اعلنت منطقة اليورو مساء الثلاثاء استعدادها لمساعدة القطاع المصرفي الايرلندي عند الضرورة الى جانب صندوق النقد الدولي والدفاع عن استقرار الاتحاد النقدي الاوروبي المهدد مجددا جراء اضطرابات في الاسواق بعد ستة اشهر من ازمة اليونان. واعلن مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية اولي رين ان مشاورات بين السلطات الايرلندية والمفوضية الاوروبية والمصرف المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي ستجري "في شكل مكثف" بهدف وضع برنامج مساعدة لمصارف هذا البلد في شكل وقائي. وقال ان "هذه الاستعدادات يمكن اعتبارها بمثابة تكثيف لبرنامج محتمل يتركز على اعادة هيكلة القطاع المصرفي، في حال برزت الحاجة الى برنامج" مماثل. واوضح رئيس مجموعة يوروغروب جان كلود يونكر خلال مؤتمر صحافي اثر اجتماع المجموعة في بروكسل ان المشاورات المقبلة ستنتهي "سريعا" وعلى دبلن ان تقرر "خلال الايام المقبلة" ما اذا كانت ستطلب المساعدة او لا. ويثير العجز الهائل لايرلندا الذي سيبلغ 32 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي هذه السنة، قلق المستثمرين. وقد ادى الى ارتفاع معدلات فائدة قروض الدولة الى مستويات لا سابق لها. لكن السلطات الايرلندية ترفض هذه المساعدة حتى الان. وهي ترى انها تملك ما يسمح لها باعادة التمول حاليا وتريد تجنب تدخل خارجي يمكن ان يعتبر فقدانا غير مقبول للسيادة. وصرح رئيس الوزراء الايرلندي براين كوين مساء الاثنين للاذاعة الايرلندية العامة "ايرلندا لن تطلب اي مساعدة مالية لاننا نتمتع بملاءة مالية تامة حتى منتصف العام المقبل". لكنه اضاف "نجري مناقشات مع شركائنا حول الطريقة المثلى لتعزيز الاستقرار المالي والمصرفي". من جهته، نصح وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر حكومات منطقة اليورو بالتحرك بسرعة كبيرة لحل مشكلات العجز العام التي تهدد استقرارها الاقتصادي. وفي حال تم اعتماد خطة لمعالجة مشكلات القطاع المصرفي، تستطيع ايرلندا ان تعول على صندوق طوارىء تم انشاؤه من جانب منطقة اليورو في الربيع الفائت بقيمة 440 مليار يورو اثر الازمة اليونانية. ومع اضافة قروض من صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي، ترتفع قيمة هذا الصندوق الى 750 مليار يورو. واوضح المسؤول عن هذا الصندوق كلاوس ريغلينغ الثلاثاء انه سيكون قادرا على رصد "مبالغ كبيرة" على شكل قروض عند الضرورة وفي شكل "سريع"، وذلك ضمن مهلة تراوح بين خمسة وثمانية ايام. وفي اطار اوسع، ابدى وزراء مال منطقة اليورو استعدادهم للتحرك "بتصميم وفي شكل منسق" عند الضرورة لضمان الاستقرار المالي للاتحاد النقدي، وفق تصريحات ادلى بها يونكر. وكان رئيس الاتحاد هيرمان فان رومبوي لم يتردد في القول "نحن نواجه ازمة مرتبطة ببقائنا". واضاف "علينا العمل جميعا بالتشاور لنؤمن بقاء منطقة اليورو، لانه اذا لم تبق منطقة اليورو فان الاتحاد الاوروبي لن يبقى ايضا".