عين الرئيس الصومالي شريف الشيخ احمد الخميس محمد عبدالله رئيسا جديدا للوزراء على رأس حكومة انتقالية ضعيفة ازداد ضعفها في الاشهر الاخيرة بسبب انقسامات سياسية حادة. واعلن الرئيس شريف في كلمة مقتضبة امام وسائل الاعلام ونواب في فيلا صوماليا مقر الرئاسة في مقديشو "بعد اجراء مشاورات عديدة في الايام الاخيرة، عينت محمد عبدالله رئيسا جديدا للوزراء". واضاف "اعتقد انه الشخص المناسب لهذا المنصب، كما اعتقد انه قادر على ادارة الوضع الصعب الذي تعيشه حاليا البلاد"، مضيفا "اتمنى له التوفيق". وادلى رئيس الوزراء الجديد بتصريح مقتضب قال فيه انه سيشكل حكومته الجديدة في اقرب وقت ممكن. ويحل محمد عبدالله غير المعروف عموما على المسرح السياسي، محل عمر عبدالرشيد شرماركي الذي استقال اواخر ايلول/سبتمبر بعد خلاف طويل مع الرئيس شريف تناول خصوصا الدستور المقبل والامن ونهاية الفترة الانتقالية. وقد شلت هذه الازمة السياسية خلال اشهر عمل المؤسسات الانتقالية كما زادت من ضعف الحكومة الانتقالية المدعومة بقوة من المجتمع الدولي والتي تقتصر سلطتها على بعض احياء مقديشو. وعبدالله محمد هو دبلوماسي سابق عاش لسنوات طويلة في الولاياتالمتحدة ويحمل الجنسيتين الصومالية والاميركية، على ما اوضح بيان لوزارة الاعلام. ولد في مقديشو في العام 1962 ودرس فيها. وكلف في بادىء الامر بالشؤون المالية في السفارة الصومالية في واشنطن. وبعد ان درس في ولاية نيويورك، حصل على الجنسية الاميركية وعمل موظفا في بلدية بوفالو سيتي ثم في منطقة اريك. ويحمل بحسب وزارة الاعلام شهادة في العلوم السياسية، وهو مدرس حاليا ومتخصص في ادارة المشاريع وحل النزاع. وعبدالله محمد المتحدر من منطقة جدو جنوب الصومال، ينتسب الى عشيرة دارود المتفرعة عن قبيلة ماريهان وعاش لسنوات في الولاياتالمتحدة. وبحسب "ميثاق" المرحلة الانتقالية الذي يحدد عمل المؤسسات، ينبغي ان يكون رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان متحدرين من القبائل الرئيسية الثلاث في البلاد خصوصا الهوية ودارود. وبحسب الميثاق ايضا، فانه يتوجب على رئيس الوزراء الجديد ان يحظى بموافقة البرلمان في غضون ثلاثين يوما حتى قبل ان يقدم حكومته. ويسيطر متمردو حركة الشباب الاسلامية المتطرفة التي تؤكد ولاءها لتنظيم القاعدة على كامل المناطق تقريبا في وسط جنوب الصومال والعاصمة مقديشو في وجه حكومة انتقالية تتهمها بانها "حكومة مرتدة" وترفض التفاوض معها. وينتشر حاليا حوالى 7200 جندي اوغندي وبوروندي في العاصمة الصومالية لدعم الحكومة الانتقالية في اطار قوة سلام تابعة للاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم). وقد وصلت الازمة بين الرئيس شريف ورئيس الوزراء السابق شرماركي التي اثارت قلق الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي، الى حدها اواخر اب/اغسطس اثناء شن حركة الشباب هجوما واسعا في العاصمة. وادى ذلك الهجوم في البداية الى هزيمة القوات الموالية للحكومة التي انقذت في اللحظة الاخيرة بفضل هجوم مضاد لاميصوم. الا ان الوضع لا يزال هشا للغاية في مقديشو حيث تدور المعارك بشكل شبه يومي.