بدأت ست قوى عالمية يوم الاثنين أول محادثات لها مذ أكثر من عام مع ايران على أمل ان يؤدي الاجتماع الى مفاوضات جديدة بشأن برنامج طهران النووي الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى صنع قنابل نووية. وقبل يوم من الاجتماع الذي يعقد في جنيف أعلنت ايران عما وصفته بخطوة كبيرة الى الامام في برنامجها النووي مما يشير الى انها ليست على وشك التراجع عن معركة دائرة منذ فترة طويلة بشأن برنامجها الذي تؤكد أنه يخدم أغراضا سلمية لانتاج الطاقة. وهونت القوى الست وهي بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولاياتالمتحدة من التوقعات بتحقيق انفراجة كبرى خلال المحادثات التي تجرى يومي الاثنين والثلاثاء. ويقول دبلوماسيون ان الاتفاق على الاجتماع مرة اخرى لاجراء مزيد من المحادثات الجوهرية ربما في بداية العام المقبل سيكون علامة على حدوث تقدم. وقال مسؤول غربي "بدأت المحادثات للتو" وذلك بعد قليل من وصول المفاوض النووي الايراني سعيد جليلي ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تجري المحادثات نيابة عن القوى الست الى مركز مؤتمرات في جنيف. وتريد القوى الغربية ان تعلق ايران أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يمكن من خلالها انتاج وقود لمفاعلات الطاقة النووية أو توفير المادة اللازمة للقنابل اذا جرى التخصيب الى مستويات أعلى. وذكر مسؤول أوروبي أن القوى الست تتوقع من ايران أن تلقي الضوء على تساؤلات بشأن برنامجها النووي لم تجب عنها حتى الان. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "الخيارات واضحة أمام ايران.. اما أن تواجه عزلة متنامية واما أن تتعاون." وقال جليلي ان ايران تتعامل مع المفاوضات بجدية. وصرح للتلفزيون الرسمي قائلا "نتعشم ان تكون المحادثات طيبة للغاية وأن تكون محادثات مفيدة وصادقة وشفافة." لكن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال ان مسألة التخصيب لن تناقش في جنيف. وقال علي باقري نائب رئيس الوفد الايراني لرويترز ان "أي قضية تتعلق بالانشطة النووية الايرانية يجب أن تحسم تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية." وشدد الغرب العقوبات على ايران في الاشهر الاخيرة ويقول دبلوماسيون غربيون ان العقوبات تضر بالاقتصاد الايراني المعتمد على النفط وهو ما تنفيه طهران. وحذرت الولاياتالمتحدةايران من أنها ستواجه مزيدا من الضغوط والعزلة ان هي واصلت انشطة تخصيب اليورانيوم. وتقول واشنطن ان كل الخيارات مازالت مطروحة بما في ذلك الخيار العسكري. ولم تستبعد اسرائيل توجيه ضربة عسكرية اذا اخفقت الجهود الدبلوماسية. لكن طهران تسعى للاستفادة من الخلافات بين القوى الست وقال سفيرها لدى الصين يوم الاثنين ان ايران ستظل دائما مصدرا نفطيا موثوقا به بالنسبة للصين ووصف العلاقات بين البلدين بأنها "رائعة". ومازال حكام ايران على تحديهم. ويوم الاحد قال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية ان ايران ستستخدم مسحوق مركزات اليورانيوم أو ما يعرف (بالكعكة الصفراء) المنتج محليا للمرة الاولى في منشأة نووية رئيسية مما يقلل اعتمادها على استيراد هذا المكون الرئيسي من مكونات اللوقود النووي. واستهدف توقيت هذا الاعلان على ما يبدو اظهار تصميم طهران على مواصلة خططها النووية قبل المحادثات مع القوى الست. وقد يخيم على اجواء المحادثات في جنيف مقتل عالم نووي ايراني في طهران الاسبوع الماضي والذي أنحت ايران باللائمة فيه على المخابرات الغربية. وتريد ايران رفع العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة عليها والتي تصفها بانها غير قانونية واتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدس جواسيس من اجهزة مخابرات غربية بين المفتشين الذين يزورون منشاتها النووية بانتظام. من باريسا حافظي وديفيد برونستروم