انه ابلغ بضرورة عدم مغادرة الصين وعدم الادلاء بتصريحات حول جائزة نوبل للسلام. واقتيد المحامي والمدرس تينغ بياو من قبل الشرطة عند الانتهاء من القاء درسه الى خارج بكين حتى الاحد، على ما افادت مجموعة هيومن رايتس ديفندر الصينية. واكدت هذه المجموعة ان زهانغ زوهويا الذي كان الف مع تشياوبو "ميثاق 08" المطالب بالديمقراطية في الصين، خطف من منزله الخميس من قبل الشرطة. وتعذر على وكالة فرانس برس الاتصال به حيث بدا هاتفه خارج الخدمة. كما غاب ناشطون صينيون آخرون عن الانظار. وعطلت السلطات بث برامج قنوات التلفزيون الاجنبية الخاصة ببث الحفل الرمزي لجائزة نوبل المقرر في اوسلو كما تعذر الدخول الى المواقع الالكترونية. وقطع بث شبكات سي سي ان وبي بي سي وتي في 5 عندما كانت تخصص برامج حول تسليم الجائزة من قبل اللجنة التي وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اعضاءها هذا الاسبوع ب"المهرجين". وقال خايمي فلوركروز مدير مكتب بكين لشبكة سي سي ان ان "(موقع) سي ان ان.كوم متوقف تماما. وكل بث لاي من برامجنا حول حائز جائزة نوبل يتم قطعه على الشاشة". وقالت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي في بيان "ان كافة مواقع بي بي سي وليس الاخبارية منها فقط، تم قطعها في الصين" واضاف "لسنا الوحيدين الذين تعرضنا لذلك الامر ذاته حصل مع مواقع لوسائل اعلام اجنبية اخرى". فقد تم قطع الموقع الالكتروني لقناة التلفزيون النروجية ان ار كي. وفي 8 تشرين الاول/اكتوبر فرضت رقابة على اعلان منح جائزة نوبل للسلام الى ليو تشياوبو على سي ان ان وبي بي سي وتي في 5 الفرنسية. اما المحطة الرسمية سي سي تي في فلم تشر الى الحدث. وتحظر الرقابة النشطة في الصين كل مواد تعتبر حساسة سياسيا خصوصا وان عدد مرتادي شبكة الانترنت يناهز 420 مليون شخص.