تناولت بعض الصحف البريطانية الصادرة الخميس الانتخابات البرلمانية الوشيكة في مصر ونشرت صحيفة الاندبندنت مقالا لروبرت فيسك تحت عنوان أيمن نور الرجل الذي يجرؤ على تحدى النظام القمعي في مصر . بدأ فيسك مقاله قائلا إنه خلال لقائه مع أيمن نور وجد بعض الشعرات البيضاء التي تغطي شعره الأسود وهو مظهر مقبول لشخص يبلغ من العمر 45 إلا أنه لا مجال للمقارنه باللون الأسود الذي يكسو شعر الرئيس حسني مبارك الذي يبلغ من العمر 82 عاما والذي يأمل نور أن يتولى مهام منصبه. وأضاف فيسك أن تكون غريما لمبارك الأمر ليس سهلا، فقد كلف الأمر نور 4 سنوات من عمره خلف قضبان السجن وهاهو مع اقتراب الانتخابات البرلمانية يعلن من بيروت بدلا من أن يكون في القاهرة ازدراءه لنظام الحكم الذي وصفه الكاتب بأنه نظام معتدل موال للغرب وهو نظام الديكتاتور الموالي للغرب في الشرق الأوسط إلى جانب بعض الأنظمة الأخرى مثل الملك عبد الله ملك الأردن والعاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الجزائري بوتفليقة والرئيس التونسي بن علي والملك الحسن ملك المغرب . ويواصل فيسك قائلا فليحيا الرئيس مبارك، ولكن إلى متي ؟ فحزب الغد الذي يرأسه نور لن يشارك في انتخابات الأحد القادم وهي الانتخابات التي أكد نور أنها ستشهد تزويرا مثل كل الانتخابات السابقة بداية منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات. ونقل فيسك عن نور قوله ما ستراه الأسبوع المقبل هو مجموعة مشاهد جزء منها مأساوي وجزء كوميدي ومشاهد كوميديا سوداء . ويقول الكاتب إن نور الذي يعمل محاميا وهو رجل قانوني ربما يكون قد أزعج مبارك كثيرا مثلما حدث في باكستان حيث قام محامون بملاحقة الرئيس برفيز مشرف عقب تركه السلطة. ثم يروى أيمن نور ذاته في المقال تجربته خلف قضبان السجن وما تعرض له من معاملة سيئة حيث منع من الدواء والأطعمة من خارج السجن وكان الحراس ينفذون الأوامر بأن تصبح حياتي بائسة . ويؤكد نور أنه تعرض للضرب في السجن من قبل السلطات وذلك بعد أن نشر مقالا على صفحات جريدة الدستور كان عنوانه ماذا سيحدث بعد وفاة الرئيس مبارك حيث أخرجه الحراس من محبسه وضربوه ضربا مبرحا في شتى أنحاء جسده وذلك على مسمع ومرأى من ضابط كبير. وفي نهاية المقال يكشف نور عن أنه لن يستطيع خوض سباق انتخابات الرئاسة العام المقبل لأن هناك مادة قانونية تمنع ترشح شخص للانتخابات خلال ست سنوات من إدانته وقضائه عقوبة في السجن مشيرا إلى أن النظام المصري لا يريد معارضة حقيقية بل يريد معارضة سهلة ليظهر النظام للغرب أن كل شيء طبيعي في مصر. أما الفاينانشيال تايمز فنشرت مقالا تحت عنوان مبارك يشدد قبضته على منافسيه . وتقول الصحيفة أن رجال الشرطة خلف أحد المرشحين في الانتخابات البرلمانية ويدعى حازم فاروق كانوا أكثر من عدد أنصاره وذلك خلال حملته الانتخابية التي قام خلالها بزيارة حي الساحل وهو أحد أحياء القاهرة. وتروى كاتبه المقال هبة صالح أن المرشح الذي يخوض الانتخابات بصفة مستقل ولكنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمون المحظورة كان يقود موكبا من 30 رجلا من أنصاره يرددون شعارات الإصلاح قبل أن يجد ثلاث حافلات صغيرة معبأة بضباط ورجال شرطة بملابس مدنية وراءهم خطوة بخطوة. ونقلت الصحيفة عن المرشح قوله كل المرشحين يسمح لهم أن يخرجوا بمسيرات وخلفهم مئات من أنصارهم إلا نحن فيجب أن نسير وحولنا سوار أمني . وتشير الكاتبة أن فاروق كان عضوا في مجلس الشعب المنتهية ولايته والذي شهد حصول مرشحين لجماعة الإخوان على 20 بالمائة من مقاعد البرلمان وهو ما شكل صدمة للحكومة المصرية والحزب الحاكم برئاسة حسني مبارك. وترى الكاتبة أن الحكومة المصرية هذه المرة مصممة على منع تكرار ما حدث في الانتخابات السابقة حيث فرضت الشرطة إجراءات صارمة على الحملات الانتخابية لمرشحي الإخوان فضلا عن وقوع اشتباكات مع أنصارهم حتى وصل الأمر إلى اعتقال المئات منهم بدعوى أنهم يرددون شعارات دينية محظورة خلال الحملات الانتخابية. وتقول الصحيفة إن الحكومة المصرية رفضت دعوات داخلية وخارجية بوجود مراقبين دوليين للانتخابات ووعدت بتنيظم انتخابات نزيهة تحت مراقبة جماعات المجتمع المدني المصرية التي أعربت عن غضبها بعد تصريحات رئيس مفوضية الانتخابات بأن المراقبين سيسمح لهم فقط بمتابعة الانتخابات وليس مراقبتها . وهو ما يعني أن المراقبين لن يستطيعوا الدخول إلى مقار اللجان الانتخابية على الرغم من حصولهم على تصاريح من مفوضية الانتخابات إلا بعد موافقة رؤساء اللجان الانتخابية. نشرت صحيفة الجارديان على صفحتها الأولى ما أطلقت عليه تقريرا خاصا يتناول قصة بريطانيين من أصل أفغاني يقاتلون في صفوف حركة طالبان في أفغانستان ضد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنتشرة هناك. وتنقل الصحيفة عن أحد هؤلاء قوله إنه يعمل كسائق سيارة أجرة في لندن ويحصل على أجر جيد ولكنه يأتي إلى أفغانستان لمدة ثلاثة أشهر ليكون بين عائلته وأصدقائه للجهاد معهم ضد الغزاة. ويضيف الشخص ذاته الذي يحمل رتبه متوسطه بين قادة حركة طالبان أن هناك الكثير من أمثاله ممن يعيشون في لندن حتى الآن ويجمعون أموالا يرسلونها لمقاتلي طالبان. وتقول الصحيفة إن المقاتل لديه أربعة أشقاء أتوا جميعا للجهاد أحدهما يعيش أيضا في لندن والآخران في دبي والنرويج. ويقول الأشقاء إن موسم الجهاد أوشك على الانتهاء والآن هم يستعدون للعودة إلى حياتهم المدنية العادية. وتشير الجارديان في هذا الصدد إلى أن مسئولي الاستخبارات البريطانية طالما كانت لديهم شكوك في أن هناك بريطانيين يدينون بالإسلام يتوجهون سنويا إلى أفغانستانوباكستان للتدريب على يد المسلحين الموجودين هناك.