سانتياجو دي كومبوستيلا (اسبانيا) (رويترز) - في مستهل زيارة قصيرة لاسبانيا التي قطعت شوطا طويلا في العلمانية حذر البابا بنديكت يوم السبت أوروبا من السماح للمادية بطمس ارثها الروحي ووجه انتقادا غير مباشر لقانون الاجهاض في البلاد. واصطدمت الكنيسة الكاثوليكية في اسبانيا -التي تلطخت صورتها بسبب علاقتها الوثيقة بالجنرال فرانشيسكو فرانكو على مدى 36 عاما من الحكم الدكتاتوري- بالحكومة الاشتراكية لرئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو بسبب حقوق المثليين والاجهاض. وقال البابا في بداية زيارته لمدينة سانتياجو دي كومبوستيلا بشمال غرب اسبانيا "أنا أيضا أرغب في تشجيع اسبانيا وأوروبا على بناء حاضرهما وتخطيط مستقبلهما على اساس الحقيقة الاصيلة بشأن الانسان." وكان في استقبال البابا لدى وصوله الى المدينة التي تعتبر مقصدا دينيا مهما منذ العصور الوسطى الامير فيليب والاميرة ليتيثا. وتستغرق زيارة البابا 32 ساعة وهي ثاني زيارة له لاسبانيا منذ انتخابه للبابوية في 2006. وقال البابا ان الحرية يجب أن تبنى على "العدالة للجميع ابتداء بالاكثر فقرا والاكثر ضعفا" في اشارة واضحة الي الاجهاض. وتم تقنين الاجهاض -الذي كان محظورا اثناء حكم فرانكو الذي توفي في 1975- في حالات محدودة في 1958 لكن حكومة ثاباتيرو سمحت هذا العام باجرائه لمن تطلبه في أول 14 اسبوعا من الحمل. ويمكن للقاصرات اجراء الاجهاض بموافقة أحد الوالدين. وقال البابا ان أوروبا يجب أن "تهتم ليس فقط بالحاجات المادية للناس لكن ايضا بحاجاتهم الاخلاقية والاجتماعية والروحية والدينية مادامت كلها حاجات أصيلة لبني البشر." ويبلغ عدد سكان اسبانيا 46 مليون نسمة منهم 76 بالمئة يعتبرون أنفسهم كاثوليك لكن 15 بالمئة فقط من هؤلاء انهم يذهبون الى الكنيسة بانتظام طبقا لاستطلاع أجراه مركز الدراسات الاجتماعية. وتثير حقوق المثليين واحدة من أكبر المعارك بين الحكومة الاسبانية والكنيسة. وفي 2005 أصبحت اسبانيا ثالث دولة في العالم تجعل زواج المثليين قانونيا. ويسمح القانون الذي تبنته حكومة ثاباتيرو رغم معارضة شرسة من الكنيسة للمثليين المتزوجين بتبني أطفال وهو أمر يحرمه الفاتيكان. وفي احتجاج على زيارة البابا يعتزم المثليون من الجنسين تنظيم مظاهرة ضخمة " لتبادل القبلات" في برشلونة التي سيتوجه اليها البابا مساء يوم السبت في ثاني محطة له ضمن الزيارة.