يعتزم الاتحاد الاوروبي تليين موقفه الحازم حيال كوبا وقد كلف الممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون دراسة سبل تحسين العلاقات مع نظام كاسترو، بعد الافراج عن عشرات السجناء السياسيين. وقالت اشتون ان وزراء الخارجية الاوروبيين كلفوها خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ ان تدرس موقف كوبا بشأن تطوير علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي. وقالت اشتون "لدينا موقف مشترك حيال كوبا وفي هذا الاطار سنفكر بما ستكون عليه الامور". ولا يتيح هذا الموقف المشترك تطبيع العلاقات مع الجزيرة الشيوعية بدون تحسين وضع حقوق الانسان في كوبا واحراز تقدم في مجال الديموقراطية. وهناك حوار قائم منذ 2008 لكنه لا يزال محدودا جدا. وستعرض اشتون حصيلة جهودها في كانون الاول/ديسمبر، على الارجح في مناسبة انعقاد اجتماع جديد لوزراء الخارجية، وفق مصدر دبلوماسي. واوضح المصدر الدبلوماسي الاوروبي انه يمكن درس امكانية التفاوض بشان اتفاق ثنائي مع كوبا، وان اتصالات ستجري على مختلف المستويات مع السلطات الكوبية خلال الاسابيع المقبلة. وبينت الجهود التي قام بها خلال الاشهر الاخيرة وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس - الذي حلت محله الاسبوع الماضي ترينيداد خيمينيث - ان كوبا "مستعدة للتعهد بالسير في هذا الاتجاه ونحن الان بحاجة لرفع هذه الاجواء الايجابية الى المستوى الاوروبي"، وفق مصدر دبلوماسي. وقالت خيمينث "حان الوقت للبدء بحوار جديد، وعلاقات جديدة بين الاتحاد الاوروبي وكوبا". واضافت ان "الاتحاد الاوروبي يقول بوضوح اننا نفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزيرة (..) ويامل ان تثمن بادرة الثقة هذه". والجمعة، رحبت اشتون عبر الناطقة باسمها بافراج هافانا عن سجناء جدد الخميس، في اليوم الذي اعلن فيه البرلمان الاوروبي منح جائزة ساخاروف لحرية الفكر للمنشق الكوبي غييرمو فاريناس. وكانت الحكومة الكوبية وافقت في تموز/يوليو على الافراج عن 52 سجينا من مجموعة 75 منشقا حكم عليهم في العام 2003، على مدى اربعة اشهر اثر وساطة قامت بها الكنيسة الكاثوليكية. وقد خرج 39 سجينا سياسيا من السجن وهاجروا الى اسبانيا. لكن 13 اخرين يرفضون الذهاب الى المنفى. واتخذ قرار تليين العلاقات مع كوبا الاثنين رغم تردد بعض دول اوروبا الشرقية خصوصا وهي الدول التي عاشت في ظل الحكم الشيوعي وتبدي شكوكا حيال نظام كاسترو.