القاهرة - قالت مجموعة عامر جروب يوم السبت انها ستطلق طرحا أوليا بالبورصة المصرية الشهر الجاري لجمع 1.15 مليار جنيه مصري (200 مليون دولار) بينما أبدى محللون ماليون وخبراء تخوفهم من توقيت الطرح وقيمته بسبب نقص السيولة وتعلق أذهان المستثمرين بالهبوط الحاد لسهم شركة جهينة للصناعات الغذائية في أول أيام تداوله بالبورصة. وعانت سوق الطرح العام الاولي بمصر من النضوب منذ اكتتاب بايونيرز القابضة في يونيو حزيران 2008 ومن قبلها أسهم مجموعة طلعت مصطفى في نوفمبر تشرين الثاني 2007 وأخيرا جهينة للصناعات الغذائية في يونيو حزيران الماضي والتي هبط سهمها 11 في المئة في أول أيام تداوله بعد معارضة كثير من الخبراء لتوقيت طرحه. وقال علاء سبع رئيس مجلس ادارة بلتون فايننشال التي تدير الطرح يوم السبت في مؤتمر صحفي "نتوقع جمع 200 مليون دولار من الطرح ... 930 مليون جنيه مصري من خلال الطرح الخاص و220 مليون جنيه من الطرح العام." وأضاف "من المتوقع انتهاء الطرح الخاص في 21 نوفمبر والعام في 24 نوفمبر وبدء تداول السهم في البورصة يوم 29 نوفمبر. نسبة التداول الحر من الاسهم بعد الطرح ستكون 20 في المئة." وأشار سبع الى أن من "المتوقع الحصول على موافقة هيئة الرقابة المالية بمصر على نشرة الاكتتاب الخاصة بالطرح خلال الايام القليلة القادمة. سعر السهم سيكون واحدا في الطرحين العام والخاص." وقال منصور عامر رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لعامر جروب التي يبلغ رأسمالها قبل الطرح نحو 195 مليون جنيه موزعا على 1.63 مليار سهم بقيمة اسمية 0.12 جنيه للسهم "سعر السهم في الطرح الخاص سيكون ما بين 2.6 الى 3.6 جنيه لكن القيمة النهائية ستعلن تقريبا 20 نوفمبر." وأضاف "تقييم السهم لم يدخل به جامعة العلمين أو شركة أرابتك مصر. سنستخدم حصيلة الطرح لتسريع استكمال مشاريع الشركة. سنقوم بالانتهاء من أي مشروع لنا في عام بعد بدايته بدلا من عامين." وتستثمر المجموعة في المجالات العقارية والسياحية وسلاسل المطاعم والمراكز التجارية ومن بين مشروعاتها بورتو السخنة وبورتو مارينا وبورتو طرطوس بسوريا بالاضافة الى خمسة مراكز تجارية تابعة للمشروعات السابقة وفندقين خمسة نجوم علاوة على عدد من سلاسل المطاعم مثل تشيليز وجوني كارينوز واستوديو مصر والان لانوتر وحلقة السمك ونايل سيتي. وأوضح "سيتم افتتاح المرحلة الاولى من مشروع بورتو طرطوس الاسبوع القادم والاسبوع الذي يليه سنفتتح مطعما لنا بالسعودية." وكان مصدر مالي رفض الكشف عن اسمه قد قال ان "40 مليون دولار من قيمة الطرح ستكون من خلال بيع جزء من نسبة الوقف الخيري الذي تبلغ حصته 33 في المئة من المجموعة." وحول توقيت الطرح قال سبع "الوقت الحالي مناسب لاطلاق طرح عام أولي نظرا لوجود طلب على الاستثمارات المصرية وعدم وجود عمليات طرح عام أولي أخرى كثيرة في المنطقة العربية." وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة المصريين في الخارج لادارة المحافظ المالية " توقيت الطرح سيء وقيمته أسوأ خاصة وأن مستوى السيولة في السوق هزيل في الفترة الاخيرة." وتابع فتحي "السوق يفتقد لشهية المخاطرة ولابد أن تتعدى قيمة التداول بالسوق 1.5 مليار جنيه حتى نستطيع القول انه يمكن لطرح أن ينجح ويسحب سيولة من السوق. لابد أن يتذكر مدير الطرح أن تجربة جهينة مازالت ماثلة في الاذهان والناس لم تستفد من الطرح في البداية." وأضاف "السوق سيكون هو ضحية هذا الاكتتاب فمدير الطرح لا يهمه الا العمولة وترتيبه بين الشركات بنهاية العام والشركة يهمها الحصول على أموال الاكتتاب. أنصح المستثمر بالتريث ومقارنة الورقة بالاوراق الموجودة بالسوق." وقال عامر الذي بدأ رحلته في التطوير العقاري عام 1989 "نسعى لدخول أسواق جديدة مثل ليبيا والمغرب ويمكننا عمل نحو 20 مشروع بورتو اخر بمصر .. يمكننا عمل بورتو بالصين . بورتو أصبحت علامة مصرية تصدر للخارج" ، وأضاف "المجموعة تثبت مبيعاتها من الوحدات بعد تسليمها للعملاء" وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لادارة صناديق الاستثمار "البورصة تعاني نسبيا من مشكلات في حجم السيولة مما يعني ضرورة تكثيف عمليات الترويج لهذا الطرح في الاسواق الخارجية وعدم الاعتماد علي الاسواق الداخلية كما حدث في الطروحات السابقة التي ثبت عدم نجاحها خلال الفترات الاخيرة." وقال عامر "خلال جولتي للترويج للطرح الاسبوع الماضي بالدول العربية هناك بعض المستثمرين عرضوا علينا الحصول على أراض لاقامة مشروعات بورتو عليها." وقال عادل "يمكن أن تنحصر نقاط الجاذبية الاستثمارية في الطرح في الحجم القوي بالنسبة للشركة وعملها في أنشطة ذات طبيعة تدفقات مرتفعة الي جانب قوة الاداء المالي وارتفاع حجم الاراضي لديها بالاضافة الي جانب تنويع مصادر ايراداتها." وبحسب مذكرة بحثية من بلتون نشرتها صحيفة مصرية الاسبوع الماضي بلغت ايرادات المجموعة في 2009 نحو 1.49 مليار جنيه وقدرت بلتون قيمة مجموعة عامر بما بين 7.1 مليار و8.3 مليار جنيه. وكانت المجموعة حققت أرباحا صافية في 2007 بنحو 123 مليون جنيه ارتفعت الى 285 مليون جنيه في 2008 و503 ملايين جنيه في 2009 في حين حققت 415 مليون جنيه في النصف الاول من 2010 وفقا للقوائم المالية غير المجمعة. وقال محمد النجار رئيس قسم البحوث بشركة المروة لتداول الاوراق المالية "الوقت غير مناسب وظروف السوق لن تساعد في انجاح الطرح. ليست هناك سيولة بالسوق ويجب ألا ننسى الاوضاع السياسية بمصر ومرورها بانتخابات تشريعية هامة." وتجري انتخابات مجلس الشعب المصري يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني على أن يبدأ مجلس الشعب دور انعقاده الجديد يوم 13 ديسمبر كانون الاول. وقال النجار "الشركة في حالة تكتم شديد وذلك ما ظهر اليوم بالمؤتمر وذلك سيجعل المستثمرين في حالة تخوف من السهم. أعتقد أن الشركة تأثرت بشدة بالازمة المالية العالمية ويبدو أنها في حاجة ملحة لسيولة. أنصح المستثمر بالحذر عند أخذ قرار الاكتتاب." وقال عامر "لم نتأثر بالازمة المالية العالمية .. المبيعات استمرت كما هي بدون تأثر." وأضاف "لا نشتري قطع أراض بمساحات كبيرة. نأخذ الارض ونبني عليها ونبيعها كوحدات ونبحث عن غيرها. جميع الاراضي المرافقة لمشروعاتنا أسعارها تضاعفت." وأضاف "حصلنا على أول ترخيص للبناء على الجبال وكان سعر المتر دولارا واحدا الان أصبح 700 جنيه." وقال حسام أبو شملة رئيس قسم البحوث بشركة العروبة للسمسرة في الاوراق المالية "لا أشجع طرحا جديدا الا اذا كان شديد الجاذبية حتى يستطيع جذب المستثمرين لضخ سيولة به. لابد أن يقل سعر الطرح 30 في المئة عن القيمة العادلة للسهم حتى ينجح. أنصح المستثمر بدراسة سعر الطرح ونسب الربحية والنمو مقارنة مع الاسهم الشبيهة بالسوق والافضل يدخل به."