قال مصدر برلماني مشارك في اجتماعات القادة العراقيين بعد انتهاء جلستهم مساء الاربعاء انه تم الاتفاق على عقد جلسة للبرلمان بعد ظهر الخميس على ان تسبق ذلك جلسة محادثات اخرى تختار خلالها القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي مرشحها الى رئاسة البرلمان. واضاف المصدر ان من بين الملفات التي اتفق عليها خلال جلسة الاربعاء انشاء المجلس الوطني للسياسات العليا وملفي المصالحة الوطنية وهيئة المساءلة والعدالة، مشيرا الى الاتفاق على كافة الملفات من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وكان قادة الكتل السياسية العراقية واصلوا اجتماعاتهم في بغداد عصر الاربعاء للتوصل الى اتفاق حول تقاسم المناصب الرئيسية وتوزيع الصلاحيات في البلاد بعد اكثر من ثمانية اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية. وافادت مصادر برلمانية ان قادة الكتل السياسية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومنافسه الابرز اياد علاوي حضروا الجلسة في مقر اقامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في المنطقة الخضراء في بغداد. واضاف المصدر ان "الاجتماع بدا حوالى الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (13,00 تغ). والاجتماع هو الثاني من نوعه في بغداد بعد اجتماع اربيل. ويحاول القادة التغلب على خلافاتهم المستعصية بعد اجتماع الاثنين في اربيل قبل اجتماع متوقع للبرلمان الخميس لانتخاب رئيسه ثم انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيعين بعد ذلك رئيسا للوزراء لتشكيل الحكومة. لكن الاتفاق على توزيع هذه المناصب متوقف في الدرجة الاولى على حل المشاكل التي تعرقل العملية السياسية. وناقش اجتماع الثلاثاء ملفات الالتزام بالدستور والتوافق والتوازن السياسي. وقال نائب رئيس الوزراء المنتهية ولايته روز نوري شاويس مساء الثلاثاء للصحافيين ان "الجلسة الاولى من اجتماع اليوم لم تناقش الرئاسات الثلاث لانها ليست موضوع البحث (...) فهي مسالة مهمة بحاجة الى وقت ونقاشات مستفيضة". واضاف ان "اجتماع الغد (الاربعاء) سيبحث في انعقاد جلسة البرلمان من عدمه". بدوره، قال طارق الهاشمي القيادي في الكتلة العراقية ان "ما تم الاتفاق عليه امس من التزام بالدستور والتوافق والتوازن يعد خطوة مشجعة لمواصلة الحوار". وبحسب بيان لمكتب الهاشمي، فانه "سيحضر الاجتماع حاملا في حقيبته الحد الأدنى المقبول للعراقية في جميع الملفات محل الخلاف من اجل حسمها في اجتماع اليوم او لاحقا مع الكتل السياسية الاخرى وما لم يتحقق ذلك فسيكون لكتلته موقف آخر". وقد ابدى المالكي في وقت سابق الاربعاء تشددا في مواقفه السياسية خلال اجتماع للتحالف الوطني الشيعي، محذرا في الوقت ذاته من "تحول الاختلاف الى صراع". وشدد على "التحدي والصلابة والاصرار على ان لا نسمح لمثالب الفتنة والمؤامرة ان تعود مرة اخرى وتصادر كل ما تم انجازه ببركة دماء شهدائنا وفي طليعتهم الصدرين الاول والثاني والاف الشهداء الابرار". ويشير بذلك الى محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر اللذين قتلهما النظام السابق العامين 1980 و1999 على التوالي. واضاف "هذه ليست المحطة الاخيرة كما انها ليست الضربة الاخيرة التي نضرب فيها خيوط المؤامرة التي كادت ان تنجح من خلال ما تمت حياكته عبر اشهر سبقت الانتخابات وجاءت بما جاءت به"، في اشارة الى فوز "العراقية" بزعامة خصمه الابرز اياد علاوي. وتابع المالكي "لكن هناك مجموعة امور لمن يريد ان يتصدى للمهام والمسؤوليات لا بد ان يتصف بها (...) غدا في مجلس النواب ستكون البداية تاسيس الدولة العراقية وليس تشيكل الحكومة فقط لانها ستتشكل على اسس تستكمل تلك التي قطعنا بها الشوط". وقال ان "مجلس النواب هو الماكينة التي تحرك عجلة الدولة والاختلافات في وجهات النظر لن تنتهي وستبقى موجودة فهذه مسألة طبيعية والحياة قائمة على هذا، لكن يجب ان نعلم انه عندما نختلف فيما بيننا فاننا جميعا في مركب واحد، والاختلاف اذا لم يدار بعقلية واخلاقية مسؤولة (...) فستتوسع الدائرة ويتحول الى صراع". ويبدو ان الحوار الذي انتقل الى بغداد لم يثمر اي نتيجة حاسمة بشان تقاسم الصلاحيات والرئاسات الثلاث خصوصا في ظل غياب علاوي عن الاجتماع مساء الثلاثاء.