بروكسل (رويترز) - قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون يوم الجمعة إن إيران مستعدة لمناقشة برنامجها المثير للجدل لتخصيب اليورانيوم مع القوى الست العالمية في أي وقت بعد العاشر من نوفمبر تشرين الثاني وذلك في أول محادثات بين الجانبين منذ أواخر 2009 . وصرحت اشتون بأنها تلقت رسالة من سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين وافق فيها على الاجتماع "في مكان وموعد مناسب للجانبين" بعد العاشر من نوفمبر. وكانت اشتون قد دعت في رسالة في وقت سابق من هذا الشهر لجليلي إلى اجراء محادثات تستمر ثلاثة أيام في فيينا من 15 الى 17 نوفمبر. وقالت اشتون للصحفيين خلال قمة لزعماء الاتحاد الاوروبي في بروكسل "الدكتور جليلي...يرى من المناسب بدء المناقشات بعد العاشر من نوفمبر ويريد الاتفاق على الموعد والمكان. اعتقد ان هذه خطوة هامة للغاية." وفي طهران أكدت قناة برس تي.في التلفزيونية الحكومية أمر الرسالة وأشارت إلى شروط وضعتها إيران في السابق مثل "توضيح بشأن البرنامج النووي الاسرائيلي الغامض". ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك ترسانة نووية. وقال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي إن الاجتماع مع إيران ربما يعقد في جنيف بدلا من فيينا وإن الهدف هو إجراء محادثات تستمر ثلاثة أيام "ووضع كل القضايا على الطاولة" بما في ذلك إجراء مناقشات موسعة حول نشاطات إيران النووية. وأضاف "نعتبر هذا كله إشارة إيجابية جدا وهناك إحساس قوي بالتفاؤل." وفرض الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة والامم المتحدة عقوبات جديدة على إيران للضغط عليها حتى تعود إلى المفاوضات منذ أن أجرت القوى الست وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا أحدث جولة من المحادثات مع الجمهورية الاسلامية. ونفت إيران أن يكون للاجراءات آثار. ويعتقد الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة أن برنامج إيران للطاقة النووية يهدف لانتاج أسلحة. وتقول إيران إن برنامجها سلمي ولا يهدف إلا لتوليد الطاقة. وتريد القوى الست العالمية أن تكبح إيران نشاط التخصيب الذي يمكن أن يستخدم في أغراض سلمية وعسكرية. وتستبعد إيران هذا ولا تبدي أي إشارة على تغيير موقفها في النزاع الذي بدأ قبل ثماني سنوات والذي يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح إقليمي ونشوب صراع في الشرق الاوسط. وقال دبلوماسي غربي في فيينا حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة "كان الايرانيون سعداء بالاجتماع في الماضي ثم تراجعوا." وفي بروكسل قال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي إنه يعتقد أن الايرانيين وافقوا على الاجتماع لأسباب من بينها التداعيات التجارية والاقتصادية للعقوبات التي فرضت عليهم مؤخرا. لكن ايان انتوني من المعهد الدولي لأبحاث السلام في استوكهولم قال إن كوريا الشمالية وهي أضعف بكثير من إيران من حيث قوة الاقتصاد والاتصالات الدولية لم تقدم أي تنازلات بسبب العقوبات. وأضاف "إذا لم تكن العقوبات فعالة ضد كوريا الشمالية فيجب على الأقل أن نتساءل بشأن فاعليتها ضد إيران." وبدا أن إيران حريصة بدرجة أكبر على استئناف المحادثات بشأن خطة متعثرة تقضي بأن ترسل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج وتحصل في المقابل على وقود مخصب بدرجة أعلى يستخدم في مفاعل طبي. ويرى دبلوماسيون غربيون أنه حتى لو تم إحياء فكرة مبادلة الوقود فإن هذا لن يهديء مخاوف أوسع بشأن خطط إيران النووية ويقولون إنه يجب أن توافق إيران على مناقشة هذه المخاوف أيضا. وقالت وزارة الخارجية الامريكية هذا الاسبوع إن واشنطن وحكومات أوروبية تعدان عرضا جديدا لإيران بشأن مبادلة محتملة للوقود النووي وإن العرض سيشمل شروطا أشد مما رفضتها طهران العام الماضي.