القاهرة (رويترز) - قال مسؤولون مصريون وجنوب افريقيون يوم الثلاثاء انه ينبغي تحسين خدمات النقل البري والجوي والبحري في افريقيا لتحقيق حلم ابرام اتفاق للتجارة الحرة يشمل القارة ويقلل اعتمادها على الاسواق الاوروبية. ويلتقي المئات من رجال الاعمال من مصر وجنوب افريقيا في القاهرة في اطار زيارة رسمية رفيعة المستوى يقوم بها جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا وتهدف لتعزيز العلاقات التجارية الضعيفة حاليا بين البلدين. وقد يساعد تعزيز التجارة الاقليمية افريقيا على الاستفادة من امكاناتها الاقتصادية لكن رغم وجود اتفاقات تجارية بالفعل لم تستطع البنية التحتية تلبية احتياجات القارة وعقدت التجارة بين دولها. ومن أمثلة ذلك أن السفر جوا بين بعض انحاء القارة ما زال يتم عبر دول خارج القارة. وقال زوما في المؤتمر "اذا اردت الوصول الى بعض الدول في القارة يتعين عليك الذهاب أولا الى أوروبا ثم تنام في الطريق وتستيقظ في الصباح وتنتظر حتى الغروب ثم تطير عائدا الى افريقيا. هذا الوضع يجب أن ينتهي." وأضاف قائلا "لا أحد غيرنا يفعل ذلك." وتحاول مصر وجنوب افريقيا ابرام اتفاق للتجارة الحرة يشمل السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة وعددها 19 دولة ومجموعة تنمية الجنوب افريقي المكونة من 15 دولة والسوق المشتركة لشرق افريقيا. ومن شأن هذا الاتفاق أن يغطي 700 مليون شخص في أفقر قارات العالم ويساعد دولا افريقية على اللحاق باقتصادات مثل الصين والهند والتي تستفيد من الاستهلاك المحلي الضخم. لكن هذا يتطلب اكثر من مجرد اتفاقات على الورق. وقال وزير التجارة المصري رشيد محمد رشيد على هامش المؤتمر "يجب أن تكون لدينا القدرة على الوصول (الى باقي الدول) برا وبحرا وجوا. نحتاج لزيادة القدرة على الوصول بصورة جذرية." وأضاف قائلا لرويترز "حتى الان يستغرق الامر وقتا طويلا للغاية واتمنى أن نبدأ في احراز تقدم" مضيفا أن الاوضاع السياسية وصعوبة المرور عبر حدود 12 الى 15 دولة قد تكون أيضا عائقا أمام انشاء منطقة التجارة. ولدى افريقيا الان حوالي 30 اتفاقا تجاريا اقليميا لكنها تحصل على اقل من أربعة بالمئة من الاستثمارات الاجنبية المباشرة على مستوى العالم ويرجع ذلك جزئيا الى انتشار البيروقراطية والفساد. وبلغت صادرات جنوب افريقيا الى مصر 1.2 مليار راند (175 مليون دولار) فقط في 2009 بينما استوردت منها ما قيمته 231.3 مليون راند. وقال مسؤولون ورجال أعمال من البلدين انهم يتوقعون أن تتحسن هذه الارقام من خلال تشجيع الاستثمار والتجارة في مجالات مثل السيارات والطاقة وتصنيع المنتجات الزراعية والسياحة والتكنولوجيا. واجتماع يوم الثلاثاء هو أكبر زيارة رسمية بين البلدين منذ 1994 على الاقل. ومن المتوقع أن يتوجه وفد من المسؤولين ورجال الاعمال المصريين لزيارة جنوب افريقيا في فبراير شباط وسيتضمن جدول الاعمال مواصلة المحادثات بشأن اتفاق التجارة الحرة الذي يشمل القارة.