كابول (رويترز) - قال الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الافغانية يوم الاثنين ان الحركة ثابتة على رفضها التام لاجراء محادثات للسلام ولن تجري أي محادثات مع ما تعتبره حكومة فاسدة ما دامت القوات الاجنبية في البلاد. وقال عمر في بيان طويل بمناسبة عيد الاضحى ان أعداء طالبان "هزموا في ساحة المعركة" فلجأوا الى نشر "شائعات مضللة" عن اجراء محادثات. ووضع الرئيس حامد كرزاي اجراء محادثات مع طالبان ضمن بنود خطة أوسع نطاقا لاعادة دمج المقاتلين في المجتمع لكن مسؤولين أفغان وأمريكيين هونوا من شأن تقارير متضاربة وغير مؤكدة عن اجراء محادثات مع قياديين من المسلحين قائلين ان أي اتصالات أجريت حتى الان كانت مجرد اتصالات تمهيدية. وتقول طالبان منذ أمد طويل ان الحديث عن اجراء مفاوضات للسلام مجرد دعاية وانها لن تجري أبدا أي محادثات ما دامت القوات الاجنبية في البلاد. وقال عمر في البيان الذي أرسل بالبريد الالكتروني الى وسائل الاعلام " العدو الماكر الذي احتل بلدنا يحاول من ناحية توسيع عملياته العسكرية ومن ناحية أخرى يريد ذر الرماد في عيون الناس من خلال نشر شائعات عن المفاوضات." ويعتقد أن عمر يختبيء في باكستان. وبلغ العنف في أنحاء أفغانستان أعلى مستوى منذ أن أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحكم طالبان في نوفمبر تشرين الثاني عام 2001 لايوائها تنظيم القاعدة. وسجلت الخسائر العسكرية والمدنية مستويات قياسية على الرغم من وجود 150 الف جندي أجنبي في البلاد. وشن مسلحون في الايام الاربعة الاخيرة سلسلة هجمات على أهداف أجنبية وأفغانية أعلنت طالبان مسؤوليتها عن كثير منها وسيكون تصاعد العنف ضمن جدول أعمال قمة حلف شمال الاطلسي في لشبونة هذا الاسبوع. ويتعرض كثير من زعماء دول الحلف الاوروبية الى ضغوط داخلية من جانب رأي عام متشكك تطالبهم بتبرير استمرار التزامهم بالحرب الطويلة المكلفة. ومن المرجح أن تكون هذه الافكار في ذهن الرئيس الامريكي باراك أوباما عندما يراجع استراتيجيته في أفغانستان في ديسمبر كانون الاول. وتعهد أوباما ببدء خفض القوات الامريكية في يوليو تموز 2011. ويقول كرزاي انه يريد أن يتولى الافغان المسؤولية الامنية الكاملة بحلول عام 2014. وفي الوقت نفسه أصبح هناك قبول متزايد للحاجة الى تسوية الصراع عن طريق التفاوض. وبرغم تصعيد هجمات طالبان فهي تقدم نفسها على أنها الحكومة البديلة مستقبلا. ووصف عمر الفساد في أفغانستان بأنه "هائل" مشيرا الى أن منظمة الشفافية الدولية تضع أفغانستان من بين الدول الاكثر فسادا في العالم. وقال عمر "بلغت الصعوبات.. التجويع.. الفقر.. التشريد.. الخسائر المدنية.. الامراض المختلفة.. انحراف الشبان والانحدار الثقافي والاجتماعي باسم الديمقراطية الذروة." ويقول محللون ان طالبان بدأت من جديد تصوير نفسها على أنها قوة سياسية مشروعة ملاحظين أن خطابها السياسي اختلف وبات أكثر تواترا. وفي الوقت نفسه تتحدث طالبان عن تحقيق نحاح ضخم في ساحة المعركة وخصوصا في اقليمي هلمند وقندهار الجنوبيين في الوقت الذي يقول فيه قادة القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي انهم تمكنوا من وقف القوة الدافعة للمتمردين.