ادلى سكان غينيا باصواتهم الاحد في هدؤ لاختيار اول رئيس منتخب ديموقراطيا في تاريخ البلاد بعد انتظار طويل منذ الجولة الاولى للاقتراع التي جرت في 27 حزيران/يونيو الماضي وشهدت اعمال عنف سياسية وقبلية. واغلقت اقلام الاقتراع في موعدها المحدد في الساعة 18,00 ت غ بعد ان كانت فتحت ابوابها في الساعة السابعة ت غ. وقال السكرتير التنفيذي للمجلس الوطني لمنظمات المجتمع المدني في غينيا الذي وضع 964 مراقبا في مختلف انحاء البلاد "كان هناك اقبال كبير في جميع المناطق وحماس شعبي وانضباط غير عادي". وبعد نصف قرن من الديكاتورية والانظمة الاستبدادية دعي نحو 4,2 ملايين ناخب الى الاختيار بين مدنيين: سيلو دالين ديالو الذي تولى اكثر من مرة منصب الوزير ورئيس الوزراء السابق في عهد نظام الجنرال الراحل لنسانا كونتي (1984-2008)، والفا كوندي المعارض التاريخي لجميع الانظمة الذي قضى عامين في السجن. وقد حل الاثنان في مقدمة المرشحين في الدورة الاولى التي جرت قبل اكثر من اربعة اشهر في 27 حزيران/يونيو وحصل الاول على 43% من الاصوات والثاني على 18%. الا ان النتيجة ليست محسومة نظرا الى حجم التصويت القبلي والتحالفات التي عقدت بين الجولتين. ومنذ شروق الشمس تدفق الناخبون على اقلام الاقتراع في كوناكري. وقال سيدو سيسي (67 سنة) الطبيب المتقاعد الذي ادلى بصوته في مدرسة تقع على شاطئ البحر "الكل يريد التخلص سريعا من النظام السابق ومعه الفساد ونهب اموال الدولة". وفي احياء اخرى من العاصمة لاحظ مراسل فرانس برس مئات الناخبين يقفون في طوابير ينتظرون بهدوء دورهم للانتخاب. ولدى الادلاء بصوته دعا رئيس النظام الانتقالي الجنرال سيكوبا كوناتي من جديد الى "السلام والوحدة الوطنية" وقال انه "فخور وسعيد جدا" معتبرا انه اوفى ب"كلمته" باعادة السلطة الى المدنيين بعد 26 عاما من الانظمة العسكرية. وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي شهدت الحملة الانتخابية اعمال عنف سياسية وقبلية في كوناكري والعديد من مدن الشرق سقط خلالها عشرات الجرحى وقتل واحد على الاقل وفقا لشهود. الا انه لم يسجل اي حادث خطير الاحد. وقبل يومين دعا المرشحان، المنتميان الى اكبر قبيلتين في غينيا وهما البول التي ينتمي اليها ديالو والمالينكي التي ينتمي اليها كوندي، الجمعة سويا الى الهدوء والتآخي متجاوزين خلافاتهما. واشار كوندي الى "بعض المشاكل" التي لا تتسم بخطورة حقيقية في عدد من المكاتب وقال "نامل بعد هذا التصويت ان نبدا حقا عملية تنمية ديموقراطية لاقامة دولة حقيقية تحمي المواطنين وممتلكاتهم وتفرض القانون على الجميع". من جانبه قال ديالو ان الاقتراع "في مجمله سار بشكل جيد" وان "كل الظروف لانتخابات حرة وشفافة يبدو قد توافرت". الا انه اكد ان ائتلافه لم "يتمكن من ايجاد ممثلين لمراقبة العملية الانتخابية في مدينتي كوروسا وسيغيري في غينيا العليا حيث وقعت هجمات ضد قبيلة البول في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وقد امضى ديالو اكثر من عشر سنوات في الحكومة في عهد الجنرال الراحل لاسانا كونتي قبل ان يحصل على لقب "مقاتل من اجل الحرية" عندما اصيب برصاص العسكريين خلال المذبحة التي جرت في 28 ايلول/سبتمبر 2009 وسقط خلالها 157 قتيلا. من جانبه يبدو كوندي (72 سنة) في صورة المعارض الذي لا يكل والذي لم يشارك في اي حكومة. وقد حكم عليه بالاعدام غيابيا عام 1970 في عهد نظام الرئيس احمد سيكوتوري ثم سجن من 1998 الى 2000 في عهد كونتي. وخلال الفترة بين الجولتين حصل ديالو على دعم رئيس الوزراء السابق سيديا توري (12% من الاصوات في الجولة الاولى) وهو من قبلية السوسو. من جانبه حصل كوندي على دعم مرشحين اخرين من قبلية المالينكي ورئيسي الوزراء السابقين كاسوري فوفانا (سوسو) وبابا كولي كوروما. ولا يزال نصف السكان في هذا البلد الذي يملك ثروة منجمية هائلة تتنازع عليها الشركات المتعددة الجنسيات، يعيشون تحت عتبة الفقر حيث معظم المنازل لا تصلها المياه العذبة ولا الكهرباء. واغلقت كافة الحدود الاحد ومنعت حركة السير عموما من السادسة ت.غ. الى منتصف الليل تغ. ولا ينتظر ظهور نتائج الانتخابات قبل الاربعاء.